عبدالرحمن إسماعيل (أبوظبي) - ارتفعت الأرباح الصافية للشركة القابضة العامة، الذراع الاستثمارية لحكومة أبوظبي في القطاع الصناعي، إلى 1,5 مليار درهم، بنمو نسبته 15,3% مقارنة بأرباح العام 2010 البالغة 1,3 مليار درهم.
وقال حسين النويس رئيس مجلس ادارة الشركة، خلال مؤتمر صحفي عقد بأبوظبي أمس للإعلان عن النتائج المالية، إن “القابضة العامة” تعتزم استثمار 5,8 مليار درهم في 3 مشاريع صناعية جديدة بأبوظبي خلال المرحلة المقبلة.
وأضاف “المشاريع الجديدة من شأنها دعم الصناعة التحويلية التي تعد الأساس لتحقيق رؤية أبوظبي الاقتصادية في أن يسهم القطاع الصناعي بحوالي 25% من ناتجها المحلي بحلول 2030”.
وتتضمن الاستثمارات الجديدة 3 مليارات درهم ستضخها الشركة في المرحلة الثالثة من توسعة شركة الإمارات للحديد، ونحو ملياري درهم في مصنع جديد لأنابيب الغاز، و800 مليون درهم في مصنع لسحب الألمنيوم بمنطقة الطويلة.
وأوضح أن اجمالي استثمارات الشركة ارتفع خلال العام الماضي إلى 2,7 مليار درهم، من 2,5 مليار درهم عام 2010.
وأفاد النويس بأن إيرادات الشركة ارتفعت خلال العام الماضي إلى 11,5 مليار درهم بزيادة 15% عن الايرادات المحققة في العام 2010 البالغة 9,9 مليار درهم.
كما تمكنت الشركة خلال السنوات الثلاث الماضية من زيادة إجمالي أصولها بنسبة 30% لتصل إلى 23,7 مليار درهم العام الماضي، مقارنة بـ21,6 مليار عام 2010 و18,2 مليار درهم عام 2009.
وأوضح النويس أن الاستثمارات الجديدة في الإمارات للحديد ستضيف مليوني طن من الإنتاج، لتصل الطاقة الإنتاجية للشركة إلى 5 ملايين طن سنوياً.
وتعتزم الشركة اقتراض نحو 2,2 إلى 2,5 مليار درهم (600 -700 مليون دولار) على مدار عامين إلى 3 اعوام من عمر المشروع، لتمويل التوسعة الجديدة.
وبين أن الشركة كلفت بنك “بي إن باريبا” للاتفاق مع البنوك الممولة لتدبير قيمة القرض، وذلك بعدما اقترضت العام الماضي من خلال الاتفاق مع 9 بنوك نحو 660 مليون درهم لتوسعة المرحلة الثانية من “حديد الإمارات”.
وأكد النويس متانة الوضع المالي للشركة، وأنها تمتلك من السيولة ما يمكنها من الوفاء بالتزاماتها المالية، ولا تواجه اية مشاكل في هذا المجال، حيث يتم تمويل 80% من المشاريع عبر التمويل الذاتي للشركة، بدليل أن الشركة حصلت على قرض العام الماضي بقيمة 660 مليون درهم، وضخت في المقابل استثمارات في الأصول الثابتة بقيمة 2,7 مليار درهم.
وبين أن الشركة سددت الديون المستحقة عليها خلال العام الماضي، في ظل حجم العوائد التي حققتها في تلك الفترة والتي غطت بجزء منها التزامات الشركة التشغيلية، إلى جانب تغطية حقوق الاقتراض.
وأوضح النويس أن الاستثمار الثاني للشركة سيكون من خلال إقامة مصنع لسحب الألمنيوم في منطقة خليفة الصناعية “كيزاد” لخدمة شركة إيمال للألمنيوم، باستثمارات تقدر بقيمة 800 مليون درهم، لإنتاج 50 ألف طن سنوياً.
ويتوقع أن يدخل المصنع مرحلة الإنتاج خلال عامين.
وبين ان الشركة تخطط لاستثمار ثالث من خلال إقامة مصنع لأنابيب الغاز، باستثمارات تقدر بنحو ملياري درهم، وذلك خلال العام المقبل، ليصبح من اكبر المشاريع الصناعية في أبوظبي في هذا المجال، ويمثل خطوة جديدة ضمن استراتيجية الشركة لإطلاق مجمع متعدد الانشطة لصناعات الحديد ومشتقاتها.
وقال النويس إن الشركة القابضة العامة ستواصل القيام بدورها الريادي عبر الاستثمارات ذات القيمة المضافة لتعزيز وتنمية القطاع الصناعي في أبوظبي، انسجاماً مع الرؤية الاقتصادية 2030 لإمارة أبوظبي، والتي تستهدف الوصول بمساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي للإمارة إلى 25%.
