الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإسعافات الأولية ثقافة طبية أسرية من الدرجة الأولى

الإسعافات الأولية ثقافة طبية أسرية من الدرجة الأولى
23 ابريل 2013 09:36
رغم الاحتياطات العديدة التي تتخذها الأسرة، ومهما تكن رقابة الأم على أطفالها، فإن الأمر لا يسلم في كثير من الأحيان من وعكة صحية مفاجئة، وقد ترتفع درجة حرارة أحد الأطفال ليلاً دون معرفة الأسباب، أو يرتطم بقطعة أثاث وهو يجري في البيت، أو يتسبب في انسكاب سائل ساخن على جسده، أو يصيب نفسه وهو يمسك بسكين في المطبخ، أو تنزلق رجله وتلتوي لأي سبب، أو يبتلع شيئاً صلباً في لحظة تنشغل فيها الأم. الأمر نفسه لا يقتصر على الصغار، إنما الكبار أيضاً معرضون في أحيان كثيرة لمختلف المواقف والحوادث والوعكات الصحية الطارئة، وقد يكون الوقت لا يكفي للانتقال إلى مركز طبي أوإسعاف فوري، ويحتاج الأمر إلى إسعافات فورية عاجلة تخفف من وطأة الضرر. في أحيان كثيرة تنجح الإسعافات الأولية السليمة في الحد من كثير من المضاعفات المحتملة، والتداعيات التي يمكن أن تحدث من جراء مرض أوعرض مفاجئ، أو حدث طارئ، قبل أن تكون وسيلة سريعة لتخفيف الآلام والأعراض. وما من شك أن هناك كثيرين يعتبرون الإلمام بمهارة الإسعافات الأولية ثقافة صحية وطبية ضرورية للغاية، ففي أحيان كثيرة يحتاج المريض أو حتى الشخص السليم داخل الأسرة في أوقات متأخرة أو في أوقات معينة من أخذ حقنة ما، وقد تكون هذه الحقنة علاجاً دورياً يرتبط بمواعيد محددة، ومن ثم يتطلب ذلك أن يكتسب أحد أفراد الأسرة هذه المهارة الضرورية. ماذا تفعل الأم في وقت متأخر ليلاً وقد ارتفعت درجة حرارة وليدها فجأة ؟! وماذا يمكن أن تفعل إذا انسكب سائل ساخن يغلي دون أن تقصد بطبيعة الحال على طفلها الصغير، ولا تعرف كيف تهدئ من روعه وآلامه؟ عندها ستندب حظها أنها لم تتعلم الإسعافات المهمة والفعالة في مثل هذا الظرف. أليس من السهولة أن تتزود بمثل هذه المهارة في الإسعافات الأولية الضرورية؟ ارتباك وحيرة عايدة السهلي “أم موظفة”، تحاول أن تصف لحظات الارتباك والحيرة التي ألمت بها في ساعة متأخرة من الليل عندما صحت صغيرتها البالغة من العمر ثلاث سنوات، من النوم، واتجهت لدورة المياه، وفتحت الصنبور فتدفق الماء الساخن على ذراعيها، واستيقظت من نومها على صراخ الطفلة، وتقول:” كانت لحظات ارتباك وحيرة كبيرتين، ووقفت تائهة أصرخ ولا أعرف ماذا أفعل؟ وكيف أخفف من آلامها، الوقت كان متأخر للغاية، ولا يمكنني الاتصال بطبيب أو مركز طبي، ولم أفكر قبل ذلك في الاحتفاظ بأي مراهم أو إسعافات لمواجهة مثل هذا الحادث الطارئ. واستيقظ زوجي ولم يجد ما يخفف آلام ابنتي، فاضطر إلى أن يوقظ جيراننا قبيل الفجر، ونحمد الله أن نصحونا بدهان مكان الحرق بقليل من “عسل النحل” حتى يمكن أن تتحمل الألم لحين إيصالها لأقرب مركز طبي في الصباح. تعلمنا أهمية وجود مواد للإسعافات البسيطة العاجلة في صيدلية صغيرة بالمنزل”. ثقافة ضرورية أما فاطمة الهاملي”معلمة”، فترى أن “الصيدلية المنزلية”، أكثر من ضرورية في المنزل، فإن الأمر لا يسلم من تعب أو تعرض أي من أفراد الأسرة لمكروه في أي وقت، ومن الأهمية أن يكتسب الزوج والزوجة أو أي من أفراد الأسرة الكبار مهارة الإسعافات الأولية البسيطة، فالأمر ليس اجتهاداً وإنما يخضع لخبرات طبية صحيحة وسليمة حتى لا يصبح المسعف مصدراً للضرر أو لزيادة الألم أو حدوث المضاعفات الضارة. فمن المفروض أن تتعلم الأم مهارة الإسعافات الأولية للحروق، أو الجروح البسيطة، أو كيفية وقف النزيف، أو كيفية التعامل مع حالات إلتواء القدم أو اليد، أو السحجات أو ارتفاع درجة الحرارة، أو بعض حالات المغص أو متاعب الأمعاء أو غير ذلك من مواقف طارئة. يضيف سامر طوالة “مهندس مدني”: “ ثقافة الإسعافات الأولية يجب أن تسود وتنتشر بين كل فئات الناس، فهناك كثير من الوصفات أو الإسعافات الخاطئة التي يلجأ إليها البعض دون وعي وتتسبب في مضاعفات الألم أو الأعراض، فمثلاً كان لديّ وكثيرون غيري يعتقدون أن تدليك التواء القدم بماء ساخن فور الحادث يخفف الألم، لكن اكتشفت عن طريق صديق يتدرب في صالة الألعاب الرياضية بانتظام أن العلاج السريع والفعال في مثل تلك الحالات هي “كمادات” الثلج وليس