الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الفحم.. التلوث معضلة التنمية في الهند رغم خطة الطاقة المتجددة

الفحم.. التلوث معضلة التنمية في الهند رغم خطة الطاقة المتجددة
7 ديسمبر 2009 22:44
تكسو طبقة رقيقة من غبار الفحم كل شيء، من الأشجار إلى المنازل في بلدة كوربا التي تشتهر بمناجم الفحم بوسط الهند وتمثل محور مساعي الهند الحثيثة لتحقيق توازن بين النمو والمخاوف المتعلقة بالتغير المناخي. وينتشر الدخان في الهواء، كما أن الغبار يخرج من العديد من المناجم ومحطات الطاقة في منطقة تزود مئات المصانع بالكهرباء في المنطقة الصناعية بغرب الهند وتضيء ملايين المنازل. وعلى الرغم من أن الهند أعلنت خطة مناخ جديدة تجعل من مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية عنصراً حيوياً فإن الفحم ما زال أساس إمدادات الطاقة، حيث ما زال نصف السكان تقريبا البالغ تعدادهم نحو 1,1 مليار نسمة محرومين من الكهرباء. ويقول سونكار كبير المهندسين في واحدة من محطات الطاقة الحرارية العديدة في كوربا “ستظل الكهرباء التي يتم الحصول عليها من الفحم قائمة خلال 20 أو 25 سنة قادمة على الأقل”. وأضاف “انظروا للتكلفة المرتفعة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح. هل يمكننا تحملها؟ أعتقد أنه لابد من التمهل بالنسبة للكهرباء التي يتم الحصول عليها من الطاقة المتجددة”. ومع اجتماع زعماء العالم في كوبنهاجن لحضور مفاوضات حيوية بشأن اتفاق عالمي لمحاربة التغير المناخي، فإن جزءاً من المناقشات سيدور حول كيفية تعامل دول نامية مثل الهند مع استخدام الوقود الأحفوري دون إعاقة نموها. وتتعرض الهند لضغوط للحد من التلوث لمحاربة التغير المناخي، في الوقت الذي يزيد فيه الطلب على الطاقة مع ارتفاع مستوى معيشة الطبقة المتوسطة. والهند هي رابع أكبر مصدر للغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري في العالم لكن نصيب الفرد من الانبعاثات ما زال منخفضاً. وحددت الهند هدفاً الخميس الماضي لإبطاء زيادة انبعاثاتها من الغازات المسببة للاحتباس الحراري، قائلة إنها مستعدة للحد من “كثافة الكربون” لديها، أي كمية ثاني أكسيد الكربون المنبعث لكل قطاع اقتصادي بما بين 20 و25 في المئة بحلول 2020 عن مستويات 2005 . وكثيراً ما تصر الاقتصادات الكبرى الناشئة على أن الدول الغنية هي التي سببت ارتفاع حرارة الأرض من خلال انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري منذ قيام الثورة الصناعية وتريد أن ترى الدول الغنية تخفض الانبعاثات بنسب كبيرة قبل انضمامها لتلك الجهود. ولا تتطلب المعاهدات الدولية الحالية من الدول النامية خفض الانبعاثات لكن الدول الغنية مضطرة لفعل هذا. وتهدف محادثات كوبنهاجن التي ترعاها الأمم المتحدة خلال الفترة من 7 إلى 18 ديسمبر الحالي إلى التوصل إلى اتفاق ملزم قانونا بعد مناقشات بين الدول الغنية والفقيرة بشأن أي جانب الذي يتعين عليه خفض الانبعاثات وبأي نسب ومن الذي عليه دفع الثمن. وفي الوقت الذي يناقش فيه العالم تداعيات التغير المناخي وخطط خفض الانبعاثات يقول خبراء إن بلدات الفحم مثل كوربا ستشكل جهود الهند للقضاء على الفقر. وتقول سونيتا نارين العضو في مجلس التغير المناخي التابع لرئيس الوزراء الهندي إن “هناك الكثير من التركيز على الفحم النظيف والتكنولوجيا التي تزيد من كفاءة محطات الطاقة لكن الفحم سيظل محورياً”. وأضافت “هناك جانبان.. القدرة على تحمل تكلفة الفحم في بلد هناك فيه قدر كبير من الفقر وكميات التوليد الكبيرة اللازمة لتوصيل الكهرباء إلى عدد هائل من السكان”. وينظر للفحم على أنه حل لمشكلة نقص الكهرباء في الهند، وهي مشكلة تحول دون التنمية في بلد، يعني وجود فيه عدد كبير من الفقراء في الريف أن السكان لا يمكنهم تحمل تكلفة الكهرباء الباهظة التي تنتجها مصادر الطاقة المتجددة. وتظهر أرقام البنك الدولي أنه في العام الماضي واجهت الهند نقصاً بلغ 16,6 في المئة خلال ساعات ذروة الاستهلاك وفجوة بلغت 9,9 في المئة في توليد الطاقة. ويوجد في الهند 10 في المئة من احتياطي الفحم العالمي وهو أكبر احتياطي بعد الولايات المتحدة وروسيا والصين، لكنها أيضاً استوردت نحو 70 مليون طن من الفحم الفاخر في السنة المالية الحالية وأغلب هذه الكمية لصناعة الصلب. وتعتزم الهند إضافة 78,7 جيجاوات من توليد الكهرباء خلال الخمس السنوات المنتهية في مارس 2012، أغلبها من الفحم الذي يمثل حاليا نحو 60 في المئة من مزيج مصادر الطاقة في الهند. وعلى الجانب الآخر فإن مصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية والوقود الحيوي تساهم بنحو 8,8 في المئة فقط من توليد الكهرباء وعلى الرغم من أن هناك خططا لزيادة توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية إلى 20 جيجاوات بحلول عام 2022 فإن هذا يتوقف على مدى توفر التمويل الدولي والتكنولوجيا. وربما تكون اتفاقية نووية تاريخية وقعتها الهند مع الولايات المتحدة إيذانا بفصل جديد في الطاقة النظيفة بالهند، لكن الوقت الطويل الذي تستغرقه المفاعلات في توليد الكهرباء وارتفاع تكلفتها يحول دون ذلك. وتشير إحصاءات الحكومة الهندية إلى أنه حتى إذا مضت نيودلهي قدماً في خططها للطاقة المتجددة، فسيظل الفحم يمثل نحو 55 في المئة من إمداداتها من الكهرباء بحلول 2030. وقال اشوك شارما خبير التغير المناخي في مؤسسة هالكرو الهندية للاستشارات إنه “من الواضح أن المسألة بالنسبة للهند لا تتعلق بالاختيار. سيظل الفحم أساساً، لكن ما سيتغير هو أنه ستكون هناك دفعة أكبر تجاه تكنولوجيا الفحم النظيف”.
المصدر: كوريا-الهند
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©