الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الغابات.. تتعرض للإزالة والتعدي على أشجارها بشكل جائر

الغابات.. تتعرض للإزالة والتعدي على أشجارها بشكل جائر
4 مايو 2014 20:12
يلجأ بعض المزارعين إلى قطع وبتر الأشجار في العالم العربي، في محاولة لتحويلها لأراضي زراعية، وفي غضون موسم زراعي أو موسمين تتحول تلك الغابات التي كانت مأوى للحيوانات، إلى أرض لا تصلح للزراعة، بعد أن كانت تغطي مساحات شاسعة بخضرتها لتدب الحياة بها، وفي حال تحويلها لصحراء جرداء من المستحيل أن تصلح للزراعة من جديد، وتعتمد معظم الحيوانات المهددة بالانقراض على الغابات كمأوى لها، كما أن هناك أكثر من مليار شخص يحصلون على الغذاء والملابس والمياه العذبة، وأيضاً المسكن عن طريق الغابات التي تشكل أكثر من 31 بالمائة من مساحة الأرض. موزة خميس (دبي) للحديث عن هذا الجانب المهم من حياتنا في وطننا العربي، تحدثنا مع عمر المنصوري الخبير والناشط البيئي في مجال البيئة والإعلام البيئي، فقال: المهمة الأولى للغابات وكما يعلمها غالبية الناس أنها تعد رئة الأرض بما توفره من الأوكسجين، الإ أنها عوملت من قبل البشر بالاستغلال الجائر، وإزالتها بقطع الأشجار من أجل الزراعة وتربية المواشي، وللحصول على الأخشاب، وأيضاً عن طريق حرق الغابات للحصول على مساحات تستغل للاستثمار العمراني مثلا، وبعض علماء البيئة أطلقوا تسمية بالوعة ثاني أكسيدالكربون على الغابات، كونها تلعب دوراً حاسماً في التخفيف من آثار تغير المناخ، وأيضاً لتربية المواشي والزراعة، ولكن للأسف سعى الإنسان لإزلة الغابات، وهذا ما حصل في منطقة الأمازون التي فقدت أكثر من 17 ? من الغابات في السنوات الخمسين الماضية، على رغم الغابات الاستوائية المطيرة والتي هي موطن لكثير من الأحياء. أهمية التشجير نحن في الوطن العربي نعاني من التصحر، ومازلنا في طور التمهيد لمكافحة التصحر، إلا أننا يجب أن نعي تماماً أهمية التشجير وعدم إزالة الأشجار من الغابات، وخاصة في دول مثل السودان والمغرب العربي والمملكة العربية السعودية، وكذلك في سلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة والعراق واليمن وسوريا والأردن ومصر، وهناك أيضاً الكويت والبحرين، حيث الجميع يمتلك غابات، وبالرغم من أنها بمساحات مختلفة، ولكن يجب الاهتمام بكل تفاصيل المحافظة عليها بدءا من التوعية بأهمية الغابات ووصولا لمنع أي تدخل لقطع الأشجار، والمطلوب المزيد من المراقبة لأن هناك عوامل كثيرة تقف وراء إزالة الأشجار، ويبقى الإنسان هو صاحب اليد الطولى في دمار البيئة جراء إزالة هذه الغابات، لكن وبما أن بلادنا العربية تشهد في الآونة الأخيرة عواصف ترابية وبالأخص دول الخليج العربي، فإن الأمر يبدو أكثر تعقيداً وبحاجة لحلول سريعة، منها أن التشجير يعد من أهم الوسائل الناجحة لمكافحة التصحر، خاصة في الأراضي التي تم تجريفها لأغراض الزراعة من قبل الفلاحين أو لأسباب عمرانية. أيضاً هناك تحويل الأراضي إلى مزارع ومراعي للحيوانات بعد قطع الأشجار في الغابات، الأمر الذي شغل المزارعين في باراجواي مثلاً، وهي إحدى دول أميركا الجنوبية، وعبر تلك الدولة الصغيرة باراجواي خرج درس مهم ينبغي تعلمه، حيث سارع أنصار البيئة بشراء أراض في الغابات من أجل وقف عملية إزالتها، وبالتالي المحافظة على التنوع البيولوجي، ولكن كم من المهتمين سوف يحذون هذا الحذو؟، فإن أردنا فعلا التغيير لأمكننا أخذ العبرة من باراجواي، التي وبمساعدة نشطاء البيئة استطاعت منع إزالة الغابات. امتصاص الغازات الدفيئة ويوضح عمر المنصوري أموراً مهمة علينا أن نعرفها، تتعلق بالغابات في الوطن العربي، قائلاً: الغابات لا تمثل مجرد مرافق سياحية كما عند البعض، فهي فوق أنها مصدر للخشب والوقود والورق، فإن أوراقها الخضراء تلعب دوراً مهماً، وفي انبعاث الأكسجين وامتصاص ما يسميه العلماء بالغازات الدفيئة، وهي الغازات التي تزيد من حرارة الجو، ومنها غاز ثاني أكسيد الكربون ويحتل وحده ثلثي المجموعة وغاز الميثان وأكسيد النيتروجين، ولذلك فهي تقي عالمنا من هذه الغازات السامة، ولذلك تعد أهم من أي مشروع حتى لا تختنق الأرض ومن عليها وتكثر الأمراض أكثر مما أصبح الوضع عليه، فالنباتات تمتص غاز ثاني أكسيد الكبريت بدرجات