السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أندري فو: "أَبر هاوس" أرقى ما صممت في العالم وأجمل قصيدة شعر تحلق في بستان "هونج كونج"

أندري فو: "أَبر هاوس" أرقى ما صممت في العالم وأجمل قصيدة شعر تحلق في بستان "هونج كونج"
8 ديسمبر 2009 23:38
يقف شامخا في قلب هونغ كونغ، يتوسطها، تحيط به الأنوار والبنايات الشاهقة من كل جانب، يسمح للزائر برؤية بانورامية على البلدة من كل ناحية، صمم ليكون تفردا وتميزا في عالم التصميمات الرائدة، صمم ليشكل عالما خاصا للسائح لا يشعر فيه بالغربة بل يشعر بدفء المكان وهدوئه، وفي نفس الوقت يتمتع بخدمة تفوق خمسة نجوم، هذا ما كان يطمح إليه المصمم العالمي أندري فو عندما طلب منه تصميم فندق وسط هونغ كونغ، فكانت رؤية خاصة متميزة ومتفردة. عن دراسته وعن تصميماته العالمية وعن تصميمه لأبر هاوس UPPER HOUSSE يتحدث أندري فو لـ"الاتحاد" قائلاً: "عمري 34 سنة، ولدت في هونغ كونغ، ودرست في انجلترا حيث انتقلت لها عندما كان عمري 14 سنة. ومند بداياتي الأولى كان اهتمامي ينصب على التصاميم الداخلية، حيث صممت العديد من المطاعم في تركيا وطوكيو، ومطعماً إيطالياً ويابانياً، لي رؤية خاصة في مجال التصميمات الداخلية، فأنا أراعي التفاصيل والجزئيات الصغيرة التي تشكل الراحة للزائر، ومن أرقى ما صممت وأعتز بذلك، هو فندق أبر هاوس UPPER HOUSSE الذي يتواجد في باسيفيك بالاس بهونغ كونغ، حيث أشرفت على تصميمه من المدخل إلى أعلى مكان فيه، وقد أمَّن لي ذلك تحرير كل أفكاري وإبداعاتي في مجال التصميم، وكأنه قصيدة شعر خارجة على معايير الزمن، ومحلقة في سماء هونج كونج، لم أرغب بالتقيد بما هو موجود، بل فكرت في الجديد. واستغليت كل المؤثرات الموجودة في المكان تمزج بين عبق التاريخ ورياح الحضارة، ووضعتها كخامات أساسية في تصميم هذا المبنى، ليكون الزائر في راحة تامة، حيث استغللت خشب البامبو الجيد النوعية في الغرف بشكل كبير جداً، حتى أنَّك تجده في كل مكان، ووضعت مواد طبيعية في كل الزوايا، لأنه من منظوري الشخصي أصبح الناس يرجعون لكل ما هو طبيعي ويعشقونه، ويطمحون للراحة والهدوء، هكذا جاءت الفكرة ليكون الفندق استثناء في عالم الضيافة. رحلة تصاعدية يضيف أندري فو: صممت هذا المبنى الذي تربطني به علاقة خاصة ليكون كتاباً مفتوحاً يمكن التواصل من خلال كل مكوناته وديكوراته وتفاصيله الصغيرة، حتى لا يشعر فيه أي أحد بالضياع، وفيه طريقة للتواصل بين كل الجنسيات المختلفة، وهو يشكل رحلة تصاعدية من المدخل إلى أعلى نقطة فيه، فعندما قررت تصميم أبر هاوس، راعيت خصوصية كل زائر، حتى يشعر المرء أنه يحتضنه، فلا يوجد مكان للاستقبال في المدخل، بل تجد فقط أناسا يبتسمون لك ثم تجد السلم الكهربائي يحتضنك لتوصيلك إلى مكان هادئ للراحة، متسع به ديكورات راقية وفي خلفه حديقة معلقة بها أشجار وعشب أخضر، تشعر من خلالها أنك تتجول في الهواء الطلق على أرض منبسطة، بينما أنت في طابق علوي فوق جزء من سطح البناية، وهو مكان هادئ بعيدا عن ضجيج هونغ كونغ، فيه طاولات تظللها مظلات مستوحاة من المظلة التي تمتلك حضوراً بارزاً في الثقافة الصينية وقت الحر ووقت الشتاء، والمدخل صمم ليكون على شكل مروحة صينية من الخشب بشكل دائري، تشعر باحتضانها لك مع أضواء خافتة على الجوانب فقط تعكس جمال التصميم ورقيه. رؤية عالمية أما تصاميم الديكورات الداخلية المتميزة في الفندق، فيقول عنها أندري