الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وداعاً للإجازات و «طوارئ» بسبب الامتحانات الفصلية

وداعاً للإجازات و «طوارئ» بسبب الامتحانات الفصلية
6 ديسمبر 2009 23:36
مع انتهاء إجازة الأعياد، قرعت معظم الأسر التي لديها أبناء في المدارس جرس الإنذار معلنة بدء حالة «الطوارئ» في المنازل إيذانا بحلول امتحانات نهاية الفصل الأول، هذا «الكابوس» المزعج الذي يتكرر كل عام جالبا معه الصداع والتوتر إلى الأهالي والطلاب على حدّ سواء، ومن هنا فقد اتخذت الأسر إجراءاتها المعتادة التي درجت عليها كل عام بتقنبن استخدام أو إطفاء جهاز التلفزيون أو منع الزيارات العائلية أو الرحلات في نهاية الأسبوع وغيرها من الإجراءات التي تختلف حدتها من أسرة لأخرى. يتحدث أبو علي عن إجراءات أسرته لمواجهة فترة الامتحانات بقوله: «منذ سنوات عديدة ونحن نتبع نظاما صارما لمواجهة الامتحانات المدرسية، يقابله أولادي السبعة بموافقة وعدم اعتراض، وذلك لمعرفتهم أنه يصّب لمصلحتهم في النهاية». يتابع قائلا: «عندما تقترب الامتحانات يعلم الأولاد جيدا ما هي الاجراءات المتبعة في المنزل، فالتلفزيون في حالة سبات عميق لحين انتهاء الامتحانات، أما «الريموت كونترول» فهو مخفي عن الأعين حتى لا تخترق الأوامر في حالة غيابي. وبالنسبة للزيارات العائلية والمجاملات الاجتماعية فهي موقفة مؤقتا لحين انتهاء الامتحانات». بفخر يكمل أبو علي كلامه قائلا: «ربما يعتبر البعض أنها إجراءات صارمة، لكنني بهذه الطريقة خرّجت أربعة أبناء لي من أحسن الجامعات».‏ هذه الإجراءات لا تقتصر على منزل أبو علي وحده، وإنما هي تقليد غالب في الكثير من المنازل بحسب فاطمة محمود، معلمة مدرسة، والتي تؤكد أن غالبية الأسر تفعل ذلك في موسم الامتحانات، مضيفة أنه مع ازدياد وسائل اللهو التي تشغل الطلاب عن دروسهم مثل «الموبايل» و»الانترنت» و«الآي بود» وغيرها، فإن الكثير من العائلات تقوم بحجب هذه الوسائل عن أبنائها، وذلك لكي يتركز انتباههم خلال هذه الفترة على الدراسة وحدها. معاناة الأهل «يعاني الأهل مع اقتراب مواعيد الامتحانات أضعاف ما يعاني أولادهم»، هذا ما تقوله أم فيصل والتي تسهر حتى ساعة متأخرة من الليل جنبا إلى جنب مع أولادها وليد وحسين وإيمان وهم يدرسون، تقف إلى جانبهم وتشجعهم على الدراسة، وتحضر لهم المأكولات والمشروبات التي يحبونها، تضعها أمامهم على طاولة الدراسة حتى لا يتكلفوا عناء الحركة أو يضيعون الوقت. أما في الصباح الباكر فتكون الأم أول من يستيقظ أيضا، لتعدّ لهم الفطور الغني بالبروتينات والفيتامينات والتي تقوي من جسدهم ومناعتهم وتمدهم بالطاقة لأداء جيد خلال الامتحان. وتزيد فاتن مسعود من حرصها على أداء أولادها خلال الامتحانات، حيث تقوم بإيصالهم إلى المدرسة صباحا لتقوي من عزيمتهم، وتستذكر معهم بعض الدروس الصعبة أو المتوقعة خلال الامتحان، ولاسيما ابنتها الكبرى سالي التي تعاني من ضعف في التركيز وكثرة النسيان. عيوب ومساوئ وتعتقد إنعام المنصوري، استشارية أسرية، بأن إعلان حالة الطوارئ في المنازل خلال فترة الامتحانات هو أمر دارج بكثرة، رغم أن له عيوبا ومساوئ من شأنها أحيانا أن تفضي إلى نتيجة عكسية، موضحة أن على أولياء الأمور التشديد على أسلوب الدراسة منذ بداية العام الدراسي لتصبح فترة الامتحانات أسهل، وتكون نفسية الأولاد مرتاحة أكثر. وتلفت المنصوري أن على الأم إشعار أولادها بقربها منهم خلال فترة الامتحانات، وألا تنشغل بأمور ثانوية أخرى، وأن تشجعهم دوما، خاصة إذا كان ثمة تقصير لأحد الأولاد في دراسته خلال السنة، فعليها أن تعوض النقص وتشعره أنه بإمكانه تجاوز هذه المرحلة بنجاح.‏ تضيف موضحة أنه قد تخطئ بعض الأسر بتشديدها على الطالب فيعتقد الابن أن العلامات أهم منه، حينئذ يكون موقفه منها إما كراهية المذاكرة ورفضها، أو الخوف الشديد منها، ومن ثم الشعور بالإحباط وعدم تحمل الجلوس إلى الكتاب، فنراه يستمتع ويفهم ما يقرأه عندما يمسك بإحدى المجلات، بينما يصيبه الارتباك والتوتر والصداع وقلة التركيز عندما يمسك بالكتاب المدرسي. أما الحل فهو إعادة الثقة إلى نفوسهم بعدم تضخيم الأمور وإعطاء الامتحانات والدرجات الأهمية القصوى، والتركيز على قيمة الاعتماد على النفس مع عدم وضع الطالب في موقف أو وضع تنافسي مع الآخرين، فالطلاب تختلف قدراتهم وإمكاناتهم، ولا ننسى أهمية التركيز على مواهب الطالب كوسيلة لإعادة بناء الثقة في النفس وتذكيره دوما بأنه لن يفقد حب وتقدير الأهل له لو أخفق في الامتحان، فالحب والتقدير باقيان مهما حدث. من جهته يوصي الدكتور محمد ربيع، أخصائي الطب النفسي، الأهالي بالحرص على أن يأخذ أبناؤهم خلال فترة الامتحانات القسط الكافي من الراحة الجسدية فضلا عن الراحة النفسية، مع إمدادهم بالتغذية الكافية، وتنظيم أوقات نومهم، والترويح عنهم بمشاهدة التلفزيون أو فعل أشياء يحبونها لفترة قصيرة، أو تمكينهم من قراءة كتاب مفيد. ومن الممكن أن يخرجوا في نزهة قصيرة في نهاية الأسبوع، فهذه كلها من الأمور التي تروح عن أنفسهم وتعطيهم حافزا لمواصلة الدراسة، وليس صحيحا أنها تؤثر عليهم سلبا إلا إذا كان لفترات طويلة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©