الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«البنك الجوال» يغزو أفريقيا

«البنك الجوال» يغزو أفريقيا
23 ابريل 2015 21:50
أبيدجان (أ ف ب) يلقى البنك الجوال الذي يسمح بإنجاز بعض المعاملات المصرفية بواسطة هاتف جوال بدون امتلاك حساب مصرفي، نجاحاً غير مسبوق في أفريقيا جنوب الصحراء ما يثير إقبالاً كبيراً، ولو أن النموذج المعتمد لمثل هذه العمليات لا يزال بحاجة إلى تطوير. وبحسب البنك الدولي، فإن أفريقيا هي المنطقة الوحيدة من العالم التي يمتلك متوسط 10? من البالغين فيها حساباً على الجوال، وهي نسبة تصل إلى ما يزيد على 50? في بعض الدول مثل الجابون وكينيا والسودان، إلى حد أن المؤسسة الدولية ترى في هذا النموذج أداة لنشر التعامل مع المصارف بشكل مكثف. وتعرض الخدمات المصرفية الجوالة على العملاء في الوقت الحاضر عمليات بسيطة نسبياً، مثل شراء وحدات للهاتف الجوال، وتسديد فواتير الماء والكهرباء، وتحويل مبالغ مالية. وفي 2014، بلغ حجم تحويلات المهاجرين إلى القارة حوالي 67 مليار دولار عبر هذه المعاملات الجوالة، التي تقتطع عمولة أقل من عمولات مكاتب التحويل التقليدية من نوع وسترن يونيون. وقال البان لوهيرن، مدير شركة «أورانج ماني»، فرع الخدمات المصرفية الجوالة التابعة لشركة «أورانج» الفرنسية لتشغيل الهاتف: «إن دفع فواتير الكهرباء في أفريقيا يتطلب نصف نهار، لأن ثمة مراكز قليلة جداً يمكن إتمام ذلك فيها. هناك مكسب اجتماعي حقيقي في تسديدها من دون الاضطرار إلى التنقل». ويمكن أن يصل حجم أعمال هذه السوق إلى 1,5 مليار دولار عام 2019، بحسب تقديرات مجموعة بوسطن كونسالتينج غروب، التي تتوقع أن يرتفع عدد الأفارقة، الذين يستخدمون هاتفاً جوالاً إلى 400 مليون بحلول هذا التاريخ مقابل 300 مليون اليوم. وقال عثمان عمري، المحلل في مجموعة بوسطن: «هناك شركات كثيرة تنشط في هذا القطاع الحديث جداً، ومعظم مشغليه شركات ناشئة تعمل على إيجاد موقع لها. لكن بمعزل عن خدمة إم-بيسا، التي فرضت نفسها بقوة في كينيا، ليس هناك حتى الآن عملاء مرجعيون». ويقوم نجاح إم-بيسا، التي أطلقها مشغل الهاتف «سافاريكوم» (يملك 40% منه عملاق الاتصالات البريطاني فودافون) بشكل رئيسي على بيئة تنظيمية وفنية مؤاتية جداً، ما لا يساهم في جعله نموذجاً قابلاً للتصدير بسهولة. وأوضح جورج فيري، المستشار في شركة رولان برجيه، «كانت هناك مصاعب كثيرة، وحتى نقاط فشل في هذا القطاع باستثناء إم-بيسا. ومن أجل أن ينجح فهو بحاجة إلى تنظيمات مؤاتية، وإلى تحول ثقافي، لأن هناك ثقافات تعتبر أن المال يعني النقد». ورأى عمري أنه «ينبغي ابتكار نموذج غير موجود اليوم. والمعادلة الاقتصادية ستكون في غاية الأهمية، لأن الزبائن الذين نتوجه اليهم أصحاب دخل محدود جداً. يجب أن يكون النموذج متدني الكلفة، لأنه إن كانت كلفة إتمام المعاملة توازي كلفة مصرف تقليدي، فسيكون من الصعب جعل العملية مربحة». وأقر البان لوهيرن بأن العائدات على الاستثمار تستغرق وقتاً طويلاً نسبياً، لأنه ينبغي الانتظار ريثما يصبح التعامل الرقمي بالمال من ضمن العادات، مشيراً إلى أن خدمة «أورانج ماني» باتت تمثل حالياً أكثر من 5? من رقم أعمال المجموعة. وقال: «أطلقنا هذه الخدمة لكسب وفاء زبائننا، وهي تأتي بنتيجة ممتازة على هذا الصعيد. ومع السنوات أدركنا أنها مصدر دخل بحد ذاتها، وأنها بالتالي محور نمو جديد للمجموعة». وتعد الشركة عرضاً لمنح قروض عبر الهاتف الجوال، بالاشتراك مع مصرف أيكوبنك الأفريقي، وتدرس عرض خدمات ادخار وتامين. وقال عمري إن قسماً كبيراً من الشعوب الأفريقية يستخدم خدمات مالية غير أنها خارجة عن الأنماط المعروفة، وحين نحتاج إلى الاقتراض نمر عبر أنظمة صناديق جماعية وقروض عائلة، لكن المصرف الجوال يمكن أن يشكل بديلاً على صعيد الكلفة والأمن».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©