الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بناء على طلب الزوجات.. رجال في غرف الولادة

بناء على طلب الزوجات.. رجال في غرف الولادة
8 ديسمبر 2009 23:21
تعد لحظة شعور المرأة «بطلق الولادة»، من أسعد وأصعب اللحظات التي تمر بها النساء، فهي تشعر آنذاك بالضعف والألم، وتحتاج إلى من يقف بجانبها، يواسيها ويخفف عنها الألم، لكن رغم وجود بعض أفراد أسرتها لمؤازرتها، تشعر المرأة غالباً أنَّ «آدم» هو خير معين لها في تلك اللحظة الحرجة والعصيبة. البعض من الرجال الشرقين ينظرون إلى هذه المسألة نظرة ملؤها الاشمئزاز من المناظر المصاحبة لعملية الولادة، ولأجل ذلك ترفض الكثيرات دخول أزواجهن معهن غرفة الولادة؛ لما قد تطبعه في مخيلة الأزواج من مشاهد قد تؤثر سلبا على حياة الزوجين. لكن البعض من الرجال يفضلون الوقوف بجانب الزوجة في هذا الموقف الصعب، وإن كانوا قلة. مساندة معنوية يحكي ياسر أحمد تجربته لحظة تواجده في غرفة الولادة مع زوجته، ويصف شعوره في تلك اللحظة قائلا: «الكثير من الرجال الشرقيين يرفضون دخول الرجل غرفة الولادة لأسباب كثيرة، ولكن من تجاربي الإنجابية الثلاث، وجدت أن المرأة في لحظة الولاة تحتاج إلى أضعاف مضاعفة من الدعم والمساندة النفسية، والتي لها بدون شك مفعول السحر، حيث تزداد الزوجة حبا وتعلقا بزوجها، ومن ثم شجاعة وقوة وقدرة على الولادة. يصف شعوره عند رؤية ابنه البكر قائلاً: «لحظة لم أمر بها طوال حياتي، انتابني شعور مختلط بين الفرح لرؤية المولود الجديد، والقلق على صحة المرأة». مجرد كلام «لا شك أن حضور الزوج مع زوجته في غرفة الولادة يحدث فارقاً معنوياً بالنسبة لها»، يذكر إبراهيم حسين الحوار الذي دار بينه وبين زوجته في بداية حملها قائلا: «تحدثت مع زوجتي عن حضوري معها الولادة منذ بداية الحمل، فوافقت واعتقدت أنه «مجرد كلام»، لكن لحظة الولادة كانت مترددة في حضوري، ولمحت لي قبل أن تشعر بالطلق «هل سأحضر أم لا»، لكني لم أبال لسؤالها سوى التجاهل. يتذكر لحظة رؤية زوجته وهو يفتح باب غرفة الولادة: «بين الفرح والألم، لم تشعر زوجتي سوى بالراحة النفسية، وكنت السبب الأول في سرعة ولادة ابنتي». ويضيف إبراهيم: «فوجئت بوجودي في غرفة الولادة، وشعرت لحظتها بالأمان، وقدرت لي وقوفي بجوارها في تلك اللحظة». من جهته، ينفي شرف أنيس بشدة ما يقال من أنَّ حضور الزوج غرفة الولادة قد يسبب له صدمة نفسية، تقلب مشاعره حيال زوجته إلى ضدها، ويقول في ذلك: «هذا الكلام ليس له أي أساس من الصحة، فالمرأة في هذه اللحظة الحرجة في أمس الحاجة إلى زوج يبث لها الحنان والأمان، ويكون السبب في تسهيل عملية الولادة، كما أن رغبته الجنسية لا تتأثر كما يدعي البعض». ليس تخلياً بدورها، تلفت نهى يوسف إلى أمر تصفه بالمهم، قائلة: «على الزوج ألا يخجل من مشاركة زوجته هذه اللحظة الجميلة، وعلى الزوجة ألا تنزعج إذا رفض زوجها حضور ولادتها لأبنائه، لأنه يكون لسبب بسيط، وهو عدم الاعتياد على فكرة دخول رجل أثناء عملية الولادة، أو لأنه يخاف من مجرد دخول أي غرفة عمليات، أو من رائحة البنج بكل بساطة، ولا يعتبر رفضه تخلياً عنها». توضح دينا آل شرف لحظة ولادة طفلها الأول، وتقول عن تلك اللحظة الحاسمة: «نظراً لظروفي الصحية السيئة، فقد كان زوجي خائفاً علّى من حدوث مكروه لي وللجنين، وبعد لحظة تردد قصيرة لم تحتج إلى تفكير طويل، قرر الدخول إلى غرفة الولادة من أجل الاطمئنان على صحتي وصحة الطفل». تصف شعورها في تلك اللحظة قائلة: «تواجد زوجي في لحظة الولادة هو القرار الصحيح التي اتخذه، فنحن قررنا أن يكون لنا طفل، وهذا تم بموافقتنا نحن الاثنين، ووقوفه إلى جانبي شد من أزري، وخفف من قلقي وخوفي من عملية الولادة». زمام العواطف من جانبه، يرفض أشرف العزام التواجد في غرفة الولادة مع زوجته، ويقول في ذلك: «كرجل شرقي، أرفض رفضاً قاطعاً التواجد معها، لأنني لا أستطيع أن أتحمل الموقف، وليست لدي القدرة على التحكم في أعصابي، وصراخ المرأة والآلام المصاحبة لهذه الفترة الحرجة قد يتلف أعصابي و يجعلنى أعجز عن السيطرة على مشاعري والتحكم بعواطفي تجاهها». فكرة غريبة بين الرفض والقبول لعملية دخول الرجل إلى غرفة الولادة تقارب الدكتورة أسماء السيد، أخصائية نساء وولادة، هذا الأمر بالقول: «إن حضور الزوج عملية الولادة أمر لم يتكرر كثيرا في الدول العربية، فالقليل من الأزواج يطلبون حضور ولادة زوجاتهم؛ لما فيها من جرأة، أو لأنهم لم يعتادوا ذلك، فهي فكرة غريبة بعض الشيء على المجتمع العربي عامة، فيما تعتقد المدارس الغربية أن حضور الزوج لعملية الولادة شيء أساسي يطلبه الطبيب أولا، كما يشعر الزوج بأن ذلك واجب عليه، وهو يفرح كثيراً عندما يحضر لحظة خروج ابنه للحياة». عامل الثقافة السيد تحيل المسألة إلى رواسب ثقافية: «نحن كمجتمع محافظ لا يملك فيه الأزواج، مع الأسف، الثقافة الخاصة بهذه المرحلة، بمعنى أن الزوج غير مهيأ بشكل كاف لما سيحدث أثناء الولادة، فأولا يجب أن يكون قوياً ولديه القدرة الكبيرة على التحكم بأعصابه وتحمل الموقف. ثانياً عليه أن يتمتع ببنية نفسية جيدة، وأن يكون قادراً على مشاهدة الدم، ومن الضروري أن ينضم إلى ما يعرف بـ»فصول الولادة»، التي يتلقى من خلالها عدداً من المحاضرات والتدريبات حول ما سيحدث في غرفة الولادة وكيف تتم هذه العملية؟ وكيف عليه التصرف حينها؟ بمعنى أنه يجب أن يكون ملماً بشكل كبير بعملية الولادة، كي يساهم في إتمامها، وهذا في الغالب موجود في المجتمعات الغربية التي تولي هذا الشأن اهتماماً مميزاً.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©