نفوذ أوروبا في الأمم المتحدة يتراجع أمام روسيا والصين

أظهرت دراسة أصدرها ''المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية'' في بروكسل أمس أن الاتحاد الأروبي يتراجع في قضايا حقوق الإنسان الدولية أمام الصين وروسيا اللتين تعارضان أي تدخل في الشؤون الداخلية للدول· ودعت الاتحاد المكون من 27 دولة إلى استغلال منظمة ''الفرانكفونية'' الفرنسية ورابطة ''الكومنولث'' البريطانية واتفاقيات التجارة والمعونة مع دول أفريقيا والبحر الكاريبي والمحيط الهادي وإنشاء مجموعة مع تلك الدول في الأمم المتحدة لإعادة فرض نفوذ خارجي · وكتب مؤلفا الدراسة ريتشارد جوان وفرانزيسكا برانتنر ''يعاني الاتحاد الأوروبي من أزمة بطء الوتيرة في الامم المتحدة'' · وعلى الرغم من أن الأوروبيين هم أكبر مانحي المعونات وممولي برامج الأمم المتحدة في العالم، فقد منوا بهزائم في كوسوفو وميانمار والسودان وزيمبابوي في العام الاخير وفقدوا السيطرة على مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة· وتظهر تحليلات لإحصائيات التصويت في الامم المتحدة خلال 10 سنوات ان الاتحاد الاوروبي فقد التأييد المنتظم لواحد وأربعين حليفا سابقا في التصويتات بشأن قضايا لحقوق الانسان معظمها في افريقيا وأميركا اللاتينية· وتراجع ذلك التأييد من 70% أواخر العقد الماضي الى نحو 50% في العامين الاخيرين· وقفز تأييد مواقف الصين وروسيا في التصويتات نفسها من نحو 50% قبل 10 سنوات الى نحو 74% للصين و76% لروسيا العام الماضي· وقال المؤلفان ''لا يعكس ذلك التزاما واضحا للصين وروسيا بسيادة الدول فحسب، بل مهاراتهما الدبلوماسية في إدارة نظام الأمم المتحدة''· وقال الرئيس الفنلندي السابق مارتي اهتيساري الوسيط القديم في الامم المتحدة والرئيس المشارك للمجلس الاوروبي لحقوق الانسان ''كانت الامم المتحدة في لب رؤية الاتحاد الاوروبي لتعددية فاعلة لكن الاتحاد فشل في تبني اتجاهات قوة جديدة وفي بناء تحالفات فاعلة· وإذا أراد الاحتفاظ بنفوذه حول العالم فليس أمامه خيار سوى تطوير سبل جديدة للفوز بالاصوات''·