الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السوق الشعبي في مهرجان «الغربية» يعكس الماضي بنكهة الحاضر

السوق الشعبي في مهرجان «الغربية» يعكس الماضي بنكهة الحاضر
23 ابريل 2013 10:47
مثل السوق الشعبي المقام على هامش فعاليات مهرجان الغربية للرياضات المائية 2013، علامة مميزة لدى عشاق التراث والأصالة وركناً أساسياً من أركان هذا الحدث السنوي المميز، وسمة للمهرجان وقبلة للزوار والمتسوقين، سواء من داخل الدولة أوخارجها، بالإضافة إلى نجاحه في إبراز تراث الإمارات، بكل ما فيه من جمال وأصالة، وكذلك بعض التجارب الصناعية والمشغولات اليدوية، حيث تعكس منتجاته روح وأصالة المجتمع الإماراتي بعد نجاحه في أن يرسم صورة للماضي، كما تضمن العديد من الفقرات الترفيهية ومنطقة للألعاب شهدت إقبالاً كبيراً من الأسر. يشهد السوق الشعبي إقبالاً متزايداً من عشاق التراث والأصالة ليس من أبناء الإمارات فحسب، بل من دول العالم كافة؛ بفضل ما يقدمه من أعمال تراثية ومشغولات يدوية ومأكولات شعبية وحرف تعنون للماضي بنكهة الحاضر وروح المستقبل، وهو الهدف الذي تسعى اللجنة المنظمة إلى تحقيقه ودعمه عبر مجموعة من الفعاليات المتنوعة. وتستحوذ المأكولات الشعبية على النصيب الأكبر من المعروضات داخل السوق الشعبي، ويحرص عدد كبير من الزائرين، خاصة الأجانب، على تناول هذه المأكولات وتذوقها، وفقاً لما ذكرته مريم حسن عبدالله إحدى العارضات للمأكولات الشعبية في المهرجان، والتي اشتهرت بين سكان المنطقة الغربية قديما ومازال العديد من السكان متمسكين بها. بينما تشير أم سلطان صاحبة محل لبيع المأكولات الشعبية، إلى أنها تقوم بعمل البزار العربي والهريسة واللقيمات والخبز البريزة وشاي الكرك، وكذلك تقوم ببيع خبز طابي، واللقيمات، والنخي، والبلاليط، والقرص، والخبيص. منتجات قديمة وما إن تطأ قدم الزائر أرض السوق حتى يلحظ مشغولات يدوية مصنوعة من سعف النخيل والخوص، تتنوع بين المنتجات القديمة والحديثة لتواكب متطلبات الحياة العصرية بروح تراثية. وتحكي مريم حسن المرزوقي، التي تجاوزت الستين من عمرها قصتها مع صناعة الخوص، وترى أنها تعلمتها منذ صغرها، كما كان متعارفاً عليه قديماً بين النساء، حيث كانت الفتاة تتعلم تلك الحرف في صغرها، وكانت المرأة في تلك الفترة تقوم بالأعمال المنزلية بنفسها وتصنع احتياجاتها، ومنذ تلك الفترة أصبحت تتقن صناعة الخوص ومهارة استخدام سعف النخيل. وأوضحت أن الخوص عبارة عن أوراق سعف النخيل يتم جمعها باليد بطريقة معينة، ثم عمل جدائل منها يتم تشبيكها ببعضها بعضاً بأشكال مختلفة تبعاً لاختلاف استخدامها، ثم تترك بعد ذلك المنتجات، التي تم شغلها في الشمس حتى تجف وتأخذ اللون الأبيض الناتج عن وضعها تحت الشمس فترة، كما أنه يمكن تلوين الخوص باستخدام ألوان مستخلصة من الطبيعة، ويتم صبغه باللون المفضل، وهو إما الأخضر أو الأحمر، ومن أشهر أشكاله لدى الإماراتيين «السرود»، وهو عبارة عن طبق كبير يمكن استخدامه في وضع الخبز بداخله، و«المدخنة» المستخدمة في وضع البخور بداخلها، بالإضافة إلى غيرها من الأشكال المصنوعة من الخوص والمتعارف عليها في البيئة الإماراتية. وأضافت مريم أنها لم تكتف بالمنتجات القديمة المصنوعة من الخوص، بل تعدت ذلك إلى صناعة منتجات جديدة ومبتكرة من سعف النخيل مثل «الشنط» وغيرها من المنتجات، التي أصبحت النساء في حاجة إليها، لكنها مصنوعة من منتجات تراثية، موضحة أن هناك زبائن من الأجانب، الذين أصبحوا يحرص على اقتناء هذه المنتجات إما بدافع اقتناء الأعمال التراثية الفنية، أو لشراء مشغولات يدوية كتذكار بالمهرجان، الذي أعجب بفعالياته. وأشادت مريم ببرنامج «صوغة»، الذي يندرج ضمن قائمة طويلة من المشروعات التنموية التي يقوم عليها صندوق خليفة لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، مؤكدة أنه نجح في الحفاظ على المنتجات التراثية من الاندثار وأعاد إحياء التراث من جديد، بعد أن فتح مجالات جديدة للمشتركات فيه، وأسهم في إيجاد أسواق خارجية لمنتجاتهن فنجح