أعلنت سلطات الولايات المتحدة أمس الأول اعتقال 10 أشخاص بتهمة أنهم أعضاء في شبكة تجسس وغسيل أموال لمصلحة روسيا التي نفت صحة الرواية الأميركية لذلك ووصفتها بأنها “مزاعم متناقضة. وذكرت شرطة قبرص أنها اعتقلت أميركياً من أصل كندي بشبهة انتمائه إل الشبكة ذاتها استجابة لطلب أميركي عبر منظمة الشرطة الدولية “الإنتربول”. كما أعلنت بريطانيا وآيرلندا أنهما تحققان في احتمال استخدام عدد من المتهمين جوازات سفر بريطانية وآيرلندية مزورة.
وقالت وزارة العدل الاميركية في بيان أصدرته في واشنطن إن 10 أعضاء في شبكة التجسس المؤلفة من 11 فرداً اعتقلوا في نيوجيرسي يوم الأحد الماضي ويواجهون أحكاماً بالسجن لمدة 25 عاما إذا أدينوا بالتهمة الموجهة إليهم. وذكرت أن الشبكة مارست نشاطها في الولايات المتحدة طوال 30 عاما لتجنيد مصادر سياسية في الحكومة الأميركية وجمع معلومات لمصلحة الاتحاد السوفييتي السابق ثم وريثته روسيا.
ومثل 5 معتقلين يدعون سينثيا وريتشارد مورفي وخوان لازارو وفيلي بيليز وآنا تشابمن أمام قاض اتحادي أميركي في نيويورك أمر بإبقائهم قيد الاعتقال وعدم اطلاق سراحهم بكفالة بسبب احتمال فرارهم. وحدد موعدالجلسة المقبلة غداً الخميس للاستماع الى طلبات الموقوفين الآخرين بإطلاق سراحهم بكفالة، كما قرر عقد جلسة أولية يوم 27 يوليو المقبل لبدء المحاكمة.
وذكر المشتبه بهم أنهم أميركيون وكنديون وبيرويون، كما ورد في دعويين رفعهما مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي (اف. بي. آي) عليهم من دون أن يحدد جنسياتهم الحقيقية. وقال محامي آنا تشابمان للصحفيين أنها روسية انتقلت إلى الولايات المتحدة للإقامة فيها منذ فترة قصيرة وأسست شركة وكانت تحمل جواز عمل تم سحبه منها يوم السبت الماضي.
وقالت عريضة الاتهام “إن المركز في موسكو طلب من سينثيا مورفي عام 2010 الحصول على وظيفة يمكن ان تضعها على اتصال بمصادر في الحكومة الاميركية غير ان مجموعة متآمري في نيو جيرسي ردت بأنها تخشى ان تُطلب منها تفاصيل دقيقة حول مسارها المهني”. وأوضح ممثل النيابة العامة ان النيابة ستطلع الحكومة الروسية على الوضع. وجرت حملة الاعتقالات تتويجا لتحقيق أجراه “اف. بي. آي” طوال نحو 10 سنوات. وأوضحت الشرطة انه بعد تلقيهم تدريبا لدى جهاز الاستخبارات الروسي كان العملاء السريون يتسلمون هويا مزورة ويعملون في غالب الاحيان ازواجا ولديهم أطفال مما يسمح لهم بترسيخ غطائهم. وذكرت أن عملاء المكتب تسللوا إلى شققهم في نيويورك وبوسطن وسياتل لالتقاط صور ونسخ اقراص صلبة، كما قاموا بملاحقتهم ومراقبتهم والتنصت عليهم وتحدثوا اليهم مدعين انهم عملاء للحكومة الروسية. واكتشف المحققون “ترسانة” من وسائل الاتصال مثل تقنية تشفير المعلومات في صور يتم بثها فيما بعد في مواقع إلكترونية عادية على شبكة الإنترنت أو عبر الموجات القصيرة مباشرة الى موسكو. كما استخدم اثنان منهم دائرة تلفزيونية مغلقة على الانترنت للتواصل مع الروس، فكانت عميلة تجلس في مقهى مثلا وترسل عبر حاسوبها المحمول معلومات في حوزتها الى ممثل للحكومة الروسية مختبئ داخل شاحنة صغيرة متوقفة على الجانب الاخر من الشارع. وكان العملاء يتبادلون اكياسا من المال في سلالم محطات قطارات ومنتزهات عامة ومقاه. ولكن، رغم وسائل التخفي المتطورة والمتنوعة المستخدمة، لم ينجح العملاء في جمع معلومات مهمة.
وفي موسكو أعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان رسمي “في رأينا فان هذه المزاعم لا اساس لها من الصحة ومتناقضة وذات اهداف مغرضة”. وقالت “لا نفهم الاسباب التي دفعت وزارة العدل الاميركية الى القيام بتصريحات علنية باسلوب قصص الجواسيس الذي كان سائدا ابان الحرب الباردة”. وتابعت “على أي حال من المؤسف للغاية ان يحدث كل ذلك في خضم إعادة اطلاق العلاقات الروسية الاميركية التي أعلنتها الادارة الاميركية نفسها”.
وقال متحدث باسم الوزارة ذاتها “هناك “الكثير من التناقضات في المعلومات الواردة في هذه القضية”.
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أنه ينتظر توضيحات القضية وسخر من توقيت إعلانها بعد ايام فقط على زيارة الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف الى الولايات المتحدة. وقال لصحفيين في القدس المحتلة “تم اختيار توقيت الاعلان بعناية خاصة”.
وانتقد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين بشدة تصرف الشرطة الأميركية في القضية التي أعرب عن أمله في ألا تؤدي إلى انتكاس العلاقات الروسية الأميركية الآخذة في التحسن. وقال للرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون الزائر في نوفو أوجاريوفو خارج موسكو “في بلادكم، خرجت الشرطة عن السيطرة وزجت بأناس في السجن.. آمل ألا تتضرر كل المكاسب الإيجابية التي تحققت في علاقتنا جراء هذا الحدث الأخير”.
عدد اليوم
