السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مقتل 4 جنود وعنصرين من «القاعدة» في اليمن

مقتل 4 جنود وعنصرين من «القاعدة» في اليمن
22 ابريل 2013 00:40
عقيل الحـلالي (صنعاء) - قتل أربعة جنود وأصيب 12 آخرون، أمس الأحد، بهجوم بقذيفة صاروخية استهدف نقطة تفتيش عسكرية بمحافظة مأرب شرقي اليمن، وذلك بعد ساعات من مصرع عنصرين من تنظيم القاعدة في غارة جوية يُعتقد أن طائرة أميركية من دون طيار شنتها على مستودع أسلحة مفترض للتنظيم في هذه المحافظة القبلية الغنية بالنفط.وقالت مصادر أمنية يمنية لـ”الاتحاد” إن مسلحين “مجهولين” كانوا على متن سيارة، أطلقوا قذيفة صاروخية “أر بي جي” على سيارة عسكرية مرابطة في نقطة تفتيش عند المدخل الرئيسي لمدينة مأرب، على بعد 173 كم شرقي صنعاء.وأوضحت المصادر أن الهجوم أسفر عن مقتل 4 جنود وجرح 12 آخرين، فيما تمكن المهاجمون من الفرار. وينتمي هؤلاء الجنود إلى اللواء الثالث مشاة جبلي المرابط على ضواحي مدينة مأرب منذ شهور، بعد أن كان متمركزا شمالي العاصمة اليمنية، حيث لعب دورا رئيسيا في الدفاع عن الرئيس السابق، علي عبدالله صالح إبان الانتفاضة ضده في عام 2011. وذكر سكان محليون إن جنودا من أفراد اللواء “أطلقوا النيران بكثافة في الهواء وبطريقة عشوائية” بعد الهجوم الذي استهدف زملائهم في نقطة التفتيش، مشيرين إلى أن إطلاق النيران “أوجد حالة من الرعب والفزع” لدى الأهالي. ومنذ أسابيع، ساءت العلاقة بين أفراد اللواء الثالث مشاه جبلي وسكان مدينة مأرب، وصلت في بعض حالاتها إلى حد الاشتباك المسلح.ولم تستبعد مصادر محلية أن الهجوم على نقطة التفتيش مرتبط باشتباكات اندلعت الأسبوع الماضي داخل مدينة مأرب بين أفراد من اللواء العسكري ومسلحين من التجار المحليين، موقعة قتيل واحد وعدد من الجرحى.كما لم تستبعد هذه المصادر انتماء المهاجمين إلى تنظيم القاعدة الذي ينشط في مأرب حيث يتزايد نفوذ القبائل المسلحة في ظل عجز الدولة عن فرض هيبة القانون. وكان عنصران مفترضان من تنظيم القاعدة قتلا، فجر الأحد، في غارة جوية يعتقد أن طائرة أميركية من دون طيار شنتها على مستودع أسلحة مفترض للمتطرفين في منطقة “وادي عبيدة “، شرقي مدينة مأرب. وقالت وزارة الدفاع اليمنية، في بيان، إن ضربة جوية ناجحة” استهدفت “وكرا لجماعة من تنظيم القاعدة” في منطقة “الحوى” ب”وادي عبيدة”، حيث منشأة هامة لإنتاج النفط الخام ومحطة رئيسية لتوليد الطاقة الكهربائية.وأوضح البيان أن الضربة الجوية أسفرت عن مقتل اثنين من المتطرفين وإصابة ثلاثة آخرين، إضافة إلى إحراق سيارة ومستودع للأسلحة والمتفجرات “كانت كانت تستخدم في تفجير مصالح حكومية ومنشآت عامة وخاصة”.وقالت مصادر محلية لـ”الاتحاد: هناك أنباء تتحدث عن أن القتيلين أجنبيان، لكن لم يتم التأكد منذ ذلك. ولاحقا، ذكرت شبكة “سي إن إن” الأميركية الإخبارية، عبر موقعها الإلكتروني الناطق بالعربية، أن القتيلين “يحملان الجنسية السعودية”. وهذه الغارة هي الثانية خلال أقل من أسبوع، والحادية عشرة منذ يناير الماضي، التي تشنها طائرات أميركية من دون طيار على مواقع لمتشددين مفترضين في اليمن، حسب إحصائية خاصة بـ”الاتحاد”.