الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ثقافة الأسرة تحدد شكل ومسار اتجاهات الأبناء

ثقافة الأسرة تحدد شكل ومسار اتجاهات الأبناء
22 ابريل 2012
أبوظبي (الاتحاد) - تعرف الاتجاهات بأنها المحددات التي تحكم السلوك الإنساني بشكل عام، وتحدد إلى حد بعيد طريقة التفكير وشكل السلوك حيال موضوع معين، وتتأثر بشكل مباشر بالتنشئة الاجتماعية للفرد في الأسرة من خلال والديه وأقاربه ومدرسته أو كليته وأصدقائه، حيث تتكون أفكاره من خلال المعلومات التي تقدم إليه عبر فترات عمره المختلفة، كما تلعب الخبرة الشخصية في تكوين الاتجاهات سلباً وإيجاباً. احتواء الأسرة تقول موزة الرميثي«مشرفة تربوية»:«إن أثر الأسرة على المراهق يتجلى في أنواع شتى، بدءاً من إحساسه بذاته الذي يترسخ ويتوحد من خلال الاتجاهات الإيجابية التي يبديها أفراد أسرته تجاهه منذ الطفولة، فإذا ما أتاح له الأبوان شيئاً من تحمل المسؤولية مثلاً، فإنه يشعر بأن لديه الكفاءة وأنه موضع ثقة، وإن أشعراه بالعطف والحنان، فإنه يكتسب اتجاهاً يتمثل في اللطف والرقة ويشعر معهما بأنه مرغوب الجانب. وإذا تخليا عن بعض سلطتهما وسطوتهما المتزمتة، فإنه ينشأ وقد ابتعد كثيراً عن التصرفات الصبيانية التي تتصف بها مرحلتا الطفولة والمراهقة، وهذا لا يعني بأية حال أن المراهق لم يعد بحاجة إلى نصح أبويه والتزود من خبرتهما في الحياة التي هو أحوج ما يكون إليها. فالهيمنة المفرطة التي تفرضها الأسرة على المراهق تحرمه بلا شك من الانتفاع بالعلاقات الإيجابية مع زملائه، وتمنعه من التمتع من منافع ما عساه أن يكتسبه من خبرات اجتماعية هو أحوج ما يكون إليها في مثل هذه المرحلة من حياته، على أنه ينبغي التحرر من الارتماء في أحضان زمر السوء التي تتلقفه، فهو إن وجد نفسه أمام أبوين مستنيرين ومتفهمين سيزول قلقه وتوتره ومشاكله إلى حد بعيد، فما يدين به الأبوان من قيم وما يلتزمان به منها سيكون له أبلغ الأثر في حياة الأبناء المراهقين». الاختلاف الثقافي تكمل الرميثي:«باستطاعة جو الأسرة الملائم الأخذ بيد المراهق إلى تحقيق آماله في بلوغ مرحلة الرشد التي يصبو إليها بلهفة عميقة. حيث تكون الثقة بذواتهم بما يؤهلهم لتجديد كيانهم الوجداني. والمسألة تستلزم من غير شك شيئاً من الحكمة من جانب الآباء مما يخفف من وطأة الكبح التي ما يجسمها المراهق كثيرا، فكثير من الصراع الناشئ بين الآباء والمراهقين من أبنائهم يمكن تفاديه لو أن أولئك الآباء قد أصغوا إليهم بعض الشيء، وحاولوا النظر إلى الأمور من خلال الزوايا التي يراها منها أبناؤهم، وعلى الآباء والأمهات ألا يشغلوا بالهم طويلاً بالاختلاف الثقافي بين جيلهما وجيل الأبناء، أو بكيفية غرس هذه الاتجاهات التي يعتبرونها أحيانا تطرفاً بعيداً عن الصواب، فلا داعي للارتباك أو الخوف، أو اليأس، عليهم أن يدركوا أنها طبيعة هذه المرحلة، ولا بد من وجود الاختلافات ما بين زمن اليوم وزمن الأمس، وما طرأ على القيم والثقافة والحياة من تغيير، وليس مطلوب منهم سوى المزيد من الصبر والتفهم وتجنيب مشاعر اليأس أو الإحباط، واستبدالها بمشاعر الثقة والتفاؤل والصراحة والود والحوار بين الأبناء، ويحاولون في كل خطوة معهم أن يقولوا لأنفسهم، علينا أن نفهم كيف يفكر أبناء هذا الجيل قبل أن يرفضوا ويعلنوا تفكيرهم قبل محاولة الاقتراب منه». علاقة وثيقة تضيف الرميثي:«هناك علاقة وثيقة بين القيم الدينية والفكرية والاجتماعية للآباء وما يحمله الأبناء من اتجاهات، فما من شك أن الرصيد الكبير لما تحمله الأسرة من قيم، هي قيم تمثل طبيعة المجتمع وثقافته وعاداته وتقاليده وتراثه المتأصل من سنوات طويلة، وهذه القيم هي التي تحدد طبيعة تفكير الآباء، وتشكل نمط حياتهم ومعيشتهم وطريقة تعاملهم في مواقف الحياة اليومية، وتصبح اتجاهات محددة وضابطة لهذه السلوكيات، وما من شك أن هذه المحددات تغرس لدى الطفل منذ اليوم الأول من عمره، وتنمي خلال مرحلتي الطفولة والمراهقة، ومنها تتشكل شخصية الطفل أو المراهق، وإن كان يكتسب اتجاهات أخرى من المدرسة أو من رفاقه، إلا أن اتجاهات الأسرة هي المحدد الأول لتشكيل وتكوين اتجاهات الأبناء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©