الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

علي العبدان: الدورات التخصصية تنشر التذوق الجمالي وتمكّن الوعي الثقافي

علي العبدان: الدورات التخصصية تنشر التذوق الجمالي وتمكّن الوعي الثقافي
22 أغسطس 2016 15:57
إبراهيم الملا (الشارقة) تعتبر الدّورات الثّقافية والفنية ذات الطابع التخصصي، من الروافد المهمة في صقل وتطوير المهارات لإبداعية لدى قطاع واسع من الشرائح المستفيدة، ومن هذه التخصصات: النقد الفني، والموسيقى، والتراث، والآثار، والخط، والزخرفة، والرسم، والنحت، والسينما، وغيرها من الفنون التطبيقية والنظرية القادرة على المساهمة في نشر التذوق الجمالي، وتمكين الوعي الثقافي في الدولة. ويعد الفنان والباحث الإماراتي علي العبدان من الطاقات الإبداعية المعروفة في المشهد المحلي بتنوع اهتماماتها، وتعدد تجاربها وإسهاماتها في صنوف شتى من المجالات الأدبية والفنية والنقدية، سواء كانت هذه المجالات تدوينية أو سمعية أو بصرية، ويملك العبدان أيضاً خبرة وافرة في تقديم دورات وورش عمل مكثفة، عن هذه الفنون التفاعلية، وكيفية فهمها وتطويرها بجانبيها المعرفي والعملي. وحول الدورات التي يقدمها، والقيمة الإضافية التي يمكن أن تمنحها للمواهب الشابة في الإمارات، تحدث العبدان إلى «الاتحاد»، مشيراً إلى أن الدّورات التخصصية تتضمن بعداً معرفياً مهماً لدعم الحركة الثقافية في الساحة المحلية وتطويرها، موضحاً أن الإنتاج الفني لا يمكن أن يستدعي قيماً جمالية جديدة ومدهشة، إلا إذا شهد هذا الإنتاج حراكاً مستمراً، وجدلاً نقدياً متواصلًا، خاصة مع التطورات الهائلة للوسائط البصرية والسمعية التفاعلية، بعد أن فرض «عالم المعرفة» مكانته وتأثيره في هذا السياق، وقال: «إن هذا التنامي المطّرد لوسائل التواصل، بمخرجاتها السلبية والإيجابية، يحتاج إلى وقفة تحليل وتبصّر، كما يحتاج إلى متابعة ومواكبة أيضاً». وعن الحقول الإبداعية التي تناولها في محاضراته والدورات التي أشرف عليها، أشار العبدان إلى عدة حقول منها: الفنون البصرية كنقد وتنظير، والفنون السماعية كالموسيقى، إضافة إلى الكتابة الفنية، موضحاً أنه استهل هذا الجانب التثقيفي، قبل سنوات، من خلال دورة خاصة أقيمت في جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، تحدث فيها عن فن «الكولاج» والطرق والمهارات التي يتطلبها هذا النوع الخاص من الفنون التشكيلية، ووصف العبدان الكولاج بالفن الذي يعيد إنتاج الوعي بطريقة لا يتوقعها الوعي. ولفت إلى الجانب النظري الخاص بنشأة هذا الفن الذي عرفه العرب قديماً، ووصفوه «بالرقم» من خلال لصق قطع القماش بعضها ببعض، وهو الفن الذي ذاع بعد ذلك في أوروبا والغرب، وأضاف العبدان أنّه اهتم بالجانب التطبيقي في هذه الدورة، وقدّم نماذج عمليه نفذها أمام المشاركين، مستخدماً ورق الصحف والمجلات والأصباغ والألوان، كمواد أوّلية وحديثة في فن الكولاج المعاصر. ونوّه العبدان إلى دورة أخرى قدّمها في مارس الماضي، بالتعاون مع متحف الشارقة للفنون، تحت عنوان: «النقد الفني والتذوّق»، وتضمّنت قراءات ونقداً وتحليلاً للوحات والمنحوتات بمكوناتها التشكيلية، خصوصاً ما يتعلّق بالأعمال الكلاسيكية، وهو يرى أن الأعمال المعاصرة أقرب إلى الفن المفاهيمي الذي يعتمد على الأفكار والتصورات، أكثر من اعتماده على الجانب التزييني والزخرفي والتكويني. وأوضح علي العبدان أنه تحدث في هذه الدورة عن الوحدة الجمالية للتقابل والتكرار والاستمرارية، وعن الأبعاد والفراغ في اللوحات والمنحوتات، إضافة إلى علم اللّون والتّخطيط والتّوازن في العمل الفني، وقال إنّه ركزّ في الجانب العملي على زيارة المشاركين للمتاحف، ومعاينة وقراءة وفحص الأعمال الكلاسيكية لرواد الفن العربي والإماراتي، ومقارنتها بما تمّ التعرف عليه نظرياً في الدورة. وذكر العبدان أنه قدّم دورة تخصصية أخرى في متحف الشارقة للفنون أبريل الماضي عن الموسيقى وفن المقامات العربية، مشيراً إلى أن الغرض من هذه الدورة هو معرفة أصول ومنابع الموسيقى، والفرق بين الجنس الموسيقي العالمي، وبين الموسيقى الشرقية، وآلاتها الخاصة بها، واللّصيقة بثقافتها السمعية، وعلاقة ألوان الطيف السبع بالنغمات السبع في الموسيقى، بتدرجاتها وإيقاعاتها النسبية. وعن مشاركاته القادمة، قال العبدان إن هناك دورة في أغسطس الجاري بعنوان: «أسس الكتابة الفنية»، تتضمن قراءة لمفردتين هما «الكتابة» و«الفن»، والفرق بين الكتابة الصّحفية والكتابة النّقدية، حيث تتّصف الكتابة الصحفية -كما عبّر عنها- بالمحتوى الأفقي والوصفي، الذي ينقل جوانب تعريفية وظاهرية عن الأعمال واللوحات في المعارض الفنية، بينما تتصف الكتابة النقدية بالمحتوى العمودي أو التحليلي، وهو محتوى ينقل للقارئ المهتم والمتخصص بالفنون، جوانب غير ملحوظة حول علاقة الألوان وتأثيرها الجمالي مثلًا، أو التكوين البصري والإشارات الضمنية في العمل، وغيرها من الجوانب التي تحتاج إلى خبرة وقراءة موسعة في مناهج ومدارس الفنون البصرية، وتطورها عبر العصور والأزمنة المتعاقبة. ودعا العبدان إلى ضرورة تواصل واستمرار مثل هذه الدورات التخصصية، وأن تقوم المؤسسات والجهات الرّاعية والمنظمة لها، بمتابعة نتائجها، ووضع مناهج دراسية حول الفنون المرئية والمسموعة، واحتضان المواهب الشابة ورعايتها، حتى بعد انتهاء الدورات، وذلك من خلال توجيه هؤلاء الشباب واستثمار معارفهم في جوانب تطبيقية، وممارسات عملية، وتنظيم مسابقات تكافئ المتميزين والبارزين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©