متحف الفجيرة إطلالةعلى التاريخ

يضم متحف الفجيرة مقتنيات أثرية تم اكتشافها في إمارة الفجيرة، وتعود إلى العصر البرونزي قبل 4500 عام، من بينها الحلي النسائية الفضية والبرونزية والأواني الفخارية· يقول مدير إدارة التراث والآثار في الفجيرة أحمد خليفة الشامسي إن قلعة الفجيرة تعرض المكتشفات الأثرية حسب طريقة التسلسل الزمني، حيث تضم خزانة العرض الأولى كسرا فخارية من موقع ''البدية''2 الذي يعتبر أقدم موقع تم تنقيبه، وتمثل هذه الكسر الفخارية أقدم مجموعة فخارية تكتشف في الإمارة إذ تعود في عصرها الزمني إلى 2500 ق· م، لافتا إلى أن الموقع عبارة عن بناية دائرية يبلغ طول قطرها 26 مترا وقد بني جدارها الخارجي من أحجار كبيرة غير مهندمة وأسس طينية داخل هذه الأحجار· ويشير الشامسي إلى أن تخطيط البناية شبيه بمخططات أبنية أخرى سبق اكتشافها من قبل في منطقتي هيلي بالعين وفي إمارة أم القيوين، وتدل الكسر الفخارية المكتشفة فيها على صلات بحضارتي وادي الرافدين ووادي السند منذ تلك الحقبة الزمنية· ويفيد أن مكتشفات موقع ''البدية ''1 تعود إلى الألف الثاني ق·م، ويمثل مدفنا جماعيا يزيد طوله على الثلاثين مترا وبعرض مترين فقط، بلطت أرضيته بالأحجار الكبيرة المسطحة، موضحا أنه تم اكتشاف لحد ضيف تحتها يمتد على طول المدفن· وأعيد استخدام المدفن في القرن الأول الميلادي، حيث عثر على آثار من ذلك العصر عرضت في مكانها حسب التسلسل الزمني، وتشمل مكتشفات المدفن أواني مصنوعة من الحجر مزينة بزخارف جميلة· وتشمل معروضات ''البدية''1 أيضا حراباً، ونصلاً لآلة، وشفرة حلاقة جميعها من البرونز، وأواني وأقداحاً برونزية· كما تشتمل على دلاية مصنوعة من الذهب والفضة ومكسوة من الأسفل بالفضة· أما مدفن ''قدفع ''1 فيشبه وفق الشامسي حرف ''U'' بالإنجليزية، ويتكون من طبقتين للدفن، وله باب ضيق من جهة الشرق كان مغلقا بحجارة كبيرة عند اكتشافه، ويعد هذا المدفن الذي تم اكتشافه بطريق الصدفة أغنى مدافن الخليج العربي من حيث مكتشفاته الأثرية، حيث لم تمسه أعمال السرقة التي طالت معظم المدافن الأثرية المنقبة في الدولة· ويبين الشامسي أن موقعي ''قدفع ،''4 و''مريشيد'' عبارة عن مدافن بنيت على شكل حرف U بالإنجليزية على غرار مدفن ''قدفع ·''1 ويذكر هذا الطراز من المدافن كان سائدا في فترة الألف الثاني قبل الميلاد وتتميز معروضات هذين الموقعين بالأواني الفخارية التي تتميز بفوهتها ومصباتها القصيرة وزخارفها الهندسية· ويؤكد الشامسي أن ''مدفني البثنة ودبا'' يعتبران من المدافن الكبيرة، وبني مدفن البثنة بني على شكل حرف T بالإنجليزية وبهذا يشكل تخطيطا معماريا فريدا، وقد تحدد تاريخ بناء المدفنين بالألف الثاني قبل الميلاد بينما ظل استخدامهما متواصلا بالألف الأولى قبل الميلاد وفي القرن الأول الميلادي· وتعود بعض الفخاريات في مدفن ''دبا المهلب'' إلى الفترة التي سبقت الإسلام مباشرة· ومن ثم يأتي جناح خصص للرسم والنقش على الحجر، وهو فن تتزين به جبال ووديان إمارة الفجيرة ويمثل رسوما لحيوانات، وأناس، وأشكال هندسية تعبر عن بيئة الإنسان ونشاطاته المختلفة، ويقدر تاريخ هذه الرسوم بفترة الألف الأولى قبل الميلاد والقرون الميلادية الأولى، بينما يرجع تاريخ بعضها إلى بضعة قرون خلت· وفي قسم المسكوكات، تعرض عملة فضية من القرن السابع الميلادي عثر عليها في موقع أثري أعلى أحد الجبال الشاهقة في منطقة الشرية بالفجيرة، وفق الشامسي إلى جانب مسكوكات نحاسية تم اكتشافها في موقع داخل مزرعة بمنطقة ''مربح'' يعود مع الأقداح والكؤوس الفخارية التي تم اكتشافها بمنطقة ''قدفع'' في مستوطنة إسلامية أٌرخت بالقرن السادس عشر الميلادي ونقب بواسطة فريق آثار عراقي العام ·1975 وفي جناح العملات عرضت عملة تذكارية حديثة كانت تضربها حكومة الفجيرة عند المناسبات وانحصر تاريخ ضربها ما بين 1968- 1972م·