السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القوات الأفغانية... غير جاهزة لـ«المهمة»!

30 يونيو 2010 21:11
كارين دي يونج محللة سياسية أميركية أفاد تقرير حكومي صدر مؤخراً أن الجيش الأميركي إما بالغ على نحو ممنهج في إجراء تقييم لقدرات قوات الأمن الأفغانية التي تعتمد على أدائها استراتيجية أوباما للخروج من الحرب في أفغانستان، أو حتى أنه قد فشل في ذلك، بالمرة. وأشار التقرير الذي أعده المفتش العام لجهود إعادة الإعمار في أفغانستان إلى أن الجهود الرامية إلى إعداد وتجهيز القوات الأفغانية تعاني من نقص المدربين من قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة، فضلا عن فساد وعدم أهلية النظام اللوجستي. ومع أن التحالف في أفغانستان لم يتحدَّ ما جاء في التقرير واعترف بأوجه القصور المستمرة في عملية التدريب وغيرها، إلا أنه أكد أن التقرير الصادر يوم الاثنين الماضي اعتمد على معطيات قديمة وبالتالي فشل في الأخذ بعين الاعتبار التطورات الأخيرة في برنامج التدريب. هذا ومن المرجح أن يواجه الجنرال بتراويس، الذي عينه أوباما في الأسبوع الماضي لقيادة القوات الأميركية والأطلسية في أفغانستان، أسئلة الكونجرس بشأن تدريب قوات الأمن الأفغانية في جلسة تثبيته، ولاسيما في ظل خطة الإدارة بالبدء في نقل السيطرة على بعض المناطق إلى قوات الأمن الأفغانية مطلع شهر يوليو من عام 2011. وقد وصف السيناتور "كارل ليفين"، رئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي، أمام الصحفيين يوم الاثنين الماضي خطط قوات التحالف بتجاوز أعدادها نظيرتها الأفغانية خلال الحملة القادمة على قندهار بأنها "خطط غير مقبولة البتة"، مضيفاً "إنها تناقض ما يفترض أن يمثل نجاح الحملة بوضع الأفغان في المقدمة، فما الذي يجري؟ ولماذا تظل الأمور متعثرة؟". وحسب خطة الحملة العسكرية على قندهار التي عرضها الجنرال ماكريستال على قادة حلف شمال الأطلسي في بروكسل خلال الشهر الجاري قبل إعفائه في الأسبوع الماضي سيشارك في الحملة 11850 من القوات أغلبهم من الجنود الأميركيين و8500 من جنود الجيش الأفغاني ورجال الشرطة. وأضاف السيناتور "ليفين" أنه سيضغط على بتراويس لإبداء تأييده الواضح لخطة الانسحاب بحلول يوليو 2011 ، ولكن الجنرال الذي طُلب منه التصريح بتأييده للموعد المحدد للانسحاب تردد في قول ذلك في ظل معارضة العديد من الأطراف داخل الجيش، إلا أنه أكد لاحقاً أن التاريخ المعين سيدشن مرحلة انتقالية تعتمد في وتيرتها وحجمها على "الظروف الميدانية" قبل تسلم الأفغان مقاليد الأمور. وقد ضغط السيناتور "ليفين" وباقي النواب "الديمقراطيين" على الإدارة للتأكيد بشأن التزامها بالإسراع في تسليم السلطة إلى القوات الأفغانية؛ ولكن شخصيات بارزة في الحزب "الجمهوري" انتقدت ذلك الموعد الذي حدده أوباما عندما أعلن استراتيجيته الجديدة القائمة على إرسال أعداد إضافية من القوات الأميركية إلى أفغانستان، باعتبار أن ذلك الموعد يشجع متمردي "طالبان" ويدفعهم للعب سياسة انتظار لمغادرة الولايات المتحدة. ومن المتوقع أيضاً أن يوجه المشرعون الأميركيون أسئلة إلى بتراويس حول ما إذا كان سيغير قواعد القتال التي حددها سلفه ماكريستال بما فيها القيود المفروضة على قوات التحالف بشأن الضربات الجوية والعمليات البرية التي اشتكى بعض الجنود من أنها تعرضهم للخطر، وتجعلهم في موقف صعب أثناء مواجهاتهم مع عناصر "طالبان". ولكن المفارقة أن القواعد التي تم وضعها خصيصاً لتجنب سقوط الضحايا في صفوف المدنيين استُقدمت من دليل الجيش الأميركي لمكافحة التمرد الذي وضعه بتراويس نفسه. وعلى رغم تأكيد السيناتور "ليفين" أن أغلب "الديمقراطيين" ما زالوا يؤيدون استراتيجية الحرب إلا أنه حذر من "بدء تآكل هذا التأييد". وكانت استراتيجية أوباما قد دعت إلى الزيادة في عدد القوات الأميركية لانتزاع زمام المبادرة والزخم من "طالبان"، ومضاعفة حجم الجيش الأفغاني وقوات الشرطة المدربين ليتمكنا في النهاية من تسلم المسؤولية الأمنية، ولكن مع ذلك يبدو أن تلك القوات ما زالت دون المستوى المطلوب في ظل ارتفاع عدد الهاربين من الخدمة واستفحال الأمية وتعاطي المخدرات. وتقتضي خطة قوات التحالف توفير 2325 من المدربين لا يوجد منهم على الأرض سوى 846 مع تعهد جديد بإرسال660 آخرين، وهو ما دفع وزير الدفاع جيتس، إلى توجيه 800 جندي أميركي للقيام بأعمال التدريب تجسيراً للهوة وملئاً للنقص في عدد المدربين. وقد ركز التقرير الحكومي المذكور بوجه خاص على نظام التقييم المعتمد منذ عام 2005 لقياس مدى قدرة وحدات الأمن الأفغاني على الاعتماد على نفسها في عملية القتال، بحيث تشير الأرقام الأميركية أنه إلى حدود نهاية شهر مارس الماضي حصل 23 في المئة فقط من الجيش الأفغاني و12 في المئة من الشرطة على تقييم "جيد"، وأشار إلى أن البرنامج الذي استند إلى الجانب الكمي وأغفل نوعية القوات الأفغانية ينطوي على الكثير من جوانب القصور. كما أن عدد الوحدات القادرة على القتال على الأرجح أقل مما هو مذكور. ففي إحدى مناطق الشرطة الأفغانية التي احتلت ترتيباً متقدماً ينتشر 53 ضابطاً 23 منهم خضعوا للتدريب، ولكن لم يوجد في الميدان سوى ستة ضباط. وفي منطقة أخرى يفترض توفرها على عشر عربات منحتها الحكومة الأميركية للقوات الأفغانية لم يتوفر سوى سائقين؛ ولكن في رد مكتوب على التقرير قال الجنرال "ويليام كولدويل" إن النتائج ليست فقط "غير دقيقة" لاعتمادها على معطيات قديمة، بل هي أيضاً "مضرة على الأرجح"، ولاسيما أن الولايات المتحدة أنفقت 27 مليار دولار على تدريب وتجهيز القوات الأفغانية، وهو أكثر من نصف إجمالي الأموال التي أنفقت على إعادة الإعمار في أفغانستان. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©