الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سيدات يمتهن الطهي في منازلهن سعياً وراء الرزق

سيدات يمتهن الطهي في منازلهن سعياً وراء الرزق
21 سبتمبر 2008 02:28
قلة الحيلة والظروف الاقتصادية المحيطة كانت السبب وراء اتخاذ أم محمد من منزلها محطة تؤسس من خلالها مصدر رزق لها ولعائلتها، وبوابتها نحو شهرة مطبخها بين أوساط سيدات يلجأن إليها ''لتبييض وجوههن'' أمام ضيوفهن· وتجد أم محمد، التي احترفت الطهي منذ ثماني سنوات، نفسها في المهنة التي كانت وليدة حاجتها للمال ومدفوعة بأمل توفير نفقات ابنها الدراسية عبر العمل في وظيفة تلقى القبول لدى زوجها الذي لا يرحب بفكرة عملها خارج المنزل· وتقول أم محمد ''من خلال امتهاني للطهي يرافقني شعور بالرضا لتمكني من مساعدة زوجي في مصروف المنزل من جهة، ولاستغلال وقتي في مجال أهواه، وأتقنه''· وحول الأطباق التي يكثر الطلب عليها، توضح أم محمد أن الأطباق الشائعة في بلاد الشام ''تمتاز برواج سوقها والطلب عليها بتزايد''، وتحديدا الشعبية منها والتي يستغرق إعدادها ساعات طويلة بما في ذلك الكبة، المسخن، ورق العنب والملفوف إضافة إلى الحلويات وتحديدا المعمول· وتشير إلى أن مأكولاتها تجد رواجا بين السيدات العاملات ممن ليس لديهن الوقت الكافي لتلبية أذواق أفراد عائلاتهن، ''ولتبييض وجوههن'' أمام ضيوفهن· ويجد متابعون في الاعتماد على المطابخ المنزلية فرصة للحصول على وجبات تعتبر تقليدية، وتتماشى مع عدم تمكن نساء عاملات من إعدادها لانشغالهن في العمل· أما عن الأسباب التي تدفع الكثير من السيدات إلى التعامل مع الطاهيات في المنازل، فتؤكد المواطنة نورة عبدالله أن الأسعار المناسبة لأغلبية الأطباق التي تقدمها الطاهيات من المنازل تجعل الإقبال عليها مرتفعا، لا سيما في ظل ارتفاع الأسعار ''المبالغ فيها'' للأطعمة المقدمة في المطاعم· من جانبها، تشير هند فاخوري، فلسطينية الجنسية، إلى ضرورة تعزيز طرق الاستثمار من المنازل كالاستثمار في مجال الطهي لأنه - حسب قولها - ما ينتج من قبل هؤلاء الطاهيات أفضل بكثير مما يطهى في المطاعم، داعية إلى ضرورة دعم الأعمال التي تتناسب مع طبيعة المرأة· وتقول فداء حسن، وتعمل منذ خمس سنوات في هذا المجال، إن الميزة التي ينفرد بها هذا العمل عن غيره من الأعمال أنه لا يشترط استخراج أي تصريح من أي جهة، كما أنه لا يستلزم خروج صاحبة هذا الاستثمار من المنزل مما يوفر لها سهولة مراقبة أمور منزلها والعمل والكسب في الوقت ذاته· وتؤكد أم محمد أن الثقة بين ''الزبائن'' والطاهية هي ''رأس مال'' العاملات في هذا المجال مما يجعل الطاهية حريصة جدا على انتقاء مكونات أطباقها بدقة إضافة إلى الحرص على النظافة· وتقول ''في حال انعدام هذا الجانب ستفقد الطاهية مصداقيتها وبالتالي ستخسر زبائنها''، مؤكدة حرصها وكل من تتخذ من الطهي مهنة، على سلامـــة الزبائن والمكسب في آن واحد· ولا تجد أم حمزة وأخريات متسعاً من الوقت للطهي، مقتصراً دخولهن إلى المطبخ على تحضير وجبات خفيفة، ما جعلهن يفضلن اللجوء إلى شراء الأطباق التقليدية من سيدات اشتهرن بتميزهن في ذلك· وفي ظل ارتفاع الأسعار الذي شهدته سلع أساسية اضطرت أم محمد إلى رفع أسعار أطباقها بمعدل يمكنها من تغطية نفقات مستلزماتها وتحقيق الربح من جهة وفي نفس الوقت بما يحافظ على زبائنها· وبامتهان سيدات الطهي في منازلهن استطعن الحفاظ على أطباق تقليدية كانت معرضة للاندثار في خضم تسارع عجلة الحياة اليومية
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©