الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النشر والطي

21 سبتمبر 2008 00:24
روي أنه في عهد الخليفة الأموي هشام بن عبدالملك تعاقبت على الناس مدة أمسكت فيها السماء عن المطر فساءت أحوال الناس فتوجه أهل البيداء إلى هشام يطلبون منه العون، فاستقبلهم هشام وكان أحدهم قد اصطحب ولده معه فلما استقبلهم هشام ورأى ذلك الغلام امتعض وغضب وكان فيه غلظة، فنادى حاجبه وقال له في غضب: ما شاء أحد أن يدخل عليّ إلا دخل حتى الصبية؟! ففهم ذلك الغلام أنه بذلك القول مقصود، فوثب حتى وقف بين يدي هشام وقال: يا أمير المؤمنين، إن الله تعالى إذا أعطى عبده قلباً حافظاً، ولساناً لافظاً، فقد أعطاه الخير كله، وإن للكلام نشراً وطيّا، ولا يعرف طيّه إلا بنشره، فإن أذن أمير المؤمنين أن أنشره نشرته إن شاء الله! فطرب هشام من الغلام لقوة جنانه وحلاوة بيانه فقال له على الفور: أنشره لله درّك· فقال الغلام: يا أمير المؤمنين، لقد تعاقبت علينا سنون ثلاث·· سنة أذابت الشحم·· وسنة أكلت اللحم·· وسنة دقت العظم· وفي بيوت أموالكم فضل مال· فإن كان للمسلمين فلماذا تمنعونه عن أصحابه؟ وإن كان لله فلم تمنعونه عن عباده؟ وإن كان لكم فتصدقوا به فإن الله يحب المتصدقين· فعجب هشام وقال: ما ترك الغلام واحدة من الثلاث، وأمر بفتح بيت المال وإعانة الوفود والمحتاجين وأمر للغلام بمائة ألف درهم· وقيل اسمه درواس بن حبيب وكان في العاشرة من عمره·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©