الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كَيان الأضداد

3 يوليو 2017 01:09
كم من علامات التعجب التي من الممكن أن يحتويها أي كيان أو نظام في هيكليته التنظيمية فكرياً وسياسياً، لتشكل العمود الفقري لتحركه في خلال محيطه والعالم؟ وهذا بطبيعته شيء فوق طاقة التحمل والاحتمال، فحين تتعدد وتتكرر علامات الاستفهام والتعجب في داخل أي كيان أو تنظيم حتى لو أخذ شكلاً أكبر اتساعاً وأكثر شمولية، وأكبر مما يبدو عليه في حقيقته، حينها فقط نعلم أنه يسعى إلى حتفه، ويخط ويخطو نحو الهاوية، حيث نهايته بخطوات مرتبكة. توجد أكبر قاعدة أميركية عندهم، وفي الوقت نفسه على أرضهم وتحت رعايتهم وحمايتهم توجد أكبر قاعدة «شيطانية» إخوانية!! لديهم مكتب تمثيل إسرائيلي، وفرع لحركة طالبان، وربما لا نستغرب لو اكتشفنا عندهم أيضاً «كشك» لجماعة بوكو حرام، تباع فيه تماثيل البغدادي وأبو سيّاف!!. يعملون ضد نظام الأسد في سوريا من خلال دعمهم وتمويلهم جبهة النصرة وأخواتها، وفي الوقت نفسه يدعمون ويمولون مليشيات حزب الله الإرهابية، ولديهم اتفاقية دفاع مشترك مع إيران، واستنجدوا بقواتها مؤخراً لحمايتهم لتوفر لهم الأمان، فهم أصبحوا وفجأة، يخافون إخوانهم الجيران!! علاقات دبلوماسية وأخوية مع الأشقاء، ظاهرياً، والتآمر عليهم في الخفاء، وطعنهم غدراً «في الظَهر» وغيلة!! تقبيل الخشوم والأحضان مع الإخوة العرب من الحكام، وقنواتهم الفضائية تؤلب عليهم شعوبهم للإطاحة بهم، وكما فعلت إبّان فورات الربيع، وعلى النهج والمنوال نفسه سائرة بكل غيٌّ ولا تزال لحد الآن!! وضعوا أيديهم بيد القذافي وتآمروا معه ضد كل أشقاءهم، وكانوا من بين أول الممولين للقضاء عليه واغتياله وتصفيته!! كانوا من أكبر الداعمين لأكراد سوريا ضد نظام بشار، وفي الوقت نفسه سمحوا لتركيا بإنشاء قاعدة عسكرية على أراضيهم، واستوردوا خمسة آلاف جندرمة تركي منهم، كي يحموهم من عدو خرافي مجهول يعيش في خيالهم!! يمدون ذراعاً، يتأبطون بها حركة حماس، وذراعاً أخرى، تحتضن إسرائيل بكل فخر، وحنان وامتنان!! يحاربون إعلامياً كل المليشيات التابعة لإيران في العراق، وسوريا، واليمن، ويظهرون تأثرهم بمعاناة تلكم الشعوب، من آثار الطائفية والقتل والتهجير.. وتركوا أمانة بأكثر من مليار دولار، كهدية ومكافأة ودعماً لتلك العصابات، غنيمة باردة في مطار بغداد!! خططوا وما زالوا يعملون، للقضاء على كل الأنظمة العربية القائمة، وزعزعة الاستقرار واغتيال الحكام، وموَّلوا كل المنظمات والحركات المتطرفة وكل المليشيات التابعة لحزب الله وإيران، أو حتى الشيطان، وفي الوقت نفسه يقولون وبدهشة مصطنعة إن أشقاءنا يفرضون علينا «الحصار» ولا نعرف ما هي الأسباب، وهم يلبسون جلود الحملان!!. لعلهم لايعلمون أن صديق الكل لا صاحب له .. وهم في قرارة أنفسهم وفي حقيقة وجدانهم، يعتبرون أن الجميع بلا استثناء، هم لهم أعداء!! كنت أعلم أن الشيزوفرينيا مرض يصيب الأفراد من الناس، ولكنني لأول مرة أكتشف، أنه من الممكن أن يصيب نظاماً بكامله أو بلداً ما «بكل قياداته»!! سيظلون طويلاً يراوغون ويداورون ويكابرون، سيظلون يعمهون، إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً. لقد عانينا ولا نزال نعاني جُرحاً نازفاً، سببه خنجر مسموم في قلب الوطن العربي زُرع منذ عقود، وها هو خنجر آخر مسموم، يُزرع وبكل تصميم مُبَيَّت بيننا، ولكن هذه المرة في قلب مياه الخليج العربي، وابحث دوماً عن المستفيد!!. مؤيد رشيد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©