الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

النموذج المصرفي الفرنسي يخرج قوياً من الأزمة المالية

21 سبتمبر 2008 00:09
مع تساقط مصارف الاعمال الاميركية الواحد تلو الاخر، اظهرت الازمة المالية الحالية فوائد نموذج ''البنك الشامل'' الناشط في كل المجالات والمعتمد في فرنسا مع انشطة متنوعة تسمح بالحد من خطر الافلاس· وبعد افلاس بنك الاعمال الاميركي ''ليمان براذرز'' والبيع المتسرع لمصرفي ''بير ستيرنز'' و''ميريل لينش'' والخطر الذي لف بنك ''مورجان ستانلي''، ''فان البنوك الناشطة فقط في مجال الاستثمار تمر في الوقت الحالي بازمة كبرى تواجه نموذجها الاقتصادي''، بحسب ما اعتبر نيكولا ميرندول المدير العام لصناديق الادخار· من جهته، اكد رالف سيلفا المحلل لدى شركة الاستشارات المالية ''تاور جروب'' في لندن ''ان النموذج المصرفي الفرنسي والكندي سيكون النموذج الذي سيفرض نفسه، لان النموذج الاميركي الحالي لا يصلح''· وفي حين ان استقلالية اخر مصرفين للاعمال في وول ستريت، ''مورجان ستانلي'' و''جولدمان ساكس'' مهددة، فمن المرجح ان يجري ''احتواؤهما من قبل مصارف تجارية''، كما قال سيلفا· وهذه كانت حالة بنك ''بير ستيرنز'' الذي اشتراه ''جي بي مورجان تشيز''، وهو بنك يمارس كافة الانشطة، وانما ايضا حالة ''ميريل لينش'' الذي سينتقل الى ملكية ''بنك اوف اميركا''· وعلى العكس من ذلك، تتميز السوق المصرفية الفرنسية المركزة جدا، بالغياب شبه التام للمصارف التي تكتفي بالاستثمار وتعتمد حصرا على سوق التعامل بين المصارف لاعادة تمويل نفسها، وبالتالي على الثقة - التي تقلصت اليوم الى الصفر - السائدة بين المصارف· وان نموذج المصرف السائد هو نموذج البنك الذي يطلق عليه البنك ''الشامل'' الذي تشمل انشطته كل ما له علاقة بالمهنة المصرفية من تسليف الاسر والشركات الصغيرة والمتوسطة الى ادارة الثروات مرورا بمجلس اندماج وتملك او تمويل مشاريع بنى تحتية كبرى· وهو شكل من اشكال التجمع المالي الذي يسهل ضبطه وتنظيمه وتكون موارده اكثر امانا في فترات الازمات لان بامكانها ايضا ان تغرف من ودائع الافراد او الشركات· فلو امتنعوا في باريس عن الاعتداد بالنفس الذي سيعتبر في غير محله بالنظر الى الخسائر التي منيت بها المصارف الفرنسية منذ بداية الازمة، فان مقاومة المؤسسات الفرنسية توفر مع ذلك الفرصة لتلقين المالية الاميركية درسا· واعتبر ميراندول ''ان نموذج المصرف الشامل الذي انتقده الاميركيون والذي يميز كل المصارف الفرنسية، في صدد استعادة القوة''· وتداعى وضع مصارف الاستثمار ايضا بسبب الافراط في الاستدانة ما دفع بها الى شفير الاختناق عندما انهار القطاع العقاري· وقال جريغوري فولوكين المحلل لدى ''ميسكارت'' في نيويورك ''ان نموذج مصرف سيقدم قرضا بعشرة دولارات ولديه دولار واحد ككفالة، لا يعمل''· وعلى عكس ذلك ''فان نموذجا تحظى فيه التعاملات المالية بدعم صناديق خاصة تكون اهم شيء ممكن مقارنة بالاحجام المالية، هو نموذج صالح''· وفي اطار مالي عالمي مصحوب بانتقال عدوى المشاكل بسرعة الى مجمل المؤسسات العالمية، تقدم المصارف التي تتعاطى كافة الانشطة ايضا فائدة تتمثل في وجود ''عدد من الخطوط الدفاعية''· واوضح سيلفا ''ان مصرفا يتعاطى كافة الانشطة اكثر امانا، وانما بشرط ان لا يستثمر كل شيء في المنتج نفسه''، معتبرا انه ينبغي ان لا يستفيد اي مصرف من اكثر من 10% من عائداته من منتج واحد· وقال المحلل ''لا احد يعرف من اين تاتي الازمة المقبلة، وبالتالي اذا كنتم واثقين من انكم توقعتم كل الازمات الممكنة، فلن تواجهوا ازمات حادة· ستواجهون ساقا مكسورة تؤلمكم طيلة بضعة اسابيع، لكنكم لن تصابوا بالسرطان· ان المصارف الاميركية مصابة بالسرطان''
المصدر: باريس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©