الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأخوة الإسلامية سياج اجتماعي فريد

الأخوة الإسلامية سياج اجتماعي فريد
22 سبتمبر 2008 00:53
ويشير الى أن النصوص الدينية قد شددت على هذه الأخوة وأحكمت ميثاقها كما في قوله تعالى '' إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون '' الحجرات الآية: ·10 فباسم الأخوة الإسلامية يتم التعاضد والتراحم الذي يثمن وحدة الكيان الإسلامى، ويحقق الأمن والسلام في المجتمع · ويؤكد الدكتور الجندي أن هذه الأخوة قد أينعت ثمارها فى الإيثار وإنكار الذات، والتخلص من الأنانية والأثرة وما ينتج عنهما من البخل والاستحواذ والحسد والجشع، فأوجد الإسلام النموذج الأول لأناس صدقوا ما عاهدوا الله عليه وأخلصوا في الالتزام بمقتضياتها، وعاشوا لإخوانهم عطاء وإيثارا، وحبا وكرامة· ويقول إن مجتمع المدينة كان معلماً مضيئاً على هذه الحقيقة التي حكاها القرآن بقوله تعالى: ''ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون: ''الحشر :الآية ·9 ويوضح أن مرتبة الإيثار تفوق التكافل، حيث ينطوي على تفضيل الأخ على نفسه والتضحية من أجله، ولا يكون ذلك إلا إذا بلغت القوة الإيمانية والنفسية والخلقية للمسلم منتهاها ،فهذا ما ربى عليه رسول الله صحابته الذين كانوا مثالا يحتذى بهم · وشعت هذه التربية الربانية نورها على مجمل المجتمع الإسلامى، فكان دستور هذه الأخوة ما رواه أنس عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - : ''لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه'' · وتتحدد مضامين هذه الأخوة فى مجموعة من التكليفات على كل مسلم تجاه أخيه، ومنها ما جاء في حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - ''المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان فى حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامه ''· وليس أبلغ في ترابط هذا البنيان للجماعة المسلمة من احتشاد هذه العناصر للتكافل فى علاقة الأخ المسلم بأخيه ،إذ يتأبى خلق المسلم على ظلم المسلم أو التخلى عنه، وهو إلى جانب ذلك يفك ضيقه ويسد احتياجات معيشته، ويكون سترا وعونا له فى السراء والضراء· وليس بغريب على الأمة الإسلامية ، أن يحيا مجتمعها على هدى ذلك النموذج كونه يتأسس على حقائق دينية وخلقية واجتماعية واقتصادية وسياسية تتكامل معا وتلتحم جميعا لتحكم رباط هذا المجتمع المتوحد فى انتمائه وولائه للإسلام، دين الله الذى ارتضاه للبشرية مصدقا للأديان المنزلة من عنده تعالى، والذى يغمر الكل بمقومات الأمن والأمان والسلام المجتمعى · ويشير الدكتور الجندي إلى أن هذه السمات التضامنية التى تغرسها الأخوة الإسلامية على نسق من الهدى الإلهي ،هي التي أقامت التآلف في المشاعر والأفئدة والتآزر في الوجدان وصلابة البنيان ،على نحو أعجز أي اجتماع بشري أن يبلغ مداه· قال تعالى : '' لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم ''· وليس أقوى توحدا في هذه المشاركة والمواساة مما حكاه حديث النعمان بن بشير ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ''مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى '' ·إن الأخوة التي أرادها الإسلام لمجتمعه، لم تكن من قبيل المدينة الفاضلة التي رسمها فكر الفلاسفة والمفكرين وعبرت عنه قرائحهم، وإنما كان حقيقة معاشه على أرض الواقع، شيد صرحه نموذج المدينة المنورة في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم وفق الكتاب والسنة على سند من الانتماء للإسلام والأخوة في الله تحت ظلال التراحم· والإيثار والتعاطف والمودة القلبية، وهي جوهر التكافل في الإسلام بحيث تتجاوز التكافل الاجتماعى الذي يعد شعبة من شعابها، تجلى ذلك فى صنيع الرسول صلوات الله عليه مع المسلمين في المدينة فقد ألف بين الأوس والخزرج، وآخى بين المهاجرين والأنصار وصهر الجميع في بوتقة الإسلام· بل أقام المجتمع المتوحد ذا التعددية في الدين والفكر والجنس في إطار من التعاون والتعايش المشترك المتكافل في المعيشة وفي الدفاع عن الوطن وفي شؤون الاجتماع والاقتصاد والسياسة في سياق إنساني وحضاري لم تعرفه البشرية قبل مجتمع المدينة· يوضح الدكتور الجندي حاجة مجتمعاتنا الى تعزيز هذه القيم التي تجسدها الأخوة الإسلامية، في عصرنا هذا الذي تسود فيه شعارات من قبيل مجتمع العولمة والقرية الكونية والمعلوماتية وحقوق الإنسان فكرة المواطن العالمي، في الوقت الذي تعم فيه القسوة والأثرة والاستغلال وامتصاص ثروات الشعوب واستنزاف مواردها والاحتكار وتكديس الثروة وحرمان الشعوب والمجتمعات الضعيفة منها· تنشر بالترتيب مع وكالة الأهرام للصحافة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©