أرقام من الدوري وقراءات في نتائج المباريات، ندمج الماضي بالحاضر ونقتحم المستقبل ونرصد ما بين السطور وما خفي من المؤشرات، نستعين بالتاريخ كثيراً لكي يكون الحاضر أكثر جمالاً، نعطي كل ذي حق حقه ونعاتب كل مقصر من أجل دوري أجمل وكرة قدم تعشقها الجماهير·
إنها قصاصات من الأمس الجميل، وحروف من الحاضر تكون قراءة للمستقبل·· فرق ولاعبون ومدربون وأسماء لا تغيب عن الأنباء ونجوم تأفل وأخرى تسكن الذاكرة ولعبة الكراسي الموسيقية بين فرق الدوري·
قراءات نكتبها لكم لكي تقرأوها وتعيشوا أجواءها، وملفات نتصفحها ونعرض أوراقها وما بين كل جولتين لنا معكم موعد وتاريخ متجددين·
انطلقت الجولة الأولى من دوري المحترفين لكرة القدم وبدأت عجلة المسابقة التي انتظرناها طويلاً في الدوران·· وبعد 34 عاماً من الهواية دخلت كرة الإمارات عالم الاحتراف، هذه الكلمة السحرية التي يظن البعض أنها ستكون الحل السحري لكل مشكلاتنا الكروية، لكن الجميع على قناعة بأن الاحتراف منظومة متكاملة لا تتجزأ، وأن الإخلال بأي جزء منها قد يجعلنا نقف في المكان نفسه ولربما نتحسر أيضاً على زمان الهواية·
ولنعد إلى الملاعب الستة التي أُقيمت عليها مباريات الجولة الأولى من المسابقة الجديدة في نسختها الأولى والتي يطيب للبعض إطلاق اسم دوري الملايين عليها·· وما حدث هو أننا انتظرنا نجوم الملايين، فجاءت المتعة من المواطنين·· وجاءت الأهداف بتوقيع الذين يتحدثون اللهجة المحلية، بينما غاب اللاتينيون باستثناء أجانب العين الذين مثلوا العلامة الفارقة وسط عدد كبير من اللاعبين الأجانب·
ولنبدأ بالعين الذي كان أكثر إمتاعاً وإقناعاً بعد مرور الجولة الأولى وسجل النتيجة الأبرز وبها تصدر، هز الزعيم شباك الملك أربع مرات ولم تتعرض شباكه لأي هدف ليطلق إنذاراً شديد اللهجة لجميع الفرق ولما لا فقد وظهر كل نجومه بشكل متميز وعلى وجه الخصوص الساحر الجديد فالديفيا والمغربي العلودي، أما البرازيلي دياز فكان متميزاً للغاية وسجل هدف السبق الذي دخل به تاريخنا الكروي الحديث·
وساعد العين على التميز، تواضع مستوى فريق الشارقة الذي كان بلا حول ولا قوة، وعانى من غياب مجموعة من أبرز نجومه، ولكن هذا ليس بمبرر كاف لأن ينهار الملك بهذه النتيجة الثقيلة·
الأهلي هو الفريق الذي نافس العين في التميز، فقد حقق الأحمر فوزاً مستحقاً خارج ملعبه على غريمه النصر بأربعة أهداف مقابل هدفين·· وفي الفرقة الحمراء، كان ظهور المواطنين متميزاً وسجلوا ثلاثة أهداف، بينما تكفل البرازيلي سيزار بتسديد ركلة الجزاء·· وأطلق الأهلي من ملعب النصر أيضاً إنذاراً وأعلن نواياه وسقف طموحاته·
أما النصر، فخسر ولم يكن الفريق سيئاً، لكن ما حدث بعد المباراة من قبل المدرب الصربي لوكا كان سيئاً، وليس من الحكمة أن يعالج المدرب الأمور بمثل تلك التصريحات خصوصاً أننا في بداية الموسم وفرص التعويض قائمة·· وبقي أن نقول إن محمد عمر ظهر باللون الخامس في تاريخه مع الأزرق وسجل كالعادة·
