افتتح سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، مساء أمس، معرض “نشأة متحف اللوفر ـ أبوظبي، وهو المعرض الأول الذي يضم مجموعة واسعة من أهم مقتنيات المتحف الدائمة.
يضم المعرض ـ الذي يقام خلال الفترة من 21 أبريل إلى 20 يوليو المقبل ـ 130 عملا فنيا، متيحا الفرصة للتعرف عن قرب على “المفهوم السردي” للمتحف ومقتنياته قبل افتتاحه رسميا في 2015 .
ويقدم معرض “نشأة متحف” قطعا أثرية من مصر وتركيا واليونان ومالي، تمثل حضارات تركت بصمتها في الثقافة الإنسانية على مدى آلاف السنين، مستكشفا الملامح المشتركة للتجربة الإنسانية الواحدة التي تتخطى حدود الجغرافيا والتاريخ .
حضر الافتتاح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، ومعالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، رئيس مجلس إدارة شركة التطوير والاستثمار السياحي، ووزيرة الثقافة الفرنسية أوريلي فيليبيتي وعدد من أعضاء المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي و مبارك حميد المهيري مدير عام هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة وجان نوفيل مصمم متحف اللوفر أبوظبي وجان لوك مارتينيز رئيس متحف اللوفر في باريس، والذي تم تعيينه حديثا والمدير السابق للمتحف هنري لويريتي، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين ومديري المتاحف من مختلف أنحاء العالم.
ويختزل كل عمل فني وقطعة أثرية بالمعرض لحظة فارقة في مسيرة البشرية كالصورة الفوتوغرافية “عيوشة” التي تعود إلى القاهرة عام 1843، ويعتقد أنها الأقدم على الإطلاق لامرأة محجبة، وهي للمصور الفرنسي جوزيف فيليبيرت غيرو دو برونجي 1804-1892 ومنها قطعة من البلاط مزخرفة بنقوش الأرابيسك من الإمبراطورية العثمانية عام 1570 تقريبا ولوحة على الحرير من اليابان “أواخر القرن السابع عشر” وصفحات من القرآن الكريم يعتقد أنها تعود إلى سوريا في أواخر القرن الثالث عشر.
ويجسد المعرض تجربة حوارية ثرية بين أعمال فنية لأجيال متباعدة من المبدعين فهناك الرسام الفرنسي بول غوغان والرسام البلجيكي رينيه ماغريت وهناك أيضا الرسام الإيطالي جوفاني بيليني ومعه الرسام الفرنسي إدوار مانيه ومن المعاصرين يضم النحات الأمريكي ألكساندر كالدير والرسام السويسري الألماني بول كلي والرسام الفرنسي إيف كلاين والرسام الأمريكي ساي تومبلي.
وتعود ملكية المجموعة الفنية المتنامية من مقتنيات اللوفر ـ أبوظبي الدائمة إلى حكومة أبوظبي، ويتم انتقاء واقتناء الأعمال الفنية والأثرية بعد دراسة مستفيضة لتقدم المقتنيات الدائمة للمتحف المرتقب رؤية سردية أصيلة لتاريخ الفن عبر العصور، بما يمنح المتحف هويته الخاصة بين المتاحف العالمية.
وقال معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان في كلمة له خلال الافتتاح “نلمس في هذا المعرض ثمرة الجهود الهائلة التي بذلت على مدار الأعوام القليلة الماضية لافتتاح اللوفر أبوظبي، ونفخر أن يمثل محطة فارقة تعزز مكانة العاصمة الإماراتية حاضنة للحركة الإبداعية والثقافية المحلية والإقليمية والدولية، ونتطلع لأن يكون اللوفر أبوظبي بمجموعته الدائمة وجهة للتبادل الثقافي والفني بين شعوب العالم”.
من جانبه، أوضح رئيس المجلس العلمي التابع لوكالة متاحف فرنسا والرئيس والمدير السابق لمتحف اللوفر في باريس هنري لويريت، أن نشأة متحف يشكل محطة مهمة في مسيرة اللوفر ـ أبوظبي؛ لما يحتضنه من أعمال فريدة بقيمتها وجودتها ويمثل فرصة رائعة لمعرفة ما سيكون عليه المتحف عند افتتاحه، وبتعبير آخر من أراد أن يستشرف اللوفر ـ أبوظبي عليه زيارة نشأة متحف”.
كان رئيس متحف اللوفر المعين حديثا جان لوك مارتينيز قد قام بأول زيارة دولية له إلى أبوظبي في هذه المناسبة، بما يجسد الأهمية الكبيرة لهذا المشروع الفني المميز الذي ستكون له الأولوية ضمن أعماله ومهامه. كما سيرافق المعرض كتاب يرصد تفصيليا الجزء الأكبر من الأعمال التي أضافها المتحف لمجموعة مقتنياته الدائمة، حيث سيسرد الكتاب قصة نشأة اللوفر ـ أبوظبي والجهود المبذولة لاقتناء مجموعة نادرة من الأعمال التي ينفرد بها أول متحف عالمي في المنطقة.
من جهته، أشار مبارك حمد المهيري إلى أن نشأة متحف يأتي تعبيرا عن الأهمية التي توليها أبوظبي للثقافة والفن بوصفهما من روافد المعرفة والتقدم والحضارة والتلاقي بين الثقافات والشعوب”.
ويصاحب المعرض برنامج متنوع يشتمل على العديد من الحوارات والجولات والورشات الإبداعية وسيقام أول هذه اللقاءات اليوم الأحد في منارة السعديات بعنوان “اللوفر ـ أبوظبي: متحف في طور التشكل” بمشاركة مدير مشروع اللوفر أبوظبي في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة حصة الظاهري ومديرة التنسيق الفني في وكالة متاحف فرنسا لورانس دي كار لتقديم فكرة للجمهور حول إعادة قراءة مسيرة الإبداع الفني التي تؤكد تميز اللوفر أبوظبي ويتبع ذلك لقاءان آخران في مايو ويونيو، في إطار لقاءات السلسلة الثانية من برنامج اللوفر ـ أبوظبي: حوارات الفنون “ . يذكر أن مديرة التنسيق الفني في وكالة متاحف فرنسا لورانس دي كار تتولى التنسيق الفني لمعرض “نشأة متحف” وذلك بمساعدة فريق هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ووكالة متاحف فرنسا الذين يتمتعون بخبرات متنوعة، في حين أسندت مهمة التصميم المتحفي للمصمم جان فرانسوا بودين .
وتتواصل أعمال تشييد اللوفر ـ أبوظبي الذي يشرف على تصميمه المعماري الفرنسي العالمي جان نوفيل في جزيرة السعديات حيث سيشكل المتحف صرحا متحفيا ومعماريا في قلب المنطقة الثقافية في السعديات.
عدد اليوم
