الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وقف قبول الطلبة في مدارس أبناء الوافدين اعتباراً من العام الدراسي الحالي

وقف قبول الطلبة في مدارس أبناء الوافدين اعتباراً من العام الدراسي الحالي
22 سبتمبر 2008 02:05
أوقفت وزارة التربية والتعليم ومجلس أبوظبي للتعليم قبول الطلبة في المدارس المسائية المعروفة بـ ''مدارس أبناء الوافدين'' في أبوظبي اعتبارا من العام الحالي ضمن خطوات لوقف العمل بهذه المدارس البالغ عددها بالإمارة 13 مدرسة في غضون 3 سنوات· ويمكن للمتفوقين من طلبة هذه المدارس التي تضم 7 آلاف طالب وطالبة الانضمام إلى المدارس الحكومية في الفترة الصباحية في حال حصولهم على المعدل الأكاديمي الذي يتم تحديده سنوياً لقبول أبناء الوافدين في المدارس الحكومية، كما أنه يمكن لبقية الطلاب الانضمام إلى 138 مدرسة خاصة في منطقة أبوظبي التعليمية· وقال معالي الدكتور حنيف حسن وزير التربية والتعليم ان عملية ''إحلال'' هذه المدارس التي أنشئت قبل أكثر من 15 عاما وتتقاضى رسوما رمزية، تستهدف في المقام الأول ''توفير بيئة تعليمية صالحة ومعززة للتفوق العلمي في تلك المدارس التي يقصدها أبناء الاخوة والأخوات الوافدين من العاملين في القطاعات المختلفة بالدولة ويدرسون بها في الفترة المسائية ولا تتيح هذه الفترة لهؤلاء الطلبة التمتع ببيئة تعليمية وصفية جيدة''· وأشار الوزير إلى أن استراتيجية تطوير التعليم التي أقرها مجلس الوزراء الموقر تضع ضمن محاورها الأساسية توفير بيئة تعليمية مناسبة لجميع المواطنين والمقيمين في الدولة، وذلك استناداً إلى توجيهات القيادة الرشيدة بشأن تنمية الموارد البشرية وتأهيل العنصر البشري وفق أحدث الأساليب العلمية والتطبيقية التي تأخذ بها نظم التعليم المتطورة في العالم· وتابع ''من هنا، فإن إحلال مدارس أبناء الوافدين التي تستقبل الطلبة من الساعة الثالثة عصرا وحتى الثامنة مساء يرتبط بصورة أساسية بما تنشده الوزارة من تعليم متطور في الفترة المقبلة للجميع''· من جانبه، اكد معالي الدكتور مغير خميس الخييلي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم إلى أن المجلس درس هذا ''الموضوع جيداً'' بالتعاون مع الوزارة وتم الاتفاق على وضع جدول زمني ''لإحلال'' تلك المدارس يبدأ من العام الدراسي الحالي وينتهي في موعد أقصاه ثلاث سنوات بحيث يتم تخريج جميع الطلبة الدارسين في تلك المدارس وعددها 13 مدرسة في أبوظبي تضم طلاباً من الصف الأول الابتدائي حتى الثاني عشر· وقال الخييلي، إن مدارس أبناء الوافدين ''لا تناسب إطلاقاً''، ما ينشده مجلس أبوظبي للتعليم من تميز كبير في العملية التعليمية خلال السنوات المقبلة إذ أن هذه المدارس ''تفتقر'' إلى عدد من المعايير التعليمية الأساسية التي لا غنى لأي مدرسة عنها ومنها نقص زمن التدريس الفعلي إذ لا يتعدى وجود الطالب في تلك المدرسة أكثر من 4-5 ساعات شاملة الفسحة الدراسية· واشار الى ان هذه المدارس لا تقدم أنشطة تربوية مثل التربية الرياضية والبدنية والموسيقية وغيرها من الأنشطة التي يتمتع بها الطالب في المدارس الحكومية والخاصة خلال الفترة الصباحية''· وأردف الخييلي ''كما أن أولياء أمور الطلبة في مدارس أبناء الوافدين أبدوا ملاحظات كثيرة حول المشاكل التي قد تحدث لأبنائهم خلال وجودهم في البيوت في الفترة الصباحية بمفردهم، إذ يمضي أولياء الأمور في الصباح الباكر إلى أعمالهم ويتركون الأبناء بمفردهم في البيت وكثيراً ما تحدث مشاكل تربوية لهؤلاء الأبناء في الفترة التي يغيب فيها الآباء والأمهات عن البيوت صباحاً''· ولفت الى أن وجود هؤلاء الطلبة في تلك المدارس المسائية يعرقل من آليات التواصل الأسري من جهة بالإضافة إلى عدم قدرة أولياء الأمور على متابعة العملية التعليمية للطالب من جهة أخرى· وأوضح محمد سالم الظاهري مدير منطقة أبوظبي التعليمية أن وقف التسجيل في تلك المدارس ''يعزز'' من قدرة المنطقة على تقديم خدمات تعليمية مناسبة لهذه الفئة الحيوية من الطلاب والطالبات· وشدد على أن الفترة المقبلة ستشهد إتمام عملية ''الاحلال'' لتلك المدارس حيث بدأ الشهر الحالي وقف التسجيل للطلبة في الصف الأول، وكذلك للطلبة المستجدين في بقية الصفوف، وسيستمر هذا الأمر خلال العامين المقبلين بحيث ينجز الطلبة في تلك المدارس مراحلهم الدراسية المختلفة· واشار الى انه بدأ بالفعل تنسيب الطلبة الجدد هذا العام إلى عدد من المدارس الحكومية وفقاً لقرار مجلس الوزراء بقبول أبناء الوافدين في تلك المدارس، وحسب اللائحة التفسيرية للقرار من وزارة التربية والتعليم· وكان مجلس أبوظبي للتعليم قرر السماح لأبناء الوافدين بدخول المدارس الحكومية في مدن المنطقة الغربية التي لا تتواجد فيها مدارس خاصة أو مناطق لا تتوفر في مدراسها الخاصة مقاعد لأبناء الوافدين، ما انعكس إيجابا على معاناة أكثر من 870 طالباً وطالبة جراء اغلاق اربع مدارس خاصة· وحول مخاوف بعض أولياء الأمور من عدم وجود شواغر في المدارس الخاصة تستوعب أبناءهم خلال السنوات المقبلة، أكدت نادية مدي نائبة مدير منطقة أبوظبي التعليمية للتعليم الخاص على أن مدارس أبوظبي الخاصة بإمكانها استيعاب أعداد كبيرة، لافتة الى ان هذه المدارس في زيادة مستمرة من حيث الطاقة الاستيعابية أو التوسعات في المدارس الحالية أو إنشاء مدارس جديدة· وقال الدكتور خالد العبري رئيس قسم الإدارة التربوية بمنطقة أبوظبي التعليمية إن مدارس أبناء الوافدين تعود في نشأتها إلى أكثر من 15 عاماً مضت، وقد كانت هناك حاجة لهذه المدارس في تلك الفترة في ضوء اعتبارات تعليمية ومالية للطلبة الملتحقين بها· وأشار الى ان أعداد الطلبة بهذه المدارس زاد اعتباراً من عام 2000 حيث صدر وقتها قرار مجلس الوزراء بشأن صرف البدل النقدي الدراسي للوافدين العاملين في القطاع الحكومي بما يمكنهم من إلحاق أبنائهم بالمدارس الخاصة، وقد ارتفع عدد المدارس وقتها إلى 16 مدرسة ثم انخفض العدد العام الحالي إلى 13 مدرسة بعد إعادة فتح باب قبول الطلبة الوافدين في المدارس الحكومية· وأوضح العبري أن تجربة مدارس أبناء الوافدين شابها ''قصور'' في بعض المجالات والنشاطات التعليميية خاصة أن المعلمين العاملين بتلك المدارس هم أنفسهم من يعملون في المدارس الحكومية في الفترة الصباحية ويضطر بعض هؤلاء المعلمين للخروج من بيته في السادسة صباحاً ليلتحق بعمله في المدرسة الحكومية ثم يعود في الثالثة بعد الظهر من المدرسة الحكومية ليبدأ نشاطه في تدريس طلبة مدارس أبناء الوافدين من تلك الساعة وحتى الثامنة مساءً وعندما يعود بيته تكون الساعة قد تجاوزت التاسعة مساءً· من هنا، يتابع العبري، ''فإن ذلك المعلم وفقاً للمعايير التربوية يكون استنزف تماماً وحالته الصحية يغلب عليها الاجهاد، كما أن بعض هؤلاء المعلمين لا يجدون متسعاً من الوقت لتحضير دروسهم اللاحقة أو الإطلاع على دوريات علمية تعزز من مستوياتهم الأكاديمية والمهنية''· وحول الظروف المالية التي يعاني منها بعض الطلبة في مدارس أبناء الوافدين وعدم قدرتهم على سداد رسوم المدارس الخاصة، أشار العبري إلى أن مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الخيرية قدمت مساعدات مالية ثمينة خلال العام الدراسي الماضي شملت أكثر من 8 ملايين درهم تم سدادها كرسوم دراسية من قبل المؤسسة نيابة عن الطلبة المحتاجين وأسرهم· كما تدرس المؤسسة آليات التكفل بسداد الرسوم الدراسية عن الطلبة المحتاجين خلال العام الدراسي الحالي '' وذلك في إطار رسالة الهيئة وجهودها بشأن تشجيع الطلاب والطالبات من أبناء الوافدين المحتاجين للمساعدات المالية على استكمال دراستهم سواءً الجامعية أو ما قبل الجامعية''· على صعيد، آخر أكد عدد من الطلاب والطالبات في تلك المدارس ضرورة تطوير البيئة التعليمية بها، وقال خالد سعيد '' أشعر في تلك المدرسة خلال دراستي في الفترة المسائية بأنني بعيد عن العالم خاصة عندما يحين الظلام وتضاء المصابيح الكهربائية داخل الصفوف''· ولفتت علياء سند إلى أن مدارس أبناء الوافدين ''بحاجة كبيرة'' للتطوير بحيث تكون هذه المدارس لائقة من حيث المبنى التعليمي وتجهيزاته '' وكذلك المختبرات التعليمية والتطبيقية والمرافق التي تخدم الطالب، وهذه المرافق قد لا تكون موجودة بصورة كافية في تلك المدارس''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©