وأضاف أن الشركة تقوم بإعادة توظيف المبالغ النقدية الناتجة عن عملياتها في مشاريع صناعية ذات جدوى استراتيجية وتجارية في إمارة ابوظبي، بما ينسجم مع رؤية ابوظبي 2030، كما تستهدف تطوير ودعم الأصول والشركات في القطاعات الصناعية المعتمدة على الطاقة في الإمارة.
وبشأن خطط الخصخصة، قال النويس إن القابضة العامة تسعى إلى تحقيق مركز ريادي في تنويع القاعدة الصناعية في إمارة أبوظبي من خلال استثمارات صناعية جديدة وإنشاء الشركات وتطويرها ومن ثم خصخصتها، وتعتزم في هذا المجال خصخصة عدد من شركاتها في المستقبل.
واشار إلى أن الشركة تحاول إشراك القطاع الخاص في نجاحاتها من خلال توفير فرص استثمارية، وتمثل ذلك بنجاح في شركتي أركان لمواد البناء وأغذية، حيث دخل مستثمرون مع الشركة القابضة العامة في الشركتين باستثمارات جديدة، علاوة على أن الشركتين كانتا نموذجاً ناجحاً في تنمية الشركات وتكبيرها، وطرحها بعد ذلك للاكتتاب العام وادراجها في سوق ابوظبي للأوراق المالية.
واكد أن جميع الشركات التابعة للقابضة العامة، سواء كانت قائمة أو جديدة، مهيأة لطرح جزء من أسهمها للاكتتاب العام، وأن الشركة تنتظر الوقت المناسب لاتخاذ قرار بذلك، في ضوء التوجه العام للإمارة.
لكن الشركة لن تدفع بأي شركة إلي مرحلة الاكتتاب العام دون استكمال قدراتها على المنافسة في السوق.
وفيما يتعلق بخطط التوطين لدى الشركة وشركاتها التابعة، قال النويس إن القابضة العامة تمكنت من توطين 25% من كوادرها الأساسية، حيث توفر أكثر من 18 ألف وظيفة.
وتوفر التوسعتان الأولى والثانية في الإمارات للحديد، نحو ألف فرصة عمل.
وعلى صعيد التوسعات الخارجية، ألقى النويس الضوء على دراسة تجريها الشركة لعدد من الاستحواذات خلال العام الجاري في دول مجلس التعاون الخليجي، مشيراً إلى أن تلك الاستحواذات قد ترفع حجم الانفاق الاستثماري المخطط خلال الفترة المقبلة.
ووضعت الشركة خطة استراتيجية لتوسعات مابين عامين او ثلاثة تتبنى خلالها إطلاق مشاريعها الصناعية الجديدة، إضافة إلى صفقات الاستحواذات التي قد تبرمها الشركة خلال الفترة المقبلة.
ومن جهته، قال المهندس سهيل مبارك بن عثعيث العامري الرئيس التنفيذي للشركة القابضة العامة إن الشركة تلعب دوراً حيوياً ومهماً في تنفيذ استراتيجية أبوظبي الصناعية الرامية إلى بناء قاعدة صناعية متطورة.
وأوضح أن الشركة القابضة العامة انتهجت ثلاث استراتيجيات ناجحة في إدارة استثماراتها تمثلت في الشراكة مع القطاع الخاص والخصخصة والاستثمار المباشر.
وأضاف “لدينا تجربة مميزة في إدارة شراكة ناجحة بين القطاعين العام والخاص ممثلة بشركة الإنشاءات البترولية الوطنية، كما خاضت الشركة بنجاح تجربة الخصخصة، وطرحت شركتي أغذية وأركان للاكتتاب العام، وأصبحتا من ابرز الشركات الوطنية العاملة في مجالهماوأوضح العامري أن عام 2011 شهد تحقيق العديد من الانجازات التشغيلية، حيث أتمّت شركة “حديد الإمارات”، أضخم شركة متكاملة لتصنيع الحديد في دولة الإمارات، أعمال التوسعة في المرحلة الثانية والتي سترفع إجمالي طاقة الإنتاج إلى أكثر من مليوني طن، وترفع استثمارات الشركة حتى الآن إلى حوالي 10 مليارات درهم.
وأشار الى ان شركة دبي للكابلات “دوكاب”، شركة تصنيع الكابلات المتطورة تكنولوجياً، افتتحت مصنعاً لكابلات الجهد العالي والكابلات فائقة الجهد بلغت تكلفته 500 مليون درهم في خطوة تدعم تلبية متطلبات قطاع الكهرباء في دولة الإمارات وخارجها.
كما تواصل شركة الإنشاءات البترولية الوطنية، تركيز أنشطتها في السوق الآسيوية من خلال تنفيذ عدد من المشاريع الضخمة في الهند تتجاوز قيمتها 1,4 مليار درهم.
واضاف أن شركة “أغذية” استحوذت في ديسمبر الماضي على مصنع لتعبئة مياه الينابيع الطبيعية في تركيا، مما يتيح للشركة تعزيز مكانتها في سوق المياه المعدنية عالية الجودة المخصصة للشرب داخل الإمارات وعلى مستوى المنطقة.
عدد اليوم
