الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الغرب لا يهتم بفتاوى حاخامات إسرائيل كموجّه لسياسات حكومتها

الغرب لا يهتم بفتاوى حاخامات إسرائيل كموجّه لسياسات حكومتها
30 يونيو 2010 21:58
التطرف ظاهرة إنسانية ليس وقفا على مجتمع بعينه او ثقافة بذاتها، وان كان الغرب يحاول اعتبار التطرف سمة خاصة بالمسلمين والعرب، بينما المجتمع الإسرائيلي يعج بالتطرف ويغمض الغرب عينه عما يجري فيه، تجاه العرب والمسلمين والمسيحيين وحتى بعض اليهود مثل يهود أثيوبيا، وقد عكف د. منصور عبدالوهاب استاذ اللغة العبرية بجامعة عين شمس على فتاوى حاخامات اليهود في اسرائيل، سواء تلك التي تصدر عن بعضهم كأفراد او تصدر عن الحاخامية كمؤسسة واخضعها للدراسة ويقدم من خلالها جذور التطرف، والعنصرية في المجتمع الإسرائيلي. آلية للسيطرة “فتاوى الخامات” تشغل مكانة رئيسية ضمن مكونات آليات التحكم والسيطرة في المجتمع الاسرائيلي، وفي بعض الاحيان تكون المحرك الأكبر لموقف المجتمع تجاه بعض القضايا، وليس من الضروري ان تتعلق هذه القضايا بأمور تشريعية لليهودي في حياته أو امر من امور العبادات والاحوال الشخصية مثل الميراث والزواج والطلاق، فقد تصدر الفتوى من حاخام عند حدوث واقعة لا تتعلق بالمجتمع الإسرائيلي ذاته، فقد أصدر بعض الحاخامات فتوى تتعلق بالتسونامي أو باعصار كاترينا الذي ضرب بعض المناطق في الولايات المتحدة واصدر بعض الحاخامات فتاوى تتعلق بقرار تتخذه الحكومة الإسرائيلية، مثل قرار شارون عام 2005 بفك الارتباط من جانب واحد مع قطاع غزة، فقد حرمت بعض الفتاوى هذا الانسحاب وجرمت من يقوم بإخلاء المستوطنات تمهيدا للانسحاب. لم تقف فتاوى الحاخامات عند الأمور الداخلية للحكومة الاسرائيلية أو المجتمع الإسرائيلي، لكنها امتدت إلى التعامل مع العرب، فقد صدرت فتاوى عن كبار الحاخامات في اسرائيل تحرض على التخلص من العربي حتى لو كان طفلا رضيعا او سيدة او مسنا من المدنيين العزل الذين لا علاقة لهم بشؤون القتال والمقاومة، كما صدرت فتاوى لا تقل خطورة تتعلق بالاماكن المقدسة في فلسطين مثل المسجد الاقصى، وكذلك الأماكن المقدسة لدى المسