جبل حفيت مسك ختام “مغامرة أبوظبي” اليوم

لم تضعف الرياح القوية والرمال المتطايرة في صحراء ليوا عزيمة وإصرار الرياضيين المشاركين في بطولة "أبوظبي للمغامرة والتحدي"، سباق القدرة متعدد الرياضات الذي يشهد منافسة 40 فريقاً من 20 بلداً وتختتم فعالياته اليوم في العين. وبعد انطلاقة قوية من واحة حميم في المنطقة الشرقية، واصل المشاركون زحفهم باتجاه مدينة العين قاطعين مسافة 86 كليومترا وسط الكثبان والتلال الرملية الشاسعة، حيث تنتظرهم مهمة شاقة لصعود جبل حفيت في اليوم السادس والأخير للبطولة. وتألق الفريق النيوزيلندي "قصر السراب"، الذي يتصدر الترتيب العام للفرق المشاركة، في قهر الظروف المناخية الصعبة وكان أول الواصلين إلى فندق "قصر السراب"، المنتجع الصحراوي الفريد من فئة الخمس نجوم الذي تعمل على تطويره "شركة التطوير والاستثمار السياحي" وتقوم بإدارته مجموعة "أنانتارا للفنادق والمنتجعات". وواصلت الفرق المتصدرة للمراكز العشرة الأولى في السباق، وعلى رأسها "فريق ادكو" النيوزيلندي وفريق "فيبرام سبورت 2000" الفرنسي و"لونجادز ادفنتشر" السويدي والفريق الأميركي "سالومون/كريستد باتل"، ضغطها لتقليص الفارق وتعزيز حظوظها للوصول إلى منصة التتويج. وفي الوقت الذي يقف فيه فريق "قصر السراب"، بقيادة الزوجين ريتشارد والينا أشر اللذين حملا لقب البطولة في الدورتين الماضيتين، كمرشح قوي لنيل لقب الدورة الثالثة للبطولة، يخوض فريق "أدكو" منافسة شرسة مع فريق "فيبرام سبورت 2000" للحفاظ على المركز الثاني. وقالت جاكي بويسيت، كابتن فريق "فيبرام سبورت 2000": "نركز حالياً على المركز الثاني واستفدنا من منافسات الدراجات الهوائية في تقليص الفارق الذي يفصلنا عن فريق أدكو. أحرزنا المركز الثالث في دورة العام الماضي وهذا ما يدفعنا لتحقيق نتيجة أفضل في الدورة الحالية". وفي المقابل، أكد فريق "أدكو" أنه سيستغل كل ثانية حتى النهاية مقراً بالضغوطات التي يتعرض لها من قبل الفريق الفرنسي. وقال ستوارت لينش، كابتن الفريق: "ربما يتغلبون علينا في منافسات الدراجات الهوائية، ولكننا سنعمل ما بوسعنا لمواصلة التقدم ورفع الفارق الزمني خلال اليوم الأخير للسباق". ومن ناحية أخرى، تبذل الفرق الإماراتية الستة جهدها لإكمال السباق، الذي يصل طول مساره الإجمالي إلى 428 كيلومترا ويقام على مدى 6 أيام. ونجح فريقا "ما في مشكلة" و"صقور أبوظبي" في التقدم إلى المركزين 12 و13 على الترتيب. وقال جيلز ريتشاردسون، كابتن فريق "ما في مشكلة" والذي يعمل كمهندس في الدولة: "معنوياتنا عالية اليوم ونأمل المحافظة على نسقنا هذا حتى النهاية". وبعد قضاء ليلتهم في مدينة العين الخضراء، يقف الرياضيون أمام تحدٍ من نوع آخر وهو تسلق جبل حفيت البالغ ارتفاعه 1240 مترا، مستعينين بالحبال ومعدات التسلق. وبعد وصولهم إلى القمة، يسلك المتسابقون على متن دراجاتهم الهوائية طريق جبل حفيت المتعرج نزولاً قبل أن تبدأ مرحلة الجري الأخيرة إلى خط النهاية في قلعة الجاهلي التاريخية. يذكر أن فرقاً من أستراليا وبلجيكا والصين والدانمارك وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وهولندا ونيوزيلندا وبولندا ورومانيا وروسيا وسنغافورة وجنوب أفريقيا وإسبانيا والسويد وتركيا وأميركا والإمارات تشارك في هذا السباق الذي يُعد أحد أصعب بطولات التحدي في العالم ويبلغ مجموع جوائزه 200 ألف دولار. وحصلت 4 فرق على جائزة الدورة الثالثة للبطولة التي تمنحها "هيئة أبوظبي للسياحة" للفرق الصاعدة التي تتمتع بسجل جيد في بلدانها الأصلية ولم يسبق لها الاحتراف. وبموجب هذه الجائزة حظيت تلك الفرق على بطاقة مشاركة مباشرة "وايلد كارد" تتولى من خلالها الهيئة تغطية جميع النفقات، وتُمهد الطريق أمامها لتحقيق طموحاتها بالمشاركة في الفعاليات الدولية. وتأتي البطولة ضمن سلسلة المبادرات الرياضية الناجحة التي أطلقتها هيئة أبوظبي للسياحة وتهدف إلى التعريف ببيئة الإمارة الطبيعية ومعالمها الجغرافية، وتسليط الضوء على بنيتها التحتية الحديثة القادرة على احتضان فعاليات عالمية مرموقة. وتتعاون الهيئة مع عدد كبير من الجهات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص لضمان نجاح هذه البطولة، ومنها القيادة العامة للقوات المسلحة، وشركة أبوظبي للعمليات البترولية البرية، وجهاز حماية المنشآت والمرافق الحيوية في أبوظبي، والقيادة العامة لشرطة أبوظبي ومديرية شرطة العين، وحرس الحدود، والإدارة العامة للدفاع المدني، ودائرة العمليات الخاصة، وجمارك أبوظبي، ووزارة الصحة، وهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وبلديتا أبوظبي والعين.