ولا تعلق الولايات المتحدة عادة على الغارات التي تشنها طائراتها في اليمن الذي يعاني من اضطرابات وفوضى أمنية متفاقمة منذ الإطاحة بالرئيس السابق علي عبدالله صالح، أواخر فبراير 2012. وتمثل إعادة الأمن والاستقرار إلى اليمن أولوية لدول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة بسبب موقع هذا البلد المطل على ممرات ملاحية رئيسية، وتزايد المخاوف من اتساع نفوذ “تنظيم القاعدة في جزيرة العرب”، الذي تصنفه حكومات غربية أخطر وأنشط أذرع التنظيم العالمي الذي أسسه أسامة بن لادن.وأحالت السلطات الأمنية في اليمن أمس الأحد شخصين متهمين بالانتماء للقاعدة إلى محكمة متخصصة في شؤون الإرهاب، حسب بيان أصدرته وزارة الدفاع.ولم يكشف البيان عن هوية الشخصين لكنه ذكر أن أحدهما شارك في قتال الجيش اليمني في محافظة أبين (جنوب) العام الماضي، فيما الآخر “مروج إعلامي للقاعدة”، الذي يهاجم من وقت لآخر، إلى جانب رجال قبائل، أنابيب النفط والغاز في شرق البلاد. وفي الآونة الأخيرة، تصاعدت وتيرة الهجمات على أنابيب النفط وأبراج الكهرباء في محافظتي مأرب وصنعاء، بسبب مطالب خاصة لرجال قبائل يحاولون الضغط على السلطات. وأمس الأحد، توعدت لجنة الشؤون العسكرية، المنبثقة عن اتفاق نقل السلطة في اليمن، باتخاذ “إجراءات حازمة” ضد منفذي “الاعتداءات المتكررة” على “المصالح الحيوية العامة”.وشددت اللجنة، في الاجتماع الذي رأسه لأول مرة المفتش العام للقوات المسلحة اللواء محمد القاسمي، على ضرورة “وضع حد لتلك التجاوزات والأعمال التخريبية التي أضرت بالوطن وبمصالح الشعب”، مؤكدة ضرورة “تفعيل الإجراءات العسكرية والأمنية الحازمة” لحماية خطوط نقل الكهرباء وأنابيب النفط.وقررت اللجنة العسكرية مخاطبة قائد المنطقة العسكرية الثالثة، المتمركزة في مأرب، ومحافظي مأرب وصنعاء، ب”اتخاذ كافة التدابير والإجراءات الحاسمة” لحماية هذه المنشآت، و”أن يتحملوا مسؤولياتهم في منع تكرار الاعتداءات ومحاسبة المتسببين فيها ومن يقف ورائها”، حسبما أفادت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”. وخسر اليمن، المهدد بالإفلاس بسبب استمرار اضطراباته، أكثر من ثلاثة مليارات دولار جراء تفجيرات أنابيب النفط والغاز وأبراج الكهرباء العام الماضي. وعلى صعيد متصل، بحث الرئيس اليمني المؤقت، عبدربه منصور هادي، أمس الأحد في صنعاء، مع الأمين العام المساعد للأمم المتحدة للقدرات المدنية، سارة كليف، احتياجات بلاده لتلبية استحقاقات المرحلة الأخيرة من عملية انتقال السلطة، التي ترعاها خصوصا دول مجلس التعاون الخليجي منذ أواخر نوفمبر 2011.ولفت هادي إلى ضرورة حصول اليمن على “اعتمادات مالية” لإنجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي بدأ في صنعاء منتصف الشهر الماضي، واعتماد سجل انتخابي جديد تمهيدا للانتخابات المقرر إجراؤها فبراير المقبل، مشيرا أيضا إلى حاجة بلاده إلى “مزيد من الدعم” لإيجاد فرص عمل للعاطلين، وتغطية نفقات آلاف الجنوبيين العسكريين والمدنيين الذين سرحوا قصرا بعد الحرب الأهلية التي اندلعت في صيف عام 1994. وحصل اليمن في سبتمبر الماضي على تعهدات دولية بـ7.9 مليارات دولار، النصيب الأكبر تعهدت به دول الخليج العربية، وذلك لمساعدته في الخروج من أزمته الحالية. وأشاد الرئيس منصور هادي ب”جهود” دول مجلس التعاون الخليجي والدول الكبرى في مجلس الأمن الدولي في “تجنيب” بلاده “الذهاب إلى أتون صراعات ومنزلقات خطيرة” على خلفية تفاقم الاحتجاجات المناهضة والمؤيدة لسلفه علي عبدالله صالح في عام 2011.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©