الماء الحار، لأن الثلج يوقف الالتهابات، ويجمد الآلام. كذلك الماء البارد أو الثلج مفيد جدا إذا وضع على الرأس والجبهة عندما يتعرض أي شخص لنزيف دموي من الأنف. فمن الأهمية أن يتزود الشخص بمثل هذه الخبرات، ومن الضروري أن تحتوي الصيدلية المنزلية على بعض الإسعافات العاجلة للطوارئ”. دورات تدريبية جواهر حسن”معلمة” تشير إلى أهمية تنظيم دورات تدريبية لكل شرائح المجتمع في الإسعافات الأولية، فمن الضوري أن تحتوي على بعض الإسعافات الضرورية التي تفيد في حالات الإصابات الخفيفة من جروح أو حروق أو حوادث منزلية بسيطة، أو حتى مخفضات الحرارة ومسكنات الآلام، لكن يفترض أن تتوفر الخبرة والمهارة المناسبة لدى الزوج أو الزوجة قبل استعمالها من قبل أي من أفراد الأسرة، ومن الأهمية أن تنظم دورات تدريبية في مهارة الإسعافات الأولية في المدارس للطلاب والطالبات الكبار، والمعلمين والمعلمات، وفي الدوائر الحكومية والخاصة والشركات التي تضم منتسبين بأعداد كبيرة، كذلك في أماكن تجمع الناس بأعداد كبيرة، كالأندية والشركات الكبيرة والمؤسسات الكبيرة. ويفترض أن تتوفر الإسعافات الضرورية في كل بيت، وأن يتدرب أحد أفراد الأسرة على هذه الإسعافات، خاصة ما يتعلق منها بإصابات وأمراض الأطفال الطارئة والمحتملة والشائعة، وكيفية التعامل معها وخاصة حوادث الحريق والإصابات الناتجة عن حوادث اللعب والتسلق والارتطام والجروح وغيرها”. إنعاش طفل يروي زياد منصور” أعمال حرة” ما تعرض له ابنه الصغير من ضيق في التنفس لكونه مصابا بالربو، وكان غير موجود في البيت، ولم تستطع زوجته التصرف أو لم تكن تعرف كيفية إنعاش صدر الطفل، واضطرت أن تصطحبه إلى المستشفى، وأحياناً يحتاج الأمر إلى عناية خاصة، ويؤكد أهمية وعي وتدريب وتعليم الزوجين بمبادئ الإسعافات الأولية، وكيفية التعامل مع الحالات الطارئة والمحتملة. ومن الضروري أن يتعلم الزوجان مهارة قياس ضغط الدم، وقياس درجة الحرارة، والحقن، والتضميد ووقف النزيف، وعمل كمادات خفض الحرارة، وكيفية التعامل الأولية مع الحروق أوالكدمات أو الكسور حتى لا تتفاقم الإصابة، وحتى ينقل المصاب إلى أقرب مركز طبي. وأقترح أن يكون اجتياز دورة الإسعافات الأولية من ضمن أولويات منح إجازات قيادة السيارات، لأهميتها، ولنشر هذه الثقافة بين كافة أفراد المجتمع”. الإسعافات تخفف الآلام وتحد من المضاعفات الدكتورة افتتاح فضل، الأخصائية بمستشفى المفرق تشير إلى أهمية إشاعة ونشر ثقافة الإسعافات الأوليـة الضــرورية بين أفراد الأسرة والمجتمع، وأهمية أن يكتسب الزوجان هذه الخبرة، لأن كثيراً ما يتعرض أي فرد من أفراد الأسرة لموقف أو حادث أو عارض طارئ، وتصبح الإسعافات الأولية والتعامل الصحيح مـع المصـاب ضرورة، بل تصل أحياناً أنها تسهم في إنقاذ حياته، أو تقلل المضاعفات الخطيرة إلى حد كبير. وتقول: “المقصود بالإسعافات هي تلك العناية الطبية الأولية والفورية والمؤقتة التي تقدم للإنسان المصاب أو المريض، بغرض تحقيق وضع طبي أفضل وبأقل أدوات أو مهارات علاجية ممكنة ومتاحة، حتى وصول المساعدة الطبية اللازمة. وهي في العادة عبارة عن مجموعة خطوات طبية بسيطة، لكنها في العادة تؤدي إلى إنقاذ حياة المصاب، وهي عادة لا تحتاج سوى مهارات بسيطة. وتستهدف الحفاظ على الحياة، ووقف حدوث الأذى أو الضرر، وتجنب المضاعفات. وفي المنزل قد يكون ضرورياً أن يتوفر صيدلية صغيرة في البيت أو السيارة أو مكان العمل، تحتوي على لوازم الإسعاف الأولى مثل الضمادات المعقمة، والأشرطة الطبية، وعصابات مثلثة الشكل لتثبيت الضمادات، والقطن الطبي، وبعض دهون الكالامين ، لعلاج مشاكل الجلد وحروق الشمس واللسعات، والحبوب المسكنة كالأسبرين أو باراسيتامول، وملقط ومقص ودبابيس التثبيت، وميزان حراري “تيرمومتر”، ومحلول مطهر. وتكمل الدكتورة فضل:” من الممكن أن يكتسب الناس من خلال دورات تدريبية متخصصة مهارة كيفية التعامل مع أعراض ضيف التنفس، وضيق الصدر، والتنفس الصناعي، والتدليك والإنعاش وإسعاف الجروح والحروق وتداعيات الغرق أو حوادث السير، وآثار ضربة الشمس، وارتفاع الحرارة، ولسعات العقارب والأفاعي، والتسمم، وحوادث الصعقات الكهربائية، أو غير ذلك من حوادث طارئة”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©