الشيخة فاطمة:الاهتمام بالاسرة من ركائز حضارتنا ونهضتنا ومنجزاتنا تؤهلنا مشاركة العالم المتقدم لإسعاد البشرية

منحت الكلية الملكية لأطباء التوليد وأمراض النساء البريطانية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة أمس لقب الزمالة الفخرية للكلية، وذلك تقديراً منها لدور سموها المتميز في النهوض بالمرأة. وقالت الشيخة فاطمة أمس في كلمة ألقاها نيابة عنها معالي أحمد مبارك المزروعي رئيس مجلس إدارة هيئة الصحة - أبوظبي خلال حفل افتتاح أعمال المؤتمر العلمي الدولي الثامن للكلية الملكية لأطباء التوليد وأمراض النساء الذي يعقد في أبوظبي تحت رعاية سموها إن “الاهتمام بالأسرة ظل ولا يزال وسيبقى واحداً من ركائز حضارتنا ونهضتنا، والاهتمام بالمرأة في عصرنا الحديث اتسع ليشمل كل نواحي الحياة الأسرية”. وأضافت سموها: “نحن في الاتحاد النسائي العام والهيئات الصحية والاجتماعية الأخرى نسعى لتقديم البرامج المتميزة الهادفة، إيماناً منا بأن البداية الصحيحة للأسرة الصغيرة هي البذرة الصالحة لأسرة كبيرة وبالتالي تهيئة أساس قوي لمجتمع راسخ متماسك”. ورحبت سموها بالمشاركين في المؤتمر والبالغ عددهم 1500 طبيب متخصص من مختلف دول العالم. وقالت في هذا الإطار “تحية ترحيب بكم على أرض الإمارات الحبيبة وأنتم تحلون ضيوفاً أعزاء علينا في وقت تعيش فيه بلادنا أعياداً وأنشطة متواصلة”، مشيرة إلى أن انعقاد المؤتمر العملي الدولي الثامن للكلية الملكية لأطباء النساء والتوليد بالمملكة المتحدة، يشكل إضافة مهمة وعلامة بارزة في سجل الإنجازات الطبية والصحية التي تشهدها الإمارات بوجه عام وأبوظبي بشكل خاص. وأشارت سموها في كلمتها إلى أن “انعقاد جمعكم المهم، لأول مرة في هذا الجزء من العالم، هو شهادة بأننا هنا على أرض الإمارات، وصلنا إلى مراحل متقدمة من النهضة الصحية، وأن منجزاتنا في مجال الخدمات الصحية يؤهلنا لأن نشارك دول ومنظمات ومؤسسات العالم المتقدم العمل من أجل صحة وسعادة البشرية جمعاء”. واستذكرت سموها مقولة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس هذه الدولة وباني نهضتها، أرسى من خلالها أن الإنسان هو الثروة الحقيقية، ومن أجل بناء هذا الإنسان كان لابد من تهيئة متطلباته وتوفير الحياة الكريمة له، وهو ما أرسى قواعده القائد المؤسس ويبني عليه من نهلوا من فكره وعطائه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وأخوه الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. إنجاز برنامج سرطان الثدي قالت سموها: “لقد احتفلنا قبل أيام بإنجاز مرحلة جديدة من واحد من أكبر برامجنا الصحية وهو برنامج مكافحة سرطان الثدي، والذي اعتبر من قبل كثير من المنظمات والخبراء والمختصين بأنه واحد من أفضل وأقوى وأنجح البرامج الصحية على مستوى العالم. ويعقب هذا الاحتفال مؤتمركم هذا، والذي نثق في أنه سيقدم الكثير من أجل تحسين صحة النساء والأطفال وبالتالي صحة الإنسان بشكل عام”. وذكرت سموها أنه “من استراتيجيتنا في أبوظبي، حكومة ومؤسسات، أن نعمل على تأسيس شراكات عالية المستوى مع كل جهة نؤمن بأنها قادرة على التفاعل معنا وتبادل الفكر والمعرفة من أجل الارتقاء بمواطنينا وبكل أبناء الإنسانية، وقد أسسنا، بحمد الله، كثيراً من الشراكات الناجحة مع دول العالم شرقه وغربه، وما زلنا على الدرب بإذن الله سائرون”. وفي ختام كلمتها جددت سمو الشيخة فاطمة الترحيب بالمشاركين في المؤتمر، متمنية للملتقى التوفيق في الخروج بمقررات وتوصيات بعد مناقشات مثمرة وثرية. وقالت الكلية الملكية لأطباء التوليد وأمراض النساء البريطانية على لسان الدكتور محمد الشيخ رئيس اللجنة الممثِّلة للكلية الملكية لأطباء التوليد وأمراض النساء بالإمارات العربية المتحدة واستشاري التوليد وأمراض النساء بمستشفى الكورنيش بأبوظبي إن الكلية منحت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لقب الزمالة لريادتها والتزامها التام برعاية وتحسين أوضاع المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة. وأشارت الكلية إلى أن سمو الشيخة فاطمة أسست في العام 