في إحياء هذه الأعمال التراثية من جديد، واستمرت تلك المشغولات تواجه التقدم بأصالتها ودقتها وروعتها، موضحة أن أغلب منتجاتها يتم عرضها خارج الدولة وتحقق ربحاً مادياً من وراء تلك المشغولات. عطور ودخون وكما كان للمأكولات الشعبية والمشغولات اليدوية وجود واضح وكبير في السوق الشعبي، كانت لصناعة العطور والدخون مكانتها بين المعروضات، حيث يحرص عدد كبير من الزائرين على اقتناء العطور والبخور، خاصة المصنعة يدوياً، وهو ما أوضحته نجلاء الحمادي، التي تعرض منتجات متنوعة من العطور والدخون المصنعة بإتقان وبشكل يدوي، حيث تقوم بشراء هذه المنتجات من مواطنات لديهن خبرة كبيرة في هذا المجال، وتعرضها على الجمهور الكبير، الذي يحرص على زيارة السوق الشعبي وشراء احتياجاته من تلك العطور والبخور المتميزة. وترى أم راشد، إحدى العارضات في السوق الشعبي، أن أغلب الزائرين للسوق الشعبي، هم أنفسهم، الذين كانوا في العام الماضي، وهذا يؤكد أن المهرجان حقق ارتباطاً وثيقاً بينه وبين الزائرين، وأن من يقوم بزيارة هذه الكرنفالية الاحتفالية، لا يمكن أن ينساها ويحرص على زيارتها في الأعوام التالية. دور فعال يقوم قسم مرور المنطقة الغربية بدور فعال خلال مهرجان الغربية للرياضات المائية من أجل تنظيم حركة مرور الأفراد والسيارات وضمان انسيابية الحركة المرورية، خلال المهرجان نظراً لازدحام المنطقة بالسيارات الخاصة بالمشاركين والزوار والجمهور، حيث يظل أفراد الشرطة دائماً هم العين الساهرة على راحة المواطنين، ويشير رئيس قسم مرور الغربية الرائد سهيل صياح المزروعي إلى أن حركة السيارات تتزايد بشكل كبير خلال المهرجان، لذا يقوم أفراد مرور «الغربية» بتأمين حركة سير الأفراد ومستخدمي الطريق وضمان أمنهم وسلامتهم في العبور بشكل آمن، مع تنظيم حركة السير بشكل انسيابي من دون أي عرقلة أو اختناق لحركة السير. ويرى مدير فرع الضبط المروري بقسم مرور الغربية النقيب عبدالرحمن عبدالله آل علي، أن التواصل مع السكان، خاصة خلال الفعاليات والمهرجانات المتنوعة، التي تشهدها المنطقة الغربية على فترات مختلفة من العام ضمن أولويات مرور «الغربية»، حيت تكون الفرصة كبيرة لتوعية الجمهور باللوائح والإرشادات المرورية الواجب اتباعها، مشيراً إلى أن هناك تجاوباً كبيراً من السكان والأهالي، وكذلك زوار المهرجان، الذين يحرصون على متابعته من مختلف دول العالم. درويش الحمادي يتحدى الإعاقة ويتفاعل مع جمهور المهرجان يقابلك بابتسامة مميزة تعكس إصراراً على مواجهة الإعاقة، التي نجح في أن يحولها إلى عامل دافع ومحفز له على أن يواصل حياته بكل كفاءة واقتدار، إنه درويش أحمد الحمادي، الذي يجلس داخل محله في السوق الشعبي، يقدم لعب الأطفال واحتياجاتهم وهو في حالة من الرضا. وأعرب درويش عن سعادته بالمشاركة في مهرجان الغربية للرياضات المائية، خاصة أنه مشارك أساسي في المهرجانات الماضية، حيث يعتبرها فرصة طيبة لجميع سكان المرفأ، بعد أن حول المنطقة إلى كرنفال سياحي كبير، يحضره الجميع من داخل الدولة وخارجها، وهو ما أضاف الكثير لسكان المنطقة الغربية. ويرى أن السوق الشعبي استطاع أن يقدم باقة متميزة من المشغولات والأعمال التراثية، التي تلبي احتياجات عشاق التراث، فقرر أن يبيع داخل محله احتياجات الأطفال من ألعاب ومنتجات غذائية، وغيرها من المنتجات، التي يحبها الأطفال ويرغبون فيها، وذلك لعشقه للأطفال، موضحاً أن قمة سعادته عندما يرى ابتسامة الطفل مرسومة على شفتيه. وتوجه بالشكر إلى القيادة الرشيدة على دعمها المستمر لأبناء الوطن، موضحاً أنه لم يشعر مرة واحدة بعجزه، وذلك بفضل حرص القيادة على أبنائها وتقديم الدعم والمساعدة لهم، كما توجه بالشكر إلى اللجنة المنظمة للمهرجان على جهودها لتطوير هذا المهرجان، ليواكب احتياجات الزوار والأجانب خاصة أن عدداً كبيراً من مختلف دول العالم، يحرص على حضور المهرجان ومتابعة فعالياته بخلاف المشاركين الذين يزيد عددهم من عام لآخر.
المصدر: المنطقة الغربية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©