الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«القطط الأفريقية» فيلم يستحضر صراع البقاء للأقوى

«القطط الأفريقية» فيلم يستحضر صراع البقاء للأقوى
22 ابريل 2013 20:57
أشرف جمعة (أبوظبي) - عبر تقديم سلسلة من الأفلام القوية في افتتاح مهرجان أبوظبي الدولي لأفلام البيئة يأتي فيلم القطط الأفريقية ليحبس الأنفاس ويجعل حدقة عين المشاهد تتسع عن آخرها حين يشاهد مجموعة من الحيوانات التي اعتاد الجمهور مشاهدتها في حدائق الحيوان عبر أقفاص حديدية محكمة، لكن المشاهد التي تجسدت عبر شاشة مسرح أبوظبي في منطقة كاسر الأمواج جعلت كل من تابع أحداث فيلم القطط السوداء يدخل إلى الغابة ويعيش بين دهاليز وأسرار قصص تفوق الخيال عبر حركات تلك الحيوانات وصراعها الدائم من أجل البحث عن صيد ثمين تتغذي منه وتطعم صغارها في حفلات صاخبة فور وقوع الضحية التي يتم تمزيق جسدها عبر أنياب الأسود والنمور المتوحشة. «القطط الأفريقية» من الأفلام الوثائقية والتسجيلية معاً، حيث تعاون في إخراج هذا العمل الضخم اليستر فوثريجيل - رئيس فريق بي بي سي للحياة الطبيعية الذي قدم من قبل «الأرض، والكوكب الأزرق، والحياة المتجمدة، في أعماق الأزرق» - مع كيث شولي منتج الأفلام الطبيعية في استوديوهات ديزني إذ إن العمل استغرق سنوات من التنقل بين في أفريقيا في أجواء من الخوف وسط ظروف مناخية متقلبة مقرونة بالخطر، لكن العمل قدم بالفعل دهشة حقيقية، حيث انطلق في البداية صوت النجم الأميركي الأسمر صموئيل لي جاكسون بذكر حكايات عن القطط الكبيرة وسرد معلومات غاية في الأهمية، حيث صيغت هذه المعلومات بعناية كبيرة مثلت عنصر جذب وتشويق لقسوة الحياة في غابات أفريقيا. بيئة طبيعية تدور أحداث الفيلم في محمية ماساي ماراي الطبيعية في كينيا، حيث مساحات شاسعة من اللون الأخضر تدل على البيئة النظيفة التي تتوسطها بحيرة كبيرة من المياه العذبة تقصدها الأسود، والنمور، والذئاب، والفيلة، والحمر الوحشية، والغولان للاستحمام والشرب والاستجمام في أجواء من المرح بين هذه الفئة من الحيوانات وتبدأ القصة بظهور مجموعة من الغزلان التي تمضي في أمان على العشب الأخضر الجميل وفي الآن نفسه يترصدها أحد الأسود الذي يصوب نظرة من فوق أحد التلال نحوها، ثم ينطلق خلفها ويعدو بسرعة رهيبة فتتفرق الغزلان ليقرر أسد الغابة اللحاق بواحدة منهن، وفي أثناء هذا الصراع تقفز الغزالة بخفة ورشاقة من سهل إلى آخر، لكن الأسد الذي لا يهزم ينقض عليها في اللحظة الحاسمة ويهجم عليها ويعلو زئيره ويبقر بطنها ويأكل أحشاءها في تلذذ تام لتنتقل بنا لكاميرا إلى مشهد آخر من الرقة والحنان على النقيض تماماً من صراع الغزالة والأسد إذ تظهر مجموعة من الأسود وتتقابل فتتعارف في ما بينها وتسلم على بعضها بالوجه في لقطة معبرة تنم عن أن هذه الحيوانات الكاسرة تختزل في داخلها أيضاً الحنو فتمازح صغارها وتداعبها وتتركها تعلو ظهورها في شيء من الرقة البالغة. لقطات مبهرة وعلى الجانب الآخر وقف نمر قوي وحوله ثلاثة من الصغار يمشون إلى جواره وفجأة يزأر أسد وتركز الكاميرا على تعبيراته وجهه القاسية فتهرب النمور الصغيرة وتتلحف العشب وفي الوقت نفسه يراوغ النمر حتى يشتت نظر الأسد بعيداً عن صغاره في صراع حقيقي من أجل البقاء ويهرب النمر وتصيح النمور الصغيرة بحثاً عن النمر الكبير عبر أصوات مألوفة بينهم، ويستمر الفيلم في عرض لقطات مبهرة لصيد الأسود للحمر الوحشية ودعوة كل أفراد الأسود الأخرى صغاراً وكباراً للمشاركة في هذا الحفل، لكن مشهد المطر كان بارزاً للغاية وسجل لقطات رائعة حين اشتدت الرياح، حيث راحت المياه تغمر جميع الحيوانات فتتدثر بالأعشاب وتحمي صغارها وتتوالي الأحداث بشكل مؤثر من أجل البقاء بين قوى الطبيعة الساحرة التي أظهرت عبر هذا العمل نقيضين للحياة «الرأفة الحانية، والقسوة البالغة» أمانة التوثيق الناقد الفني سمير فريد يرى أن فيلم القطط الأفريقية عمل جبار صهر فريق العمل في أحضان هذه المحمية الطبيعية من أجل تسجيل أحداث حقيقية لا يتصورها العقل هذه الأحداث عُرضت في الفيلم في حالة عالية من أمانة التوثيق وبراعة اللقطات وتوظيف المشاهد في مكان ينعم بطبيعة ساحرة وجمال قل نظيرة للبيئة الطبيعية وجمالها ونظافتها عبر صراع البقاء ومراعاة صغار الكواسر والوحوش في ظل وجود الحيوان الضعيف الرقيق مثل الغزلان، وكذلك القوي الفذ مثل الأسود والنمور والتماسيح أيضاً من خلال تقنيات مبهرة في التصوير والأداء الصوتي الرائع عبر التعليق على أحداث العمل، فضلاً عن الموسيقى التصويرية المدهشة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©