وكان الظفرة أيضاً من المتميزين في الجولة الأولى وحققت فرقة قويض فوزاً مستحقاً على الخليج في خورفكان وبثلاثة أهداف مقابل هدف ليعلن عن جاهزيته الدخول في معمعة المحترفين، أما الخليج فلا يزال بعيداً عن ''الفورمة''، ويحتاج إلى الدخول في الأجواء سريعاً قبل فوات الأوان·
وفي دبي، حقق بطل آخر دوري هواة المطلوب، وعبر الشعب بهدفين ليؤكد عزمه على المضي قدماً في الدفاع عن مكتسباته في الأخيرة حتى لو تغيرت كل مسميات المسابقة، أما الشعب فلا أحد يعلم إلى أين تتجه سفينته هذا الموسم، وهل هو قادر على التفاعل مع واقع المحترفين؟
وفي عجمان، كان الظهور الأول للضيف الجديد عندما استضاف الوصل في المباراة الأولى وخسرها البرتقالي بهدف نظيف احتجت عليه جماهير عجمان، وأثبتت كل آراء الخبراء أن الهدف صحيحاً، وعلى الرغم من الخسارة فقد كافح عجمان بشكل يدعو للإعجاب· وعلى الرغم من الفوز لا يزال الوصل بحاجة إلى الكثير لكي يقنع جماهيره بجديته في المنافسة·
ومسك الختام الجولة، كان ديربي العاصمة وفيه انتظرنا اللاعب الأغلى في تاريخ الكرة الإماراتية، ولكنه غاب رغم وجوده في أرض الملعب، ولكننا استمتعنا بمباراة جميلة من الفريقين انتهت بتعادل عادل ونقطة واحدة لا تسد الرمق ولكنها أفضل من لاشيء·
أول هدف بتوقيع برازيلي
كان السباق على أشده بين المهاجمين في سعيهم لإحرز هدف السبق في البطولة الجديدة، والكل كان يطمح لكي يكون الأول·· أول من يهز الشباك في دوري المحترفين في انطلاقته التاريخية، ودوّن التاريخ اسم اللاعب برازيلي دياز الذي انضم هذا الموسم إلى العين بعد أن شارك مع الوصل في الموسم السابق·
دياز دارت حوله الكثير من الأقاويل وتوقع البعض الاستغناء عنه ، لكن القدر كان يخبئ له هدفاً تاريخياً هو الأول في أول دوري محترفين، وفي المباراة التي جمعت العين مع الشارقة لم ينتظر البرازيلي أندريه دياز أكثر من دقيقتين ليسجل الهدف التاريخي الذي سيحفر به اسمه في تاريخ البطولة لأجيال وأجيال قادمة·
عمر وسالم في صدارة الهدافين
شهدت الجولة الأولى تسجيل 19 هدفاً، وكانت الأفضلية لمهاجمي العين والأهلي، حيث سجل مهاجمو كل فريق أربعة أهداف، بينما صام مهاجمو الشعب والشارقة وعجمان عن التسجيل·
ومن أصل الأهداف الــ19 كان نصيب المهاجمين المواطنين 13 هدفاً مقابل ستة أهداف فقط للأجانب، وهي تدل على تفوق ملحوظ للاعبينا المواطنين على نظرائهم الأجانب في الجولة الأولى رغم أن المبالغ التي تم جلب الأجانب بها هي من فئة الأصفار السبعة، ومع ذلك لا يجب أن نحكم فهي مجرد جولة والقادم أكثر·
ووسط قائمة مسجلي الأهداف، يبقى الثنائي المواطن محمد عمر لاعب النصر ومحمد سالم لاعب الظفرة الوحيدان اللذان كسرا حاجز الهدف، حيث سجل كل منهما هدفين تصدرا بهما الجولة الأولى لدوري المحترفين تهديفياً·
وفي الجولة الأولى، فاز العين والأهلي والشباب والظفرة والوصل، وخسر الشارقة والنصر والشعب والخليج وعجمان، وكان التعادل من نصيب الوحدة والجزيرة والبداية قد تكون عنوان لما هو قادم ولكن ليس بالضرورة فالعبرة تكون دائماً في الخواتيم ولأننا في البداية فلا يزال الحكم مبكراً للغاية ولكن دعونا نستعرض كيف تبدأ الفرق الاثنا عشر موسمها في العادة
عدد اليوم
