الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رمضان المدارس تعب وإرهاق وفرصة لترميم العلاقات بين الطلاب

رمضان المدارس تعب وإرهاق وفرصة لترميم العلاقات بين الطلاب
22 سبتمبر 2008 00:52
يختلف اليوم الدراسي في شهر رمضان الكريم عنه في الأيام الأخرى من العام الدراسي· ويترك الصوم آثاره على الطلبة تدريجياً منذ بداية الشهر وحتى نهايته، ثم تعود الانطلاقة والحيوية إلى محيّاهم بعد إجازة عيد الفطر· يؤكد عدنان عيسى عباس، مدير مدرسة النهضة الخاصة، أن الإدارات المدرسية في غالبية المدارس تعمل على التخفيف عن الطلبة خلال الشهر الفضيل مراعاة لهم، ولإفساح المجال أمامهم لأداء الفروض الدينية بعيداً عن ضغط الدراسة· ويعطى المدرسون تعليمات بالحدّ من الواجبات الدراسية وكذلك الحال بالنسبة للامتحانات· وتختلف الأنشطة الرمضانية خلال شهر رمضان من مدرسة لأخرى، وذلك بحسب اهتمام الإدارة وإمكانيات المدرسة نفسها· يشير عباس إلى أن مدرسته تعدّ برامج سنوية خاصة، يتم رفدها سنوياً وتعزيزها بالمزيد والمميّز من الأنشطة الهادفة والجذابة بالنسبة للطلاب· هذا وتصطبغ برامج الإذاعة المدرسية الصباحية بمسحة دينية على الكلمات والأناشيد تحثّ على قيم التسامح والخير· إلى ذلك تقوم المدرسة سنويا، وفق عباس، بتنظيم إفطار جماعي للهيئة التدريسية وأولياء الأمور، بهدف التواصل وتعميق العلاقات الإنسانية بعيدا عن أجواء الدراسة· ويلفت إلى أن مدرسته تستعد حاليا لإجراء مسابقات رمضانية بين الطلبة، مثل مسابقات كرة القدم التي تجمع طلاباً من المدرسة وكذلك من المدارس الأخرى· وتقتصر البرامج الرمضانية في بعض المدارس الأخرى على الكلمة الصباحية، أو مبادرات الطلاب أنفسهم أو أولياء أمورهم، كما تشير مشرفة إدارية في إحدى المدارس الخاصة بأبوظبي، مضيفة أن تزامن بدء الشهر الفضيل مع العام الدراسي قد أثر على الاهتمام بالشهر نفسه، فالإدارة والمعلمون وأولياء الأمور مازالوا منشغلين في التحضير لبدء الدراسة من تحضير الكتب والزيّ المدرسي وغيره، ولذلك لم يكن هناك متسع من الوقت للتحضير لشهر رمضان· غير أن بعض الطلبة وأولياء أمورهم بادروا إلى عمل فوانيس صغيرة وزينة بسيطة تعبيرا عن فرحهم بالشهر الفضيل· ويعتبر اليوم الدراسي في شهر رمضان بالنسبة إلى طلاب المدارس يوما مرهقا، يتدنى فيه مستوى التركيز الذهني والأداء، إلا أنه يتميز على المستوى الإنساني بصفاء النفوس ونبذ المخاصمات والمشاجرات، أما بعد الدوام فهو مناسبة للتعبد، والتواصل مع العائلة والأصدقاء· يقول أحمد الجشي، إنه كثيرا ما يشعر بالتعب خلال اليوم الدراسي في رمضان، لاسيما في ظل الجو الحارّ· مشيرا إلى أن الشهر الفضيل يترك أثرا واضحا على سلوك الطلاب في المدرسة من حيث السكينة والسلام، حيث تتصافى النفوس ويفتح الطلاب المتخاصمون مع بعضهم البعض صفحة جديدة بيضاء إكراما لله وللشهر الفضيل، وهو ما قام به شخصياً· ويمضي أحمد بعد الدوام وقتا قصيرا لإنجاز واجباته الدراسية، ثم ينشغل في أداء العبادات والصلوات في المسجد، وفي مساعدة الأسرة بتحضير السفرة الرمضانية، لاسيما في تحضير العصائر الطازجة· ويقول محمد عباس إن ''الصيام في الحرّ الشديد يترك أثره على أجساد الطلبة، فيحدّ من حركتهم ونشاطهم خلال اليوم الدراسي''· مضيفا أنه يسلّي صيامه بعد الدوام اليوم في أداء العبادات وقراءة ما تيسر من القرآن الكريم· وبالنسبة إلى سعيد الجنيبي فإن رمضان يعني الأجواء العائلية، وكذلك العبادة والصلاة والصوم، حيث يستمتع بأداء الصلوات في المسجد مع أخيه، وخاصة صلاة التراويح وقراءة القرآن بعدها· أما بالنسبة إلى عمر أبو الحوف، 17 عاما، فرمضان مناسبة لختم القرآن، وهذا ما يواظب عليه أبو الحوف سنويا خلال النهار· في حين يجد القليل من الوقت مساءً لمشاهدة بعض البرامج التلفزيونية وتصفح الشبكة العنكبوتية· إلى ذلك ينشغل يونس، بعد أداء صلاة التراويح، بلعب كرة القدم في نادي الضباط مع مجموعة من الأصدقاء ما يرفه عن نفسه ويعزز العلاقات بين الأصدقاء· ويقضي بطي المزروعي، 16 سنة، وهو طالب ينظم الشعر الشعبي، وقته بعد الإفطار في المجلس مع أصدقائه، يتسامرون ويلعبون حتى الواحدة ليلا، بعدها يتناولون وجبة السحور ويخلدون للنوم· ويرى علي الفقي، أستاذ اللغة العربية ويعمل في التدريس منذ 34 عاما، أن الشهر الفضيل يعطي دفعة قوية لإنجاز الأعمال نظرا للصفاء الروحي الذي يشعر به المسلم· ويشهد التاريخ الإسلامي على الكثير من الانتصارات التي حدثت في هذا الشهر الفضيل· مشيرا إلى أن المعلمين يلتزمون بالمنهاج الدراسي المقرر في الكتب الدراسية، غير أنه شخصيا يعمل على توظيف الشهر من خلال حصص التعبير لاستنهاض الهمم ودفعهم إلى الكتابة عن الشهر، وما يعنيه بالنسبة إلى كل منهم· ويلحظ الفقي، من خلال خبرته الطويلة في التدريس، أن ثمة فروقا بين الطلاب بالنسبة إلى الشهر الفضيل، فالأجيال المعاصرة تشغلها أحيانا برامج التلفزيون، ما يؤثر في أداء العبادات والتراويح·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©