متباينة، لأن الأوراق العريضة الملساء لها قدرة أكبر على الأمتصاص، وذلك عائد إلى طبيعتها التكوينية الفسيولوجية والمورفولوجية، حيث تمتصه وتحوله إلى سولفات مما يخفف من سُميته وتنقله عبر الجذور إلى التربة. ويضيف المنصوري: تعتبر أشجار الموز من أكثر الأشجار قدرة على امتصاص هذا الغاز السام بطاقة تبلغ 180 جراماً، أما غاز أول أكسيد الكربون فتمتصه الأنواع النباتية وتتمثله في عملية الاستقلاب، ويكون ذلك بصورة نشطة في الضوء والظلام، ثم تحوله داخل أنسجتها إلى ثاني أكسيد الكربون، والذي يستفاد منه بعملية التمثيل الضوئي، وتشير الدراسات البيئية إلى أن حزاماً أخضر من الأشجار عرضه 30 متراً، يعمل على خفض تركيز غاز أول أكسيد الكربون بنسبة تصل إلى ستين في المائة، وأن كيلو متراً مربعاً من الأشجار يمتص يوميا من 12-120 كلجم من هذا الغاز، وفي المقابل تطلق النباتات إلى الجو الأكسجين وغاز ثاني أكسيد الكربون، وفي مناطق الغابات والأحزمة الخضراء يستهلك كل متر واحد من المادة الخشبية 1.83 طن من غاز ثاني أكسيد الكربون، وأيضا تطلق 1.23 طن من الأكسجين وبالنسبة للكيلو متر مربع الواحد المزروع بنبات الحور، وهو نبات ذو أوراق مسطحة ملساء وله قامة باسقة لارتفاع قد يصل إلى 14متراً، فهو يعطي خلال فصل النمو الواحد نحو 1200 طن من الأكسجين، ويمتص 1640 طناً من ثاني أكسيد الكربون، والحور نبات يعيش في المناطق الجافة وشبه جافة بشرط توافر مياه الري. منظومة بيئية غابية وبالنسبة للغابات والتنوع الإحيائي، حسبما يرى المنصوري، فإن الغابة تجمع كائنات نباتية وحيوانية على درجة كبيرة من التنوع، وعدداً لا حصر له من العلاقات المتداخلة، ولعل السمتين المميزتين للمنظومة البيئية الغابية، هما ما تتميز به الأشجار من كثافة عددية وما تمارسه الغابة من تأثير في بقية الأنواع النباتية والحيوانية، وبتحلل أوراق الأشجار المتساقطة على الأرض، تزيد نسبة المادة العضوية وتزداد خصوبة التربة. كذلك نلاحظ أن بعض بذور الأشجار كالصنوبر تكون مصدراً لغذاء بعض الطيور التي تعيش في الغابة، وكذلك تمثل أوراق الأشجار الغذاء المفضل لأصناف عديدة من الحشرات، وبالتالي فإن بعض الكائنات الحيوانية كالطيور والحشرات تسهم بدورها هي الأخرى في توفير الظروف الملائمة للنمو السليم للأشجار، وذلك بما تقدمه من خدمات كالتلقيح أو من نثر للحبوب والبذور، وهكذا تنمو الأشجار في الغابات على عدة طبقات واضحة المعالم، تتفاوت أطوالها حتى تصل إلى 40 متراً، وتنوع المستويات المتعددة للغطاء الغابي أدى إلى تعدد درجات كثافتها الضوئية ومستويات رطوبتها، وهذا يسمح بوجود أنواع من الأحياء تتعايش معها في حيز ضيق. وبذلك تعتبر الغابات أغنى أجزاء سطح الأرض بأنواع الكائنات الحية المختلفة، وإن نظرنا عبر عين الخبراء والمراقبين، نجد أن الهكتار الواحد من الغابات المطيرة المختلطة يضم 300 نوع من الأشجار، كما وجد أن رقعة مساحتها من 2 إلى 5 كيلومترات من الغابات المطيرة، تضم أكثر من 1300 نوع من الفراش، و600 نوع من الطيور، كما وجد أن شجرة واحدة تضم 43 نوعاً من النمل، وهذا التنوع في الحياة النباتية والحيوانية مهم للإنسان، لأنه ضروري لإنتاج الأغذية والأدوية والمواد الخام، والكثير من الاستخدامات الهامة لبقاء العنصر البشري. تنقية الهواء من الغبار يقول الخبير والناشط البيئي في مجال البيئة والإعلام البيئي عمر المنصوري: على مستوى التلوث بالغبار تلعب الغابات والمناطق المشجرة حول المدن وداخلها، دوراً مهماً في تنقية الهواء من الغبار والجزيئات العالقة به، خاصة في المناطق الصناعية، ويذكر العلماء أن الغابة يمكن أن تخفض عدد هذه الجزيئات بمعدل يتراوح بين 100و1000 مرة، كما أنها تحتجز ما بين 40 إلى 80 في المائة من كميتها الموجودة في الهواء، وتمتص الأشجار والنباتات الغازات السامة إما مباشرة أو بعد ذوبانها في مياه الأمطار، ومما هو معروف عند العلماء أن الهكتار الواحد من الغابات ينقي 18 مليون متر مكعب من الهواء على مدار العام الواحد، وتستطيع الأشجار المعمرة ذات الأوراق المدبرة كالصنوبر والسرو احتجاز كميات أكبر من الجزيئات العالقة في الهواء، إذا ما قورنت بالأشجار ذات الأوراق المسطحة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©