إنَّها من تنفيذ مصممين من إيطاليا وكوريا ومن مصر، وهي غنية بالمواد الطبيعية بشكل ملفت للانتباه، حيث خشب البامبو المحلي والأحجار المرمرية من مصر، والعقيق والحديد والنحاس والرخام الطبيعي، وحضور المصباح الصيني الفانوس، وهناك ديكور ضخم هو عبارة عن خيوط حديد ونحاس متشابكة ترمز لترابط الناس وتواددهم، وضعه المصمم الكوري، وهناك بعد المدخل تجد الإضاءة الخافتة ديكورات رخامية كبيرة تشبه وجهاً نائماً كحارس للمكان، وبالتالي فكل شيء يوحي بالهدوء والراحة، وفي الممرات ومقابل المصعد تجد قطعتين بشكل دائري، واحدة عليها نقوش، وأخرى مصقولة من غير نقوش، يسندان بعضهما كأنهما متعانقان في مشهد رومانسي، وهو آخر منظر يسقط عليه ناظرك قبل دخول الغرفة أو الجناح. أجمل مكان للراحة ويتحدث أندري عن الغرف والأجنحة فيقول:"هي صممت لتكون واسعة، وربما الأوسع من نوعها على صعيد التصاميم الفندقية، ويمكن إلقاء نظرة على هونغ كونغ كاملة في منظر رائع، حيث يطل المكان على البحر والجبال والأسواق والسطوح التي توجد بها بعض الملاعب. أما الحمامات فهي الأكبر بحيث تمتد على مساحات واسعة جدا تضفي راحة تامة، كما أنَّها مزودة بكل التقنيات العالية الجودة. وبمواد طبيعية من ملح وزيوت طبيعية من المغرب كلها في أوان طبيعية، بالإضافة إلى أنه يمكن مشاهدة التلفاز ومتابعة البرامج والأخبار من خلال هذه الحمامات حيث توجد مرآة ضخمة بالمكان عندما تكبس زر آلة تحكم تتحول المرآة إلى جهاز تلفاز، وكل هذه التصاميم ليكون الزائر في راحة تامة. وفي الغرف راعينا خصوصية كل فرد حيث زودناها بمطبخ صغير يسمح بتجهيز الشاي على الطريقة الصينية، والقهوة، ويشمل ثلاجة صغيرة مزودة ببعض المشروبات، بالإضافة للسرير الذي راعينا فيه أجود الأنواع، والألوان جاءت هادئة جدا بعيدا عن الصخب والجرأة فكلها الألوان بنية وأخضر غامق وربيعي وبنفسجي خفيف وكريمي، واشتملت الغرف والحمامات على ديكورات من الجرانيت والحجر الرملي وحجر الأونيك، أما الأرضية فهي من الصوف وسلك الحرير، وبعض اللوحات المعلقة شكلتها من أوراق ورد الروز الطبيعي، وغمستها في مادة الجبس لتشكل لوحة بيضاء رائعة". من بيئة هونغ كونغ ويضيف أندري فو: في جانب آخر ومن أول نقطة أين وجد المدخل لآخر نقطة في الأعلى حيث تسدل مظلة صينية خشبية كبيرة جداً وجدت في أعلى نقطة تعكس تفاصيلها على المكان، وتشكلت لتكون كهالة من النور، وتصاعدت خيوط النحاس من أسفل نقطة إلى أعلاها على الجدار لتعكس أشعة الشمس على المياه، وهي مستوحاة من كون هونغ كونغ تصحو على البحر فتنعكس الشمس على وجه المياه فتتلألأ على وجهات المباني، وأمام المصاعد وقفت أعمدة من العقيق منارة ومطلية بالذهب، وتستمر رحلة التصميم من الغرف والأجنحة إلى النقطة العلوية التي تضم المطعم الذي يوجد في الطابق 49 بإطلالة جميلة على كل هونغ كونغ، وهكذا استغللنا كل نقطة للراحة من الأسفل للأعلى، كما يضم الطابق العلوي قرب المطعم وفي الجهة المقابلة مكانا مفروشا للراحة يضم مدفأة مركزية ومكتبة ومطبعات عن الموضة وعروض الأزياء والمجوهرات، وأبر هاوس صمم ليكون إبحارا في الثقافة الصينية، ويشكل تواصلا مع كل الحضارات يحمل عبقا من التاريخ، ويحمل جماليات العالم ككل، فهو نقطة تواصل مع الجميع لم يصمم على مبدأ الفخامة، ولكن على مبدأ الخصوصية والراحة فتآلف الاثنان معا وشكلا الأبر هاوس.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©