إنهم مرتزقة

لو كنت افقه في الاقتصاد والمال لتغير حالي وتركت الكتابة وتحولت إلى رجل أعمال، لكنني اكره الرياضيات والحساب ولا أجيد سوى هذه المهنة، لكن هناك أشياء منطقية لا تحتاج إلى فهم وتحليل فمثلا عندما تكون مدينة مثل دبي تمتلك أصولا تفوق الـ 1.3 تريليون دولار، أي انه رقم لو وضعت أمامه الاصفار فلن اعرف قراءته، ويكون عليها في المقابل ديون بنحو بضعة مليارات، وللتبسيط بأرقام يمكن استيعابها فان ذلك مشابه لأن يكون لديك منزل قيمته مليون درهم ويكون عليك دين بعشرة دراهم، فهل يعقل أن تبيع المنزل لكي تسدد الدين..! وهل يعقل أن يعتبر ذلك دليلا على قرب انهيارك..! عجيب أمر بعض الكتاب، خصوصا إذا كانوا مرتزقة وينتظرون الحسنة من هنا وهناك، أو إن كانوا من أمثالي ليس لهم علاقة بالتحليل المالي والاقتصادي، ترى ما الذي يدفعهم للتضخيم والمبالغة وفهم الأمور بطريقة مبهمة وهم النخب المفترض بهم الأكثر فهما ورؤية وبصيرة..! اعرف على الأقل ثلاثة كتاب كتبوا عن دبي وتأجيل تسديد ديونها وكأن ذلك نهاية العالم وأعرف أن احدهم كان يعمل في دبي لسنوات طويلة تركها مختارا لحصوله على فرصة جديدة في دولة جارة شقيقة، والثاني زائر دائم كنت أكن له ولقلمه احتراما وتقديرا قبل أن ينجرف قلمه ليكتب كفرا، والثالث التقيته أكثر من مرة في فنادق دبي التي لا يستطيع البقاء بعيدا عنها كثيرا فيعود إليها كلما عاد إلى لندن حيث يعمل.. ولا تعرف ما الذي جرى لكن يبدو أنهم من أولئك السوداويين المتشائمين دائما الكارهين للنجاح العربي لأنهم يرون أن تاريخ العرب كله مليء بالهزائم والفشل. دبي ستبقى أسرع مدينة تحقق نموا على مستوى العالم، وستبقى مثيرة للجدل لأنها مدينة حية بأهلها وبإنجازاتها وبإبداعها، فراعيها معروف بعزيمته وإصراره ومثابرته وإبداعه.. يبقى أن نقول إن إعادة هيكلة أي شركة في العالم أمر عادي ويحدث في كثير من الدول وتقوم بهذا الإجراء شركات ضخمة لتتمكن من مواكبة التغييرات والاستمرار في إطار وشكل جديدين، والعجيب في الأمر أن كل هذه الضجة الإعلامية التي حدثت كانت بسبب دين قيمته ثلاثة مليارات دولار كان يستحق تسديدها هذا الشهر وطلبت شركة دبي العالمية تأجيل التسديد لمدة ستة أشهر.. سعيد سالم rahaluae@gmail.com