الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الوسوسة تفسد العبادات

الوسوسة تفسد العبادات
23 سبتمبر 2008 00:27
تفسد الوسوسة الطاعات والعبادات، وتعد مرضاً خطيراً يصيب القلب والعقل ويتسلط على من سقط في الجهل واستولى عليه الشك حتى يصير بلا تمييز، وتعد من البدع السيئة وأقبحها، لأنها من عمل الشيطان الذي غايته إيقاع الإنسان في تيه الضلال والحيرة وإبعاده عن منهج الإسلام القويم· ويقول الدكتور زكي عثمان الأستاذ بكلية الدعوة جامعة الأزهر: الوسوسة سلوك مرفوض، لأنها لا تقتصر على العبادات التي تفسدها، بل تسلط على جميع سلوكيات الإنسان وتصرفاته· ويوضح أن من أخطر مظاهرها أن يستشعر الإنسان المرض في جميع أعضاء جسده من غير أن يكون مصاباً بأي مرض، ولكن الوسواس يهيمن على عقله فيربطه بأحاسيس أعضائه ولأهون الأسباب، يجري إلى الأطباء ويظل مستغرقاً في وسوسته فلا يؤدي عملاً، ويقعد عن السعي، ويفسد علاقته مع أهله وجيرانه وأصدقائه وغيرهم، وكلما تمكن المرض من الإنسان ابتعد عن نور الإيمان والفلاح· وأوضح أن الأسباب التي تؤدي إلى هذا المرض كثيرة، وأهمها عدم الحرص على اتباع منهج الرسول -صلى الله عليه وسلم- والابتداع في التصرفات والعبادات والطاعات، والاستجابة السريعة لهمزات الشيطان، والاندفاع إلى الغلو والإسراف في الدين واعتبارهما اجتهاداً واحتياطاً فيه، وعدم الالتفات لقول الرسول عليه الصلاة والسلام: ''دع ما يريبك إلى ما لا يريبك''، وقوله عليه الصلاة والسلام: ''من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه''· والعناد والكبر من الأمور التي تصرف الإنسان عن طاعة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، حيث يحرص المكابر المعاند على مجالس اللهو والخلاعة، ويبتعد عن الطاعات فيتحقق فيه قول الحق سبحانه: ''استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون'' المجادلة: الآية ·19 وعن علاج الوسوسة يقول الدكتور عثمان: يجب على المسلم أن يأخذ باليقين، وأن ينبذ كل ما يأتي عن طريق الشيطان والهوى حتى يتحقق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :''دع ما يريبك إلى ما لا يريبك''· فعلينا أن نبتعد عن الغلو في الدين والإسراف فيه، يقول الله تعالى:''يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم'' المائدة الآية ·77 ويدعونا الله تعالى إلى عدم الإفراط والتفريط، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول:''إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا''، فالواجب على المسلم أن يلتزم التوسط في كل الأمور من غير إفراط ولا تفريط، وأن يعلم الأكمل ويعمل ما يقرب منه· ويؤكد أن مواجهة هذا السلوك المقيت تكون بتلاوة القرآن الكريم وحفظه، لأنه حصن من همزات الشيطان، فالقلب الخرب الذي ليس فيه من كتاب الله شيء وكذلك البيت الخرب مرتع للشيطان، ومتى كانا كذلك استحوذ عليهما الشيطان فدمر صاحبهما· ولهذا علينا أن نكثر من تلاوة القرآن في البيت، وأن نجعله ربيع قلوبنا، فإن الشيطان لا يجد له سبيلاً إلى اقتحام هذا الحصن· وكذلك كثرة الاستغفار والأذكار والأدعية المأثورة والصلاة والسلام على النبي -عليه الصلاة والسلام- والإقبال على الطاعات، فكل ذلك يبطل كيد الشيطان ويجعل الإنسان آمناً من وسوسته· ويشدد على ضرورة التحصن بالعلم ومعرفة أمور الدين والحلال والحرام، وأن يكف المسلم عن الاسترسال في الوسوسة والأمور التي تدخل الشك إلى قلبه، وأن يستعيذ بالله دائماً· يقول الله سبحانه وتعالى: ''وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون'' الأعراف الآيتان 200-·201 ولابد من الدعاء والالتجاء إلى الله تعالى بأن يثبت قلوبنا على الإيمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©