الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محللون وسياسيون تونسيون: القيادة القطرية تواصـل نهج الانعزالية

4 يوليو 2017 00:36
ساسي جبيل (تونس) أكد محللون وإعلاميون تونسيون أن عناد قطر واعتقادها أن العزم على الخروج عن الصف العربي والتعنت والتصميم على الرهان على جواد خاسر وربط علاقات «إيجابية وبنّاءة وأقوى» مع إيران وتركيا هو الحل، ما هو إلا رهان خاسر وظرفي ومآله الفشل ويقوض أي جهود لحل الأزمة. وأكدوا أن الوضع الحالي يتطلب من قطر تصحيح مسار سياستها، بما يؤكد التزامها بجميع تعهداتها السابقة، ويلبي المطالب التي قدمت لها، حفاظاً على أمن واستقرار المنطقة، محذرين من أنه إذا لم يتم الاستجابة لمطالب دول المقاطعة الأربع، السعودية والإمارات والبحرين ومصر، فإن ذلك سيؤدي إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة وسيكون من الصعب على قطر مواجهتها وعندها لن تجد من يقف إلى جانبها ولا من يحل مشاكلها ولا من يساندها، وتكون العزلة والقطيعة من نصيبها ولا ينفع بعدها الندم ولا التدخلات ولا حتى الاعتذار. وقال علي الخميلي رئيس تحرير قسم الأخبار بالقناة التلفزيونية «الجنوبية» التونسية لـ «الاتحاد»، إن قطر وبعد رفضها لعملية تصحيح مسار سياستها، تصر بكل عناد على مزيد من التمزيق للصف العربي ودعم الإرهاب بما يشوه الدين الإسلامي الحنيف والبريء من قطر ومن كل أشكال إرهابها، وبالتالي عدم الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة. وأضاف الخميلي أن كل المعلومات التي عرفها ووقف على حقائقها الشعب التونسي فيما يتعلق بما يسمى بالربيع العربي، شأنه شأن الشعب في الشقيقتين مصر وليبيا، تثبت ضلوع قطر في تمويل الإرهاب والتطرف ودعمه ورعاية رموزه، واستغلال قناة «الجزيرة» كمنبر إعلامي مزور للحقائق ومروّج للعنف، ومشيد بالإرهابيين الذين يظهرهم بمظهر الملائكة والأبطال والقادة من خلال برامج بثتها، وعبر مقابلات معهم وتغطيات خاصة تخدم كل العمليات الإرهابية، وتضخمها مقابل شيطنة كل الأطراف الأخرى. وقال إن الدول الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) ثبّتت العملية بالحجج والبراهين وأنارت السبيل للرأي العام العربي والعالمي، وأبرزت كيف أن الجزيرة ومن ورائها قطر أشادت بالقتلة المجرمين الذين سفكوا الدماء ودمروا البلدان والممتلكات والأرواح بلا رحمة، كما قامت بخلق الفتن في أكثر من وطن، مواصلة بذلك سياسات التخريب الممنهج الذي يمس الأمن القومي العربي وما يترتب عنه من إضعاف استراتيجي للموقف العربي في صلب المعادلة الإقليمية والدولية. وأضاف أن جل التطورات الجارية في منطقة الخليج تؤكد أن القيادة القطرية تواصل بما لا يترك أي مجال للشك، نهج الانعزالية والمثابرة في توخي منطق التعنت أمام الأصوات المتعالية من أغلب العواصم العربية وحتى غيرها من العواصم الأخرى، لإثناء الدوحة عن مواصلة سياسات التدمير والإرهاب والتزوير والمراهنة المعلنة على التيار الإخواني والتسويق له كبديل رئيس للأنظمة العربية القائمة. وأكد أن قطر بعنادها ورفضها لمطالب الدول الأربع ونهاية المهلة المحددة لها، تكون قد حكمت على نفسها بالانتحار بمواصلة مراهنتها على تيار لا يملك إلا القدرة على ضرب السلم والمدنية مقابل العجز الناجز على إدارة الدولة والاستمرار في الحكم سلمياً، إضافة إلى إفلاس الرهان الإخواني وفضح الدور المشبوه الذي تقوم به سياساتها الخرقاء في عموم المنطقة العربية، وبالتالي فإن أسوأ السيناريوهات ستكون لقطر، لعل أهمها رفض الشعب القطري للعزلة والانتحار وإعلان انتفاضته على النظام القائم والعنيد الفاشل الذي يؤكد خيبته بتنويع وتوسيع الوجود العسكري الأجنبي على أراضيها، وخاصة التركي والإيراني في محاولة منه لامتصاص الضغط الداخلي غير المعلن، خاصة إذا ما اتخذت الدول الأربع إجراءات أخرى أكثر تصعيداً للضغط على قطر، سواء محاولة عزلها مؤسساتيا عن محيطها الخليجي من خلال تعليق عضويتها داخل مجلس التعاون الخليجي، أو عزلها عربياً ودولياً من خلال توسيع رقعة المقاطعة، وتنويع مستوياتها ومجالاتها عبر خلق تكتل يضم حلفاء وأصدقاء كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، مؤكدا أن المقاطعة الدائمة ستكون هي الحل وعندها فإنه من الصعب على العقلية القطرية أن تستوعب ما يحدث حولها، لتحاول بعنادها تشغيل آلتها الإعلامية المستهلكة ودعايتها الشعبوية المكشوفة، وتحريك دبلوماسيتها المُضللة، والتي كلها لن تنفع ولن يكون مآلها غير الفشل بعد أن تكون قطر قد خسرت فرصتها الأخيرة. أما الإعلامي عز الدين الزبيدي فقد أكد أن قطر لن تستطيع أن تفعل أي شيء، ولن تعرف كيف تتعامل مع المستقبل بعد المهلة التي توفرت لها للاستجابة لمطالب الدول المقاطعة، مضيفا أن قطر كانت قد وافقت ووقعت على ذات المطالب (مع إضافة بعض البنود الأخرى) في اتفاق الرياض في العام 2014، وبالتالي فإن السؤال الذي يفرض نفسه هو: لماذا رفضتها هذه المرة واعتبرتها استفزازية بعد أن وجدت الحل الهش الذي يعتمد عملية الاستقواء بإيران وتركيا حلاّ لعدم الإيفاء بتطبيق المطالب نتيجة للعب على المتناقضات وعدم فهمها للواقع الجديد والقواعد الجديدة للعبة، خاصة أن من أهم وأبرز المطالب العربية تكمن أساسا في التوقف عن دعم الإرهاب، والتوقف أيضاً عن إثارة القلاقل وتأزيم الأوضاع في الدول العربية، وبالتالي فإن ما تم إقراره يعتبر حقاً مشروعاً للدول المقاطعة الأربع من أجل حماية أمنها واستقرارها وشعوبها. وأضاف الزبيدي أنه وبعد مد المهلة تكون قطر قد حصلت على فرصتها الكاملة في النظر في مطالبات الدول المقاطعة كي تركز جهودها بالتفكير في مستقبلها ضمن المجموعة الخليجية والمجموعة العربية أو الخروج منها دون أن تنسى أن المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر وبعض الدول العربية والخليجية الأخرى صبرت كثيراً على سياستها الخارجية التي قامت من خلالها بتأزيم الأوضاع في العديد من دول المنطقة، كما دعمت الإرهاب ومولت وسلحت الإرهابيين، قبل أن تعتمد بكل تعنت وعبث إدخال الجيوش الأجنبية إلى جزيرة العرب لمحاربة أشقائها. وأضاف أنه من الواضح أن قطر مازالت تتخبط بشكل هستيري، وعبثي معتبرة أن المطالب غير منطقية واستفزازية، قبل أن يصرح وزير خارجيتها بأن قطر ليس لديها مخاوف ومستعدة لمواجهة أي تداعيات بعد انتهاء «المهلة»، وبالتالي فإنه واعتباراً من يوم غد الأربعاء ستتجه أنظار العالم إلى ملعب الدول المقاطعة، وإلى الرياض والقاهرة بالتحديد لمعرفة الخطوة التالية من ناحية قطر بعد دراسة ردها على المطالب. وأشار الزبيدي إلى أن المتتبع لسياسة قطر المرتبكة والخرقاء والجائرة سيلاحظ محاولاتها البحث عن طرق وأساليب لمحاولة إقناع العالم بأنها مستهدفة من قبل الدول المقاطعة، قبل الرمي بنفسها بين أحضان الغرب واستجدائه ليخرجها من أزمتها، واعتقادها بأن اقترابها الساذج من إيران سيخيف الدول الخليجية والعربية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©