الصحة تنفذ مسحاً صحياً شاملاً على مستوى الدولة نهاية ديسمبر

رصدت وزارة الصحة 4ملايين درهم لتنفيذ مشروع المسح الصحي الشامل على مستوى الدولة الذي يبدأ نهاية ديسمبر المقبل ويستمر شهرين، على أن يشمل حوالي 5 آلاف أسرة من المواطنين والمقيمين، إضافة إلى ألف فرد من فئة العمال، بهدف توفير قاعدة بيانات ''موثقة ومتكاملة'' عن الحالة الصحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية في الدولة· كما يهدف المشروع، الذي يتوقع أن تصدر نتائجه في شهر يونيو المقبل، إلى الوصول إلى بيانات إحصائية دقيقة ضمن مشروع منظمة الصحة العالمية، للوقوف على ملامح الحياة الصحية للمواطنين والمقيمين على أرض الدولة، بحيث يتوفر لدى الدولة والمنظمة العالمية تصور كامل للصحة العامة محليا وعالميا· وقال مدير عام وزارة الصحة علي بن شكر خلال اجتماع عقده صباح الخميس الماضي مع أعضاء الفريق المعني بالمشروع ومديري المناطق الطبية، ان الاحصائيات تساعد في اتخاذ القرارات الصحية، ورسم السياسات ووضع الاستراتيجيات المستندة إلى الحقائق والأدلة العلمية· وتشارك جميع دول العالم في مشروع البرنامج العالمي للمسوح القطرية، حيث تسعى منظمة الصحة العالمية إلى إجراء مقارنة بين الأفراد والمجتمعات والسكان في الدول المنضوية تحت لوائها، ومعرفة الفروق في الخدمات الصحية المقدمة في هذه الدول، فضلا عن قياس الرفاهية الذاتية والسعادة وجودة الحياة الشخصية، وجمع البيانات عن الفحوصات المخبرية، وبحث الوفيات لكبار السن من السكان· وأضاف ابن شكر أن الوزارة حددت جميع الترتيبات المتعلقة بالخطوات التنفيذية للمشروع الذي يأتي ثمرة تنسيق بين وزارة الصحة والإدارة المركزية للإحصاء في وزارة الاقتصاد والهيئات الصحية، مشيرا إلى أنه تم تشكيل لجنة فنية للإشراف على تنفيذ المسح وضمان إجرائه وفق المعايير الدولية· وأوضح أيضا أن هذا المشروع يأتي بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والمكتب التنفيذي لدول مجلس التعاون الخليجي لوضع قاعدة بيانات صحية، لافتا إلى أهمية وجود معلومات موثقة، بالتوازي مع التخطيط العلمي، ما يسهم في اتخاذ قرارات سلمية في مجال تطوير الخدمات الصحية· وتولت وزارة الصحة إعداد الفرق الفنية التي ستجري المسح، بحسب ابن شكر الذي شدد على أهمية تجاوب الجمهور مع الفريق الميداني لإنجاح المشروع· وتشير أرقام منظمة الصحة العالمية للعام 2006 إلى ارتفاع متوسط العمر المأمول عند الميلاد في الإمارات، ليصل إلى 77 للذكور، و80 للإناث، كما تشير الأرقام إلى أن احتمالات الوفاة قبل سن الخامسة تبلغ 8 لكل ألف وليد حي· ويبلغ مجموع النفقات الصحية للفرد في الإمارات 625 دولارا أميركيا، في حين تشكل النفقات الصحية 2,6% من الناتج القومي الإجمالي بحسب إحصائيات عام ·2005 وتوقعت استشارية طب الأسرة في وزارة الصحة الدكتورة هدى السويدي، مديرة مشروع المسح الصحي العالمي في الإمارات أن يواجه تنفيذ المشروع ''تحديات'' تتعلق بعدم تجاوب الجمهور مع فرق المسح الميداني، بسبب ''نقص الوعي الصحي لديهم، ونقص الوعي المتعلق بأهمية الإحصاء''· وأشارت السويدي إلى أن المسح يهدف إلى التعرف على أنواع الخدمات الصحية التي تقدمها الإمارات، ومقارنتها بما يقدم في الدول المجاورة، ''خصوصا أن كل البيانات التي بنيت خلال المراحل الماضية لم تبن على قواعد صحيحة وقوية تؤهل لوضع استراتيجيات مستقبلية''· وتتسبب أمراض القلب في 25% من حالات الوفاة على مستوى الامارات، تليها الحوادث بنسبة 21%، ثم أمراض السكري بنسبة ،20 وتقف أمراض السرطان وراء ما يتراوح بين 15 إلى 17% من حالات الوفاة في الامارات، ويلي ذلك الأمراض المعدية والالتهابات بنحو 10% ثم التشوهات الخلقية بعد الولادة· وتبلغ نسبة انتشار أمراض القلب في الإمارات في حدود 6% من السكان، وهذه النسبة مرشحة للزيادة خلال السنوات المقبلة، حيث يتوقع أن تصل إلى 12% ويبلغ متوسط الأعمار التي تصاب بأمراض القلب في الإمارات في بداية الخمسينات، بينما يصل متوسط عمر الإصابة بأمراض القلب في دول العالم إلى منتصف الستينات· وتعتبر أمراض القلب الخلقية مرتفعة بشكل عام، حيث وجد أن كل 160 مولودا في الإمارات، بينهم مولود واحد يعاني من عيوب خلقية في القلب، وأن ثلثي الأطفال الذين يعانون من عيوب خلقية في القلب يحتاجون إلى إجراء عمليات قلب مفتوح