قلة الفنادق في الحرم المكي ترفع كلفة مناسك العمرة بالعشر الأواخر 50%

ارتفعت أسعار رحلات العمرة مع بدء العد التنازلي لشهر رمضان المبارك والدخول في العشر الأواخر منه بنسبة تصل الى 50% مقارنة بالأيام العادية ومستويات العام الماضي، لتتراوح كلفة الرحلة المتوسطة بين 20 إلى 30 ألف درهم، بحسب عاملين في حملات للحج والعمرة· ويرجع عاملون في مكاتب متخصصة بتنظيم رحلات الحج والعمرة ارتفاع الأسعار إلى نقص المعروض من الغرف الفندقيه بسبب أعمال التوسعة في الحرم المكي، مما أدى إلى هدم عدد من الفنادق المقامة، فضلا عن ارتفاع الطلب من جانب المقيمين بشكل يفوق عدد التأشيرات الممنوحة من الجانب السعودي، بعد تحديد عدد التأشيرات لشهر رمضان· وبحسب هؤلاء، فإن من يرغب في الحجز لمدة تقل عن عشرة أيام في العشر الأواخر من شهر الصوم، فإنه ملزم بدفع كلفة الرحلة للأيام العشر كاملة، مما يرفع الكلف على الراغبين بأداء المناسك· وبشكل عام، فإن سعر رحلة العمرة لثلاثة أيام في غير شهر رمضان يبلغ 3000 درهم ترتفع إلى 5000 درهم تبعا لتصنيف الفندق، ولكن بحسب أسعار الرحلات في الوقت الراهن، فإن أداء مناسك العمرة لثلاثة أيام تكلف صاحبها بين 6 آلاف و 9 آلاف درهم، مما يعني كلفة تتراوح بين 20 إلى 30 ألف درهم لعشر أيام· وامتلأت حجوزات رحلات العمره على متن الطائرات المتجهة للمملكة العربية السعودية، فيما نشطت حجوزات السفر خلال فترة العيد على وجهات أخرى، لا سيما من قبل مقيمين وعائلاتهم لزيارة بلادهم أو مواطنين بهدف السياحة· ويقول منفذ المبيعات في حملة التنوير للحج والعمره محمد نصر الدين ''لا يوجد مجال للحجز الآن، رحلات الطيران ممتلئه بالكامل''· ويضيف أن أسعار رحلات العمرة ارتفعت مقارنة برمضان الماضي بنسب تتراوح بين 20 الى 25%، وتضاعفت الأسعار في الأيام الأخيره من شهر رمضان· ويتفق مدير مكتب أبوظبي للسفريات محمد الصالحي مع نصر الدين في امتلاء الفنادق والطائرات لأداء مناسك العمرة، ولكنه أشار إلى أن الأسعار ارتفعت بنحو 40 إلى 50% مقارنة بالعام الماضي· وتتلقى مكاتب السفر والسياحة طلبات حجوزات مكثفة لفترة إجازة عيد الفطر، ازدادت وتيرتها بعد مرور نصف شهر رمضان المبارك، بحسب مسؤولين في مكاتب سياحة وسفر أشاروا في وقت سابق إلى أن ذلك ينذر بمواجهة صعوبات لإيجاد مقاعد شاغرة على متن طائرات لوجهات معينة· وتعد القاهرة وبيروت وعمّان التي تختص عادة بالمقيمين، ودول أوروبية وآسيوية، هي أبرز مقاصد العيد والوجهات المطلوبة والتي عادة ما تنال أكبر قسط من الحجوزات· ويشير نصر الدين الى أن سبب امتلاء رحلات العمرة وحجزها بالكامل بصورة سريعة نقص المعروض من الغرف الفندقيه بسبب هدم عدد من الفنادق في محيط الحرم المكي، ما رفع من حجم الطلب، وبالتالي ساهم في رفع الأسعار· ويشرح نصر الدين أن العشر الأواخر من رمضان كانت تقسم قسمين يضم كل قسم خمسة أيام لأن الفنادق كانت متوفره العام الماضي وتكفي للطلب الكبير، بينما الآن تتوفر رحله واحده للأيام العشر كاملة من دون تجزئة· وتتراوح أسعار الرحلات بين 8 آلاف إلى 30 ألف درهم، تبعا لنوع وتصنيف الفندق، بحسب نصر الدين· ويوضح الصالحي أن أسعار تذاكر الطيران ارتفعت بنسبة 20%، بينما ارتفعت أسعار الفنادق في مكه 50%· ويقول الموظف في حملة المارية للحج والعمره محمد السيد ''تضاعفت أسعار رحلات العمره في العشر الأواخر''· وساهم تخفيض عدد التأشيرات الممنوحة للمعتمرين برفع أسعار الرحلات العام الحالي، بحسب السيد· ويقول مسؤول في ''الاتحاد للطيران''، فضل عدم ذكر اسمه، إن نسب إشغال طائرات الاتحاد تجاوزت الـ85% في الفتره الحاليه سواء لرحلات العمره أو لرحلات عيد الفطر المتوجهة بشكل أساسي إلى دول الشرق الأوسط· ورغم ارتفاع الأسعار، فإن الحجوزات لرحلات العمرة بلغت 100%، إذ قامت شركات الطيران بتوفير رحلات إضافية لاستيعاب الطلب المتزايد· وكان مصدر مسؤول في ''الاتحاد للطيران'' قال إن الشركة تعتزم توفير 24 رحلة إضافية خلال شهر رمضان المبارك بين مدينتي أبوظبي وجدة، كما ستقوم بإضافة رحلات خاصة إلى المدينة المنورة وأن الأسعار تخضع للعرض والطلب· وتم البدء بتشغيل الرحلات الإضافية منذ مطلع سبتمبر وتستمر حتى 2 أكتوبر، حيث ستعمل هذه الرحلات على تعزيز الرحلات المنتظمة البالغ عددها 28 رحلة والتي تقوم الاتحاد بتسييرها أسبوعياً إلى وجهاتها في المملكة العربية السعودية إلى كل من الرياض وجدة والدمام· وكان جيمس هوجن الرئيس التنفيذي لـ''الاتحاد للطيران'' قال في بيان صحفي صادر عن الشركة في وقت سابق، إن ''الرحلات الإضافية من أبوظبي إلى جدة ستلبي الطلب الهائل من جانب المسافرين لأداء العمرة خلال شهر رمضان المبارك، وستعمل أيضاً على تعزيز خيارات السفر إلى الوجهات البعيدة بمستوى هائل أمام الجاليات المسلمة عبر شبكتنا مع فترة قصيرة للربط في أبوظبي إلى العديد من الخطوط'