الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أين زكاة رسول الله؟

أين زكاة رسول الله؟
21 سبتمبر 2008 00:16
هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيراً فاقداً ، أو غنياً زاهداً؟ هل أخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة أمواله؟ أرسل إلي أحدهم رسالة نصية يسألني فيها عن زكاة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أمواله: كم مقدارها؟ لمن أعطاها؟ متى أخرجها؟··· فاضطررت إلى البحث في هذه المسألة فإذا بي أمام نصوص ظاهرها يعارض بعضه بعضاً: فمن المعلوم أن الزكاة تجب على من ملك نصاباً ملكاً تاماً وحال عليه الحول، فكيف تجب الزكاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كان فقيراً؛ يربط الحجر والحجرين من الجوع؟! ويمر عليه ثلاثة أشهر قمرية لا يوقد في بيته نار! لا يجد ما يطعم أهله إلا التمر والماء؟! فَمَاتَ صلى الله عليه وسلم وَمَا تَرَكَ دِينَاراً وَلاَ دِرْهَماً وَلاَ عَبْداً وَلاَ وَلِيدَةً وَتَرَكَ دِرْعَهُ مَرْهُونَةً عِنْدَ يَهُودِي عَلَى ثَلاَثِينَ صَاعاً مِنْ شَعِيرٍ استدانها طعاماً لأهله؟! من جانب آخر فقد امتن الله سبحانه على حبيبه - صلى الله عليه وسلم -بقوله ''وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى'' وذكر الكتاب أن مصادر أمواله قد تعددت فمنها ميراثه من أبيه: أم أيمن بركة، وخمسة جِمَالاً، وغنماً، ومولاه شقران وابنه· ومن أمه: ورث الدار التي ولد فيها بمكة· وورث من زوجته خديجة دارها بمكة، وأموالاً كانت لها، وأعطى صلى الله عليه وسلم زوجاته الطاهرات كل واحدة منهن دارها التي تسكنها، وكان له الفيء وهو مال النبي الخاص بلا حرب (مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُول) ومن الفيء أرضه من أموال بني النضير والنصف من أرض فدك وثلاثة حصون خيبر: (الكتيبة، والوطيح، والسلالم) والثلث من أرض وادي القرى· وكان له - صلى الله عليه وسلم - الخمس من الغنائم والأنفال قال تعالى (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فأنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ) وإذا ثبت لدينا(28) غزوة و(37) سرية يمكننا حساب حجم الغنائم، فضلاً عن الهدايا التي كان يقبلها ومنها أموال مخيريق اليهودي الذي أمن برسول الله يوم أحد: وهي أول أرض ملكها رسول الله وكانت له سبعة حوائط (بساتين) هي: المثيب، والصافية، والدلال، وحسنى، وبرقة، والأعواف، والمشربة· أضف إلى ذلك أنه ذبح - صلى الله عليه وآله وسلم - من ماله الخاص (83) بدنة في حجة الوداع أي قبل وفاته بقليل! فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم غنياً يملك أراضي وأموالاً فأين زكاة أمواله؟ وكيف مات ودرعه مرهونة؟ لقد ثبت أيضاً أن الرسول كان ينفق أمواله في سبيل الله قبل أن يحول عليها الحول، ويتصدق ويعطي عطاء من لا يخشى الفقر· جاء في سبل السلام للصنعاني ( كَانَ -صلى الله عليه وسلم- يُنْفِقُ عَلَى أَهْلِهِ أَيْ مِمَّا اسْتَبَقَاهُ لِنَفْسِهِ وَالْمُرَادُ أَنَّهُ يَعْزِلُ لَهُمْ نَفَقَةَ سَنَةٍ وَلَكِنَّهُ كَانَ يُنْفِقُهُ قَبْلَ انْقِضَاءِ السَّنَةِ فِي وُجُوهِ الْخَيْرِ وَلَا يَتِمُّ عَلَيْهِ السَّنَةُ وَلِهَذَا تُوُفِّيَ وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عَلَى شَعِيرٍ اسْتَدَانَهُ لِأَهْلِهِ!) وخرج النبي - صلى الله عليه وسلم -على أصحابه ذات يوم وفي يده قطعة من الذهب فقال لعبد الله بن عمر: ''ما كان محمد قائلاً لربه لو مات وهذه عنده؟''· فقسمها قبل أن يقوم'' ومن هنا يتبين أنه صلى الله عليه وسلم كان غنياً زاهداً، ولم يكن فقيراً فاقداً، أتته كنوز الدنيا فأنفقها كلها في سبيل الله وما حال الحول على مال في يده، ليعلمنا كيف نستثمر أموالنا في حسابنا عند الله· drbassam@eim.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©