1973 جمعية نهضة المرأة الظبيانية، وهي الجمعية النسائية الأولى من نوعها في الدولة ثم قامت بتأسيس الاتحاد النسائي العام 1975، وهي المؤسسة التي شهدت تطوراً ونمواً ملحوظين، لتتيح للمرأة في الإمارات المجال الواسع لتطوير قدراتها من خلال التعليم والتدريب. وأضافت الكلية أن سمو الشيخة فاطمة كانت ولا تزال من أنشط الحريصين على مساواة المرأة وإعطائها كامل حقوقها، مشيرة إلى أن سموها مثال يحتذى على مستوى العالم العربي حيث إنها ألهمت الكثيرين من خلال جهودها الحثيثة لتحسين أوضاع الأطفال والأيتام وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة في الدولة. وأشارت إلى مساهمات أساسية لسموها في توفير التعليم الرسمي المجاني للفتيات والتأكد من محو الأمية في الدولة، إضافة عن دورها الملموس في توفير الرعاية الصحية للمرأة بما في ذلك تحديد احتياجات الرعاية الطبية المتخصصة لإنشاء مستشفى محلي للنساء. تخريج 16 طبيباً خلال افتتاح المؤتمر الذي حضره كل من زيد السكسك مدير عام هيئة الصحة - أبوظبي، ونورة السويدي مديرة الاتحاد النسائي العام، وسيف بدر القبيسي رئيس مجلس إدارة شركة أبوظبي للخدمات الصحية “صحة”، تم تخريج 16 طبيباً ليكونوا زملاء في الكلية وتسعة أعضاء. ويضم المؤتمر أكثر من 50 متحدثاً من المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط، إضافة إلى ما يقدر بنحو 1500 من الأطباء والممارسين الصحيين من أنحاء العالم كافة، لمناقشة المسائل المهمة والتطورات الرئيسية في مجال معالجة الصحة الإنجابية للمرأة. وستركز الموضوعات المدرجة على جدول أعمال المؤتمر على طب الأجنة في القرن الحادي والعشرين، والمستجدات في مجالات تشخيص وإدارة سرطانات أمراض النساء، والإدارة الحديثة للصحة الجنسية والإنجابية، والتطوير المهني والتغيرات العالمية في التعليم الطبي في مرحلة ما بعد التخرج. وذكر البروفيسور ساباراتنام أروكوماران، رئيس الكلية الملكية البريطانية لأطباء التوليد وأمراض النساء أن البرنامج لديه الكثير ليقدمه للأطباء العاملين في مجال التوليد وأمراض النساء وسيتيح للمشاركين فرصة الحضور والتعرف إلى التطورات الجديدة. وقال: “إننا نعتقد أن استضافة المؤتمر في أبوظبي ستكشف عن العديد من المسائل الصحية المهمة الوثيقة الصلة بهذا المجال”، مضيفاً “إننا نتطلع إلى تبادل المعلومات والمعرفة مع الأطباء ومحترفي الرعاية الصحية من هذه المنطقة ونأمل أن يعمل هذا المؤتمر على تعزيز العلاقات مع كيان الكلية الملكية لأطباء التوليد وأمراض النساء في الإمارات العربية المتحدة، ومع جميع الأطباء والممارسين للمهنة في هذه المنطقة.” ويشار إلى أن هذا الحدث، الذي يُعقد كل عامين، تتم استضافته للمرة الأولى في منطقة الخليج العربي؛ حيث تدعمه شركة صحة، شركة أبو ظبي للخدمات الصحية والتي تمتلك وتدير المستشفيات والعيادات العامة في إمارة أبوظبي؛ وتنظمه سينوفيتيكس، المنظم الرائد لفعاليات الرعاية الصحية في الشرق الأوسط. من جانبه، ذكر علي عبدالكريم العبيدلي، الرئيس التنفيذي لشركة صحة لقد “تشرفنا أن يطلب منا المساعدة على تحقيق حدث من هذا المستوى الرفيع في أبو ظبي. و نتطلع لرؤية أبوظبي تنمو لتصبح مركزاً مهماً للتفوق في مجال التعليم العلمي و تحسين النتائج من خلال تبادل المعارف و هذا من أهم أهداف شركة صحة”. وسيقوم أعضاء تدريس وخبراء دوليون بارزون من الكلية الملكية لأطباء التوليد وأمراض النساء الكائن مقرها في المملكة المتحدة بقيادة المناقشات التي سيتم افتتاحها بجلسة مكتملة يتفرع بعدها البرنامج إلى أربعة اتجاهات متوازية تركز على مختلف التخصصات الفرعية في مجال طب النساء والتوليد. وستشمل الجلسات العلمية محاضرات وورش عمل وندوات ومعرضاً كبيراً، يعرض كل ما هو جديد من التقنيات والمنتجات. وسيكون المشاركون قادرين على ضمان ساعات التعليم المستمر (التعليم الطبي المستمر) وكذلك الاستفادة من الفرصة المتاحة لتحديث معارفهم واكتساب رؤىً قيِّمة من خلال دراسات الحالة والعلاجات البديلة والأساليب الحديثة. وسيعمل المؤتمر على إبراز البرامج الاجتماعية المثيرة.