أولمرت يستقيل رسمياً وليفني تتحرك لتشكيل حكومة جديدة

قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت، الضالع في قضايا فساد، استقالته أمس رسمياً الى الرئيس شمعون بيريز لتتولى وزيرة الخارجية تسيبي ليفني التي فازت برئاسة حزب ''كاديما'' مكانه، مهمة تشكيل حكومة جديدة· وفي الوقت نفسه، بدأت حملة تدعو لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة، يقودها وزير الدفاع في الحكومة الحالية ايهود باراك رئيس حزب ''العمل'' وبنيامين نتنياهو زعيم حزب ''الليكود'' المعارض، وكلاهما يطمح إلى أن تحمله الانتخابات إلى رئاسة الوزراء· وقدم اولمرت استقالته خلال اجتماع لمجلس الوزراء وسلم المهمة الى وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني التي تأمل في خلافته في اسرع وقت ممكن، وقدمها في وقت لاحق رسمياً الى رئيس الدولة شيمون بيريز· وفي تطور تنظر إليه ليفني بعين الريبة التقى باراك بنتنياهو، وعلى الرغم من أن الهدف الرسمي للاجتماع هو بحث فرص ''تشكيل حكومة طوارئ'' أفادت تقديرات مسؤولين في حزب ''العمل'' بأن ''باراك بات يرى أن خيار الانتخابات العامة أفضل للحزب ''كي يفوت الفرصة على ليفني لتعزيز مكانتها كرئيسة للوزراء''· وأفادت مصادر في حزب ''العمل'' أن تقديرات باراك تشير إلى أن حزب ''الليكود'' لن ينضم في أي حال من الأحوال، إلى حكومة برئاسة ليفني· وقالت المصادر إن ''باراك يخشى أن يكون مخطط ليفني هو تشكيل حكومة لعدة شهور والتوجه للانتخابات العامة في موعد مريح لها، الأمر الذي من شأنه أن يمس في فرص حزب ''العمل'' للفوز''· وقال اولمرت عند افتتاح جلسة مجلس الوزراء الاسبوعية امس:''قررت التخلي عن مهامي بصفتي رئيساً للحكومة الاسرائيلية''· وأضاف اولمرت ''آمل في أن تتمكن تسيبي ليفني من إعلان حكومة في أسرع وقت ممكن بالتشكيلة التي ستختارها''· وتتمتع تسيبي ليفني بكل الفرص لكي يختارها بيريز لتشكيل حكومة جديدة· وفي هذه الحالة سيكون امامها مهلة 42 يوماً لتشكيل حكومة، وإلا سيتم تنظيم انتخابات مبكرة خلال تسعين يوماً· لكن عملية تسليم السلطات قد تتأخر عند انطلاقتها· فبيريز يغادر اسرائيل مساء اليوم الاثنين الى نيويورك لالقاء خطاب في مناسبة انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة، وسيعود الى اسرائيل الاحد المقبل· لكن ليفني لم تنتظر موافقة الرئيس لبدء مشاورات غير رسمية· فقد ابدت تأييدها لابقاء الائتلاف على شكله الحالي حيث يضم الى جانب ''كاديما'' حزب ''العمل'' و''شاس'' اليميني المتطرف وحزب ''المتقاعدين''· لكنها أعلنت أن تنظيم انتخابات مبكرة ''لا يخيف كاديما''· وادلت ليفني بهذه التصريحات في وقت سيكون عليها مواجهة تحالف ضدها، بحسب وسائل الاعلام، يضم رئيسي الوزراء السابقين باراك ونتنياهو (يمين) اللــذين اجتماعا مســــاء السبت في تل ابيب· والاثنان قلقان من وصول تسيبي ليفني الى الحكم ،لانها يمكن ان تعزز شعبيتها وان تفسح المجال لحزب ''كاديما'' في ظل رئاستها للتنافس مع ''الليكود'' وحزب ''العمل'' في حال اجراء انتخابات، كما افادت الاذاعة العامة واذاعة الجيش· واعلن باراك ونتنياهو تأييدهما لتشكيل حكومة ''طوارئ وطنية'' كما جاء في بيان صادر عن وزارة الدفاع في اشارة الى حكومة تضم ''العمل'' و''الليكود'' و''كاديما''· لكن المسؤولين لم يتفقا على موعد لاحتمال تشكيل هذا التحالف· ويؤيد نتنياهو اجراء انتخابات مبكرة ''في اسرع وقت ممكن'' فيما يبدو ايهود باراك متردداً في التكتيك الواجب اعتماده كما يقول المعلقون· وابدى عدة مسؤولين من اليمين تأييدهم لإجراء انتخابات مبكرة، كما ذكرت الاذاعة العامة الاسرائيلية· وقالت الاذاعة إن نتانياهو الذي يدعو الى انتخابات مبكرة ''في اسرع وقت ممكن''، التقى أمس الزعيم الروحي لحزب ''شاس الديني'' المتطرف عوفاديا يوسف وطلب منه التحرك في هذا الاتجاه· وكان يوسف قد وضع شروطاً صعبة على ليفني للمشاركة في حكومتها· وأضاف المصدر نفسه أن رئيس الكتلة البرلمانية لـ''الليكود'' جدعون سار، دعا مسؤولي كل الأحزاب في الكنيست إلى الاتفاق على موعد لإجراء انتخابات عامة· كما أعلن رئيس الحزب الوطني الديني اوري ارييل، أنه سيقترح خلال لقائه مع الرئيس بيريز، إجراء انتخابات مبكرة في أسرع وقت ممكن