الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اتق الشبهات

22 سبتمبر 2008 00:56
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ''إن الحلال بين وإن الحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع فى الشبهات وقع فى الحرام· تطرق هذا الحديث إلى مجموعة من اللآلئ النبوية الشريفة، أوضحها الدكتور عبد الباسط أحمد علي حمودة فى كتابه '' الإعجاز فى البيان النبوي''، قائلا إن من يتأمل هذه اللؤلؤة النبوية يجد أنها توضح للمؤمن المنهاج الصحيح، وترسم له الطريق السوي حتى لا تكون له حجة على الله إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا · ويوضح أن القراءة الجيدة لهذا الحديث تكتشف أنه جاء جامعا لأصول القواعد الحلال والحرام والمشتبهات التي بينهما· فالحلال ظاهر واضح لعدم النهي عن تركه سواء كان النهي من الكتاب أم من السنة، كالأكل والشرب من الطيبات من الرزق لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ''إن الله تعالى فرض فرائض، فلا تضيعوها، وحد حدودا فلا تعتدوها، وحرم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان، فلا تبحثوا عنها''· أما الحرام فهو كل ما ورد فى حرمته نص من الكتاب أو السنة ولم يرد ما يفيد حله· ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم فى كل منهما الحلال والحرام (بين) ولكن لا يسلم الأمر أن يكون في الحياة ما يختلط على الناس كالأشياء المسكوت عنها ولم يرد فيها حل ولا حرمة، وتخفى على الكثير من الناس، كما في قوله تعالى: منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم · فعن أبي ثعلبة الخشني رضى الله تعالى عنه قال: قلت يارسول الله أخبرني ما يحل لي ويحرم علي· قال: ''البر ما سكنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم مالم تسكن إليه النفس ولم يطمئن إليه القلب وإن أفتاك المفتون''· وروى أنس رضى الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم وجد ثمرة في الطريق فقال: ''لولا أني أخاف أن تكون من الصدقة لأكلتها''· ويطالب الدكتور السيد محمد نوح في كتابه المسلمين بضرورة تحري الحلال والبعد عن الحرام والمشتبهات، كما يجب على المسلمين ألا يكونوا موضع شك وتهمة، وأن يكون النبي صلى الله عليه وسلم مثلنا الأعلى في ذلك، فعندما كان مع زوجته صفية، فرأى رجلين قد أسرعا في المشى فقال لهما ''على رسلكما إنها صفية'' خوفا عليهما من إساءة الظن برسول الله فيهلكا· ثم قال: ''إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وقد خشيت أن يقذف في قلوبكما شرًا''· وقال الحسن رضي الله عنه: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ''دع ما يريبك إلى مالا يريبك'' وفي الأثر، من وقف موقف تهمة فلا يلومن من أساء الظن به· ومن أضرار عدم التحري والسير في الشبهات أنها قد تؤدي بصاحبها أن يقع في الحرام· ويوضح الرسول صلى الله عليه وسلم أيضا في الحديث ذاته أن لله حمى وأن حمى الله محارمه، ويقدم الحديث الفرق بين حمى الله وحمى الملك، فإذا كان الأخير يبعد الناس عن الماء والكلأ، فإن الله سبحانه وتعالى يبعدهم عن المعاصي، كترك الصلاة والسرقة ومنع الزكاة· من هنا ينبغي على جميع المسلمين تحري الحلال وتجنب الحرام، بما ألهمهم الله من قلب سليم وعقل واع وبما أرسل من الرسل ليقيموا نظام الكون على شريعة الله
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©