الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القراءة أولاً.. وثانياً!

22 ابريل 2013 20:56
مبادرة “أبوظبي تقرأ” واحدة من أهم المبادرات التي يجدر التوقف عندها. فما من أحد يستطيع إنكار أهمية القراءة في حياة الإنسان وتكوين ثقافته، وليست العبرة باقتناء الكتب في المكتبات وتصفيفها في الأدراج، لكن العبرة بالفهم والمطالعة فيها، معرفة محتواها من فوائد علمية واجتماعية وثقافية وشرعية، وما تحتويه هذه الكتب من شتى المجالات التي تخدم الإنسان في حياته العلمية والعملية. فمع الأسف أهمل الآباء دور الكتاب وأهميته في حياة أبنائهم، فاهتموا بتسلية الأبناء وترفيههم وإلباسهم احدث الملابس وشراء احدث الألعاب التي تنمي النزعة العدوانية لديهم وتبعدهم عن حب المطالعة ومصاحبة الكتب وإهمال القراءة والاطلاع، فالأسرة هي المحرك الأساسي والدافع لغرس حب القراءة وتقديسها في نفوس الأبناء منذ الصغر، مع الأسف إن فاقد الشيء لا يعطيه فكثير من البيوت لا يوجد بها كتاب واحد وليس في أولويات هذه الأسرة اقتناء الكتب، بينما كثير من الأسرة توفر ألعاب الأطفال بمختلف أنواعها والألعاب بجميع الألوان والأشكال مدعين بأن الطفل يجب أن يتمتع بحياته وبطفولته، بينما نعلم وتعلمنا منذ صغرنا وحفظنا المثل القائل “التعلم في الصغر كالنقش في الحجر”، علينا أن نبحث بجدية عن الدافع وراء تراجع وإهمال اقتناء الكتب. للأسرة دور كبير في تقدم المجتمع في شتى المجالات في مدرسة الأجيال الأولى، ولابد من البدء في إعادة إحياء القراءة في منازلنا ومجتمعاتنا العربية، فإنه من الأولى أن نبدأ من الأسرة التي هي نواة المجتمع فدور الأهل في جعل أبنائهم يحبون القراءة وإرشادهم إلى فوائد ومتعة القراءة دور مهم وأساسي جداً لننتج جيلا متعلما مثقفا ولا سبيل للعلم والثقافة إلا من خلال الكتب بما تحتويه من شتى العلوم والثقافة في مختلف المجالات. علينا جميعاً كآباء وأمهات وتربويين أن ندرك جيداً ونعي أن القراءة هي وسيلة اتصال رئيسية للتعلم والتعرف على الثقافات والعلوم المختلفة، وهي المصدر الرئيسي للنمو اللغوي للفرد ومصدر لنمو شخصيته، بما يكسبه القدرة على استيعاب العالم من حوله الظواهر وإدراك العلاقات فيما بينها. فالقراءة من أهم مجالات النشاط اللغوي في حياة الفرد والجماعة، باعتبارها من الأدوات الهامة في اكتساب المعرفة والثقافة، والاتصال بما أنتجه العقل البشري، ولأنها وسيلة هامة تصل الإنسان بالمصادر التي سيأخذ منها علمه وثقافته، وتزيد من قدرته على التفكير والنقد فتنمي فكره وعواطفه، وتثري خبراته، وتعينه على التعامل مع مشكلات الحياة المختلفة، بما تمده من أفكار وحقائق وآراء، كما تساعده في تنمية شخصيته، وميوله، واتجاهاته، وتعمل على تأسيس مفاهيمه المختلفة، وعن طريق القراءة يستطيع الفرد أن يمتلك مهارة “التعلم الذاتي” التي أصبحت ضرورة من ضرورات الحياة إذ بدونها لا يمكن مواكبة التطور العلمي والفني والتقني. علينا نحن الكبار أن نتعلم كيفية إكساب الطفل حب الكتاب، وأهمية القراءة، والإقبال عليها منذ وقت مبكر من عمره، وهي مسؤولية مشتركة بين البيت والمدرسة. لنتأكد أنه عندما يجيد الفرد القراءة، سيكون قوة مضيئة فاعلة في تقدم المجمع وتنميته. المحرر | khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©