الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشباب والنساء... رهان الجزائر

21 ابريل 2012
لم تكن يوماً المشاركة السياسية حكراً على أحد في أي مجتمع يكون عنوانه الديمقراطية وما يجول ضمن نطاق هذه الكلمة، فالمكون السياسي لأي دولة يصنعه ويشارك في بنائه عناصر المجتمع النوعية، وسأخصص الحديث في هذا المقام لمحل الشاب والمرأة في الحلبة السياسية الجزائرية. ألم يتساءل أي منا: لماذا لم نر منذ فترة الاستقلال وإلى يومنا هذا وزيراً أو مسؤولاً حكومياً رفيع المستوى أو برلمانياً من فئة الشباب، ألم يتساءل أحد: لماذا ما زالت المرأة الجزائرية بعيدة جداً عن المعترك السياسي؟ تساؤلات جمة نختزلها في إجابة واحدة تحمل شقين، إما أن الشاب والمرأة الجزائريين غير مؤهلين ليكونا في مراكز القيادة السياسية، أو أنهما مقصيان من اللعبة السياسية بطريقة أو بأخرى. فلو وضعنا هذه المعادلة تحت ضوء العقول المتبصرة للمجتمع الجزائري وتركيبة شبابه ونسائه، وكذلك مجمل العملية السياسية في البلاد، لأدركنا فعلاً أن كل الخيوط واضحة، فالشاب والمرأة الجزائريين لم يكونا في فترة سابقة ضمن قواعد اللعبة السياسية بسبب واقع حتمي نعرفه ونقر به جميعاً، ألا وهو أن الجزائر كانت في فترة جد صعبة تتطلب وجود آليات ذات منابع ثورية تقود الجزائر، وهنا أقصد الفترة من الاستقلال إلى ما بعد العشرية السوداء. فمن غير الممكن بأي حال من الأحوال أن وضع شاب أو امرأة في لائحة القيادة السياسية للبلاد في تلك الفترة، كان إجراءً صائباً ومأموناً بشكل تام، وذلك لعدة اعتبارات أهمها عقلية الشاب والمرأة الجزائرية آنذاك، ومستوى الوعي السياسي المتعرج عندهما، وكذا حساسية الفترة... لكن وبعد أن تخطت الجزائر المرحلة السوداء، كان لابد لدواليب السلطة أن تشهد هي الأخرى تغيرات حتمية، وكذا تجديد دماء الأوعية السياسية، إلا أن هذا لم يحدث وكنا بدلاً من ذلك أمام لعبة تغيير الكراسي، نفس الوجوه تقود المركبة السياسية الجزائرية. ومع هذه الفترة الجديدة للجزائر اليوم، ألا يجدر بالشاب والمرأة الجزائريين أن يجدا لنفسيهما محلاً في مركز القيادة؟ كيف لا وقد أصبحا مدركين لما يحدث من حولهما وعرفا أن الفترة الراهنة هي فرصة الشباب لتسلم زمام الأمور؟ بوادر هذا الوعي تجلت بشكل كبير جداً، حيث أصبحنا نرى الشباب الجزائري يفعّل فكره السياسي، هذه المرة ليس للعب دور ثانوي بل من أجل حجز مكانة سياسية تمكنه من الوصول لمراكز صناعة القرار. أمر أصبح يقلق كثيراً أصحاب الشعر الأبيض الذين هرموا وهم مترسبون في الكراسي، أصبحوا قلقين أكثر من أي وقت لأنهم أدركوا فعلاً أن الشاب الجزائري استفاق ونفض الغبار عن نفسه، وأن المرأة الجزائرية لم تعد تلك المرأة التي كانت بالنسبة لهم حرفاً زائداً في اللعبة السياسية... خوف جعل البعض يهرعون إلى محاولة احتواء الأمر وكسب صوت الشاب والمرأة في صفهم عن طريق امتيازات وإغراءات تمنح لهؤلاء الشباب. لكن هيهات، فالطموح السياسي المشروع للشاب والمرأة الجزائريين أكبر من هذه الامتيازات المشبوهة. إنه الرهان الآن على الشباب ليكون هذه المرة مشاركاً حقيقياً في صياغة السياسة العامة للدولة، والرهان على المرأة لتفرض وجودها كقيادية سياسية من منطلق واجب وحق يكفله الدستور والطموح المشروع. وإن كان البعض يرى أنه من المجازفة بمكان وضع دواليب السلطة في أيادي الشباب، إلا أنها لن تكون خطيرة العواقب. زكريا بوخزة كاتب جزائري ينشر بترتيب مع مشروع «منبر الحرية»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©