مراقبة «الفحول» أولى خطوات التلقيح اليدوي لـ «تنبيت النخيل»

من المعروف علميا أن نخلة التمر نبات ثنائي المسكن، أي أن الأزهار الأنثوية تحمل على شجرة وتسمى بنخيل الإناث، والأزهار الذكرية تحمل على شجرة أخرى وتسمى بنخيل الأفحل. وقد تنفرد أشجار النخيل عن باقي أشجار الفواكه الأخرى كون تنبيتها يتطلب نقل حبوب اللقاح من الأزهار الذكرية إلى الأزهار الأنثوية، حيث إن التنبيت اليدوي هو عبارة عن وضع عدد من الشماريخ الذكرية «الأزهار الذكرية في «قلب الطلعة الأنثوية»، أي الأزهار الأنثوية. هناء الحمادي (دبا الفجيرة) - يقول المزارع سعيد راشد الكعبي، إن مواعيد تفتح الطلعات الأنثوية زمنيا يستدعي صعود النخلة عدة مرات تتراوح ما بين (2-4) مرات لإتمام عملية التنبيت للحصول على إنتاج وفير. موضحاً أن موسم التنبيت بدأ في مناطق الدولة بشكل عام، حيث أصبح الكثيرون من المزارعين يتهافتون لشراء «نبات التلقيح» من الأسواق للحصول مع نهاية الموسم على جودة عالية ومردود إيجابي. مراقبة «الفحول» ويضيف الكعبي: تبدأ أولى خطوات التنبيت بمراقبة «الفحول» وهي ذكور النخيل للتأكد من أن النبات حان وقت قطفه، وذلك من خلال ظهور اللون الأحمر على مقدمة النبتة، مع تأكيد نضج هذه النبتة من خلال انبعاث رائحة طيبة منه وهذا مؤشر جاهزيتها، مؤكدا على أن النبات بحالة جيدة ويصلح لعملية التلقيح. ويشير الكعبي قائلاً: تتلخص عملية التنبيت اليدوي من خلال التأكد من وجود مواصفات الفحل واحتواء الطلعة الذكرية على كمية كافية من النبات ويجب عدم الاعتماد على الأفحل البذرية لتباينها في كمية ونوعية حبوب لقاحها. كما يقطع الطلع الذكري بعد إتمام نضجه عند بداية أو قبيل انفلاق أو تشقق غلاف الطلعة ويستدل على نضج الطلعة الذكرية غير المنفلقة المفتوحة، وذلك بكبر حجمها وانحنائها قليلا إلى الأسفل أو الضغط على الجزء الأسفل من الطلعة، والذي عندما يصدر صوت قرقعة فإنه يدل على نضجها وجاهزيتها للقطع. خطوات عملية التلقيح ويوضح الكعبي: يجمع الطلع الذكري ويشق غلافه ويسحب منه «الشمروخ «وهي النورات الزهرية وتفرد إلى مجاميع من الشماريخ، وكل مجموعة تحتوي على 3,5 شماريخ، وتنشر على ورق أو في صوان معدنية وتوضع في مكان مظلل وغير معرض للتيارات الهوائية أو تعلق على حبال داخل غرفة ذات تهوية جيدة ورطوبة نسبية منخفضة، وتقلب الشماريخ بين فترة وأخرى لضمان جفافها تماما وذلك لمدة يومين إلى ثلاثة أيام. ويواصل الكعبي حديثه: لابد أن تتم عملية التلقيح بمجرد انشقاق القنو الأنثوي، لأنه كلما تأخر التلقيح كلما قلت فرصة الإخصاب وبالتالي تقل نسبته، لذلك لابد من متابعة النخيل ليتم التلقيح له أولاً بأول، ويضيف: تؤخذ الشماريخ الجافة وتوضع في كيس من القماش لتتم عملية التنبيت التي تأخذ من (10-15) دقيقة، حيث يوضع عدد من الشماريخ الذكرية داخل قلب الطلعة الأنثوية. ويشير إلى أنه يختلف هذا العدد اعتمادا على الصنف الأنثوي وكمية حبوب اللقاح وحيويتها في الشماريخ الذكريـة وغالبـــا ما يستخدم من (6 - 24) شمروخا ويفضـل نفض أو هز الشماريخ الذكرية على الطلعة الأنثوي بصورة خفيفة حتى تسقط كمية من حبوب اللقاح مباشرة على مياسم الأزهار الأنثوية. وبعد وضع الشماريخ الذكرية تربط الأخيرة في الثلث العلوي بواسطة خوصه من سعف النخيل ربطا خفيفا. وتعرف هذه العملية بالتزاوج بين النبات والطلع والتي تعتبر الأفضل في زيادة كمية المحاصيل. موضحاً الكعبي أن نخلة النغال والإخلاص واللولو تأخذ ما بين (22-33) شمروخاً لكل عذق، أما الشهل فيتطلب تلقيحه ما بين (10- 78) شمروخاً. جودة حبوب اللقاح ولنجاح عملية التنبيت يلفت الكعبي إلى أنه من الأفضل أن تؤخذ حبوب اللقاح من ذكر تتوافر فيه عدة شروط ومنها: أن تكون حبوب اللقاح ذات حيوية ورائحة شديدة يمكن معرفتها من كثرة عقد الثمار عند التلقيح، وأن ينتج الذكر عددا كبيرا من الأكمام الزهرية بأحجام كبيرة، ويؤخذ اللقاح من نخيل معروف بكثرة إخصابه وجودته. إضافة إلى عدم تساقط الأزهار من شماريخها عندما تجف. وللحصول على رطب لذيذ المذاق لابد من أن تجري عملية التلقيح تحت أشعة الشمس، مع تجنب إجراء عملية التلقيح أثناء هطول الأمطار أو في أوقات الغيوم أو الضباب، ويجب التأكد من حيوية حبوب اللقاح وصلاحيتها للتلقيح، كما أنه من الأنسب وضع كمية كافية من شماريخ النبات في قلب الأزهار المؤنثة للحصول على كميات كافية من الرطب أثناء جنيه.