الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«الرقابة المدرسية» بدبي تعتبر المنهاج الحكومي صارماً

«الرقابة المدرسية» بدبي تعتبر المنهاج الحكومي صارماً
30 يونيو 2010 00:43
وجد التقرير السنوي لجهاز الرقابة المدرسية في دبي أن محتوى منهاج وزارة التربية والتعليم محدد بأسلوب صارم جداً لا يوفر للطلبة والمعلمين المرونة اللازمة وإمكانية الاختيار على خلاف معظم المناهج التعليمية الأخرى. إذ تفرض وزارة التربية والتعليم مواد دراسية إجبارية على جميع الطلبة لدراستها في كل مرحلة عمرية أثناء تقدمهم في المراحل الدراسية، كما تضع الزمن الأسبوعي المخصص لتدريس كل مادة دراسية وتفاصيل تنظيم اليوم الدراسي بما في ذلك أسلوب توزيع وتقسيم الحصص الدراسية محددة المدة. دراسة مقارنة ولفت التقرير الى أن هذه القيود المفرطة تحدّ من قدرة المدارس على تلبية جميع الاحتياجات التعليمية للطلبة على اختلاف فئاتهم العمرية وقدراتهم. وتوضح دراسة مقارنة تتعلق بنسبة الوقت المخصص للتدريس تبعاً للمادة الدراسية في الصفوف من السابع إلى التاسع أُجريت بين النظم التعليمية في كوريا، وفنلندا، ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، والمنهاج الوزاري في البحرين، بالإضافة إلى المنهاج الوزاري في الإمارات انه في معظم النظم التعليمية، يتطور مستوى اتساع المنهاج التعليمي مع تقدم الطلبة في المراحل الدراسية حتى المرحلة الثانوية، على عكس ما يحدث في المدارس الحكومية في دبي، حيث كان الوقت المخصص للتربية الرياضية أقل منه في معظم المدارس الأخرى. فقد وصل الوقت المخصص للتربية الرياضية إلى 80 دقيقة في الأسبوع كحد أقصى للطلبة حتى عمر 14 سنة، وانخفض الوقت إلى 45 دقيقة في الأسبوع لدى طلبة المرحلة الثانية. وعلى النقيض، يحصل طلبة المناهج الأميركية والإنجليزية غالباً على ساعتين في الأسبوع للتربية الرياضية، كما لا توفر المدارس الحكومية حصصاً دراسية لتعليم التربية الموسيقية للطلبة من الصف السابع فما فوق، ولا يتم توفير حصص لمادة التربية الفنية للطلبة فيما بعد الصف التاسع. اتجاهات علمية وتقدم نتائج اختيار دراسة الاتجاهات العالمية في الرياضيات والعلوم 2007 (TIMSS) التي تم تنفيذها في مدارس دبي أدلة إضافية على وجود تفاوت في أداء الطلبة حيث تؤكد هذه النتائج أن أداء طلبة الصفين الرابع والثامن في المدارس الحكومية والخاصة التي تطبق منهاج وزارة التربية والتعليم أدنى على نحو ملحوظ من أداء أقرانهم في مدارس دبي الخاصة التي تطبق المناهج التعليمية الهندية والأميركية والبريطانية. قصور لا يلبي الطموح وبحسب التقرير تعدّ الخيارات المحدودة أمام الطلبة في عمر 16 سنة لاختيار المواد الدراسية أحد جوانب القصور المهمة في منهاج وزارة التربية والتعليم. فلا يزال منهاج الفـرع الأدبي يتطلب من الطلبة دراسة كماً كبيــراً من الرياضيات والعلوم، كما انه لا يوفر المنهاج التعليمي عناصر التعليم المهني، وتغــيب عنه فرص دراسة المواد الإبداعية كالفنــون وتقنية المعلومات التطبيقية والتربيــة الموسيقية والدراسات الإعلامية والتي تعـــد في مجملها عناصر مهمة في اقتصاد المعرفة الذي تطمح إليه دولة الإمارات. وبيّن التقرير انه في حين تعزز العديد من المدارس الخاصة في دبي التربية الرياضية وجوانب الإبداع في مناهجها التعليمية عن طريق توفير فرص إضافية لطلبتها للمشاركة في الرياضيات التنافسية الجماعية والأنشطة الفنية والدراسة والموسيقية، والتي يتم توفيرها خارج أوقات الدوام المدرسي، الا انه وباستثناء الفترات القصيرة المتاحة ضمن أوقات الفسحة، نادراً ما أتاحت المدارس الحكومية تنفيذ تلك الأنشطة اللاصفية خارج أوقات الدوام الرسمي. فترات تدريس منخفضة تؤكد نتائج الرقابة المدرسية وعمليات المقارنة مع مدارس في دول أخرى، بأن فترة التدريس التي يحصل عليها طلبة المدارس الحكومية في دبي هي أقل من الفترة التي يحصل عليها أقرانهم في الدول الأخرى، ومتوسط عدد الساعات الدراسية في الأسبوع هو 23 ساعة وهو أقل من المعدل العالمي الذي يساوي 27 ساعة أسبوعياً. وعلى الرغم من أنه لا يوجد ارتباط مباشر بين إنجاز الطلبة وعدد ساعات التدريس، إلا أن نقص عدد ساعات التدريس في المدارس الحكومية تزامن مع نقص الأنشطة اللاصفية وأدى إلى عدم توفير نطاق واسع من خبرات التعلم لدى طلبة المدارس الحكومية. وينخفض الوقت المخصص للتدريس في المدارس الحكومية أكثر من ذلك بسبب غياب الطلبة على نطاق واسع بعد انتهاء الامتحانات النهائية في شهر يونيو حيث تخلو معظم المدارس الحكومية تماماً من الطلبة قبل أسبوعين من الموعد الرسمي لنهاية العام الدراسي، ولا تنفذ هذه المدارس متابعة حازمة لهذا الغياب غبر المبرر، حيث يؤدي هذا الغياب إلى إطالة فترة العطلة الصيفية، التي هي في الأساس طويلة. إيجابيات ومبادرات على الرغم من وجود جوانب القصور المذكورة سابقاً، وجدت فرق الرقابة المدرسية أن المنهاج التعليمي حقق مستوى جودة «جيد» في 40% من المدارس الحكومية التي خضعت للرقابة في الدورة الثانية من الرقابة على المدارس، وأظهرت النتائج بأن أربعاً منها نجحت في تقديم منهاج تعليمي «متميز»، وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأرقام لا تشمل المدارس الحكومية التي حصلت على تقييم «غير مقبول»، وطورت بعض المدارس الحكومية أساليب إبداعية في تطبيق المنهاج التعليمي، كتعزيز الروابط بين المواد الدراسية وتوفير مجموعة متنوعة جيدة من الأنشطة الإضافية لتعزيز المنهاج التعليمي.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©