الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

القراصنة يشددون قبضتهم على خليج عدن

القراصنة يشددون قبضتهم على خليج عدن
22 سبتمبر 2008 00:39
عمدت العصابات الإجرامية مؤخراً الى تكثيف هجماتها وممارسة أعمال القرصنة ضد كافة أنواع السفن التجارية في خليج عدن وبشكل أدى الى ارتفاع تكاليف التأمين على الشحن البحري وزاد أيضاً من احتمالات التدخل العسكري في أحد أكثر الممرات البحرية أهمية في العالم· وهذا المسار المائي الذي يقع ما بين اليمن والصومال ويربط البحر الأحمر بالمحيط الهندي، يمثل العمق الاستراتيجي الخلفي لعمليات نقل الطاقة وخاصة النفط الذي يتدفق من الخليج العربي متجهاً الى أوروبا عبر قناة السويس· وتمر في مضيق عدن يومياً ناقلات للنفط محملة بحوالى 3,3 مليون برميل من الخام، أي حوالى 4% من الطلب اليومي العالمي، وفقاً لتقديرات وزارة الطاقة الأميركية· وبالإضافة لذلك فإن هذا الممر البحري يعتبر مساراً شديد الأهمية لجميع السلع والبضائع الأخرى المتجهة الى أوروبا وتلك التي يتم شحنها من آسيا الى الولايات المتحدة الأميركية· إلا أن الطفرة التي حدثت مؤخراً في عمليات وممارسات القرصنة قد حولت هذا الممر المائي فجأة الى أكثر المسارات خطورة بالنسبة الى قباطنة البحار· ويرابط القراصنة على طول الساحل الجنوبي الشرقي للصومال التي استمرت لسنوات عديدة تفتقد الى حكومة مركزية، إلا أن العصابات الإجرامية التي تلقت تدريبات متقدمة في أعمال القرصنة قد سارعت فيما يبدو مؤخراً الى الانتقال باتجاه الشمال الى داخل خليج عدن· وحتى الآن أبلغ المكتب الدولي للبحار والمعني بمراقبة الجرائم البحرية عن وقوع 33 هجوماً أو محاولة هجوم في داخل أو بالقرب من خليج عدن في هذا العام، بزيادة إجمالية بمقدار 13 عملية مقارنة بالعام الماضي· أما في الأسابيع الأخيرة فقد شهدت المنطقة ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد الحوادث، إذ أطبق القراصنة سيطرتهم على ثلاث سفن خلال 12 ساعة فقط في الفترة ما بين 20 و21 أغسطس الماضي· بل إن هنالك أربع سفن إضافية تمت مصادرتها من قبل القراصنة خلال فترة 48 ساعة في الأسبوع اللاحق، وفي الإجمالي فقد بلغ عدد الرهائن أكثر من 200 شخص من 15 دولة من مصر والفلبين وماليزيا وروسيا وكرواتيا والهند وباكستان وإيطاليا ونيجيريا وقعوا جميعاً في قبضة القراصنة الصوماليين بعيد الهجمات التي شنتها العصابات المسلحة بالبنادق الأوتوماتيكية والقنابل اليدوية التي تطلقها الصواريخ· وعادة ما يعمد القراصنة الى مصادرة السفن بما فيها من الأطقم والمستخدمين قبل المطالبة بدفع أموال نقدية هائلة كفدية مقابل إطلاق سراحهم· الى ذلك فقد اتسمت عمليات القرصنة في خليج عدن مؤخراً بالمزيد من البراعة والتقدم بعد أن أصبحت شركات الشحن تدفع فدية تصل الى مليون دولار (أو 560 ألف جنيه استرليني) في بعض الأحيان· وكذلك فإن معظم السفن التي تم إيقافها والتعرض لها في المياه الصومالية في هذا العام إما تمكنت من الهرب أو سمح لها بمواصلة رحلتها بعد دفع مبالغ نقدية أو بضائع أو ممتلكات قيمة لعصابات القرصنة· وبرغم اختلاف وتباين مبلغ الفدية الذي يتم دفعه، إلا أنها ما زالت تمثل مصدرراً جديداً ومربحاً للدخل في دولة تعاني من حدة الفقر كالصومال· إذ يقول سيد محمود زعيم إحدى عصابات القرصنة: إن مجموعته قد حصلت على مبلغ 750 ألف دولار مؤخراً من أجل إطلاق سراح سفينة ألمانية تم اختطافها في شهر مايو المنصرم· ومن جهة أخرى ومن أجل التصدي للهجمات المتزايدة فقد عقد تحالف من شركات التأمين البحري اجتماعاً في لندن في مايو الماضي تمخض عنه إضافة خليج عدن الى قائمته الخاصة بمناطق الحروب، وهو الأمر الذي شجع العديد من شركات التأمين على رفع أسعار التأمين على ملاك السفن الساعين الى تغطية عمليات العبور في المنطقة· وفي الوقت الذي ذكر فيه الأسطول الخامس الأميركي أنه بصدد تسيير دوريات لمراقبة المنطقة بواسطة السفن والطائرات فقد أجاز قرار مجلس الأمن الدولي في يونيو الماضي دخول سفن الأساطيل الدولية الى المياه الصومالية بهدف تعقب القراصنة· ويذكر أن القرصنة ظلت تمثل مشكلة مؤرقة للتجارة العالمية في مسارات بحرية مثل مضيق ملقا والمياه الإقليمية لدول غرب أفريقيا، إلا أن الطفرة في أعمال القرصنة في خليج عدن أصبحت تثير المخاوف بشكل أكبر في نفوس المسؤولين نسبة لما أصبحت تتسم به من تقدم وازدهار· (عن الوول ستريت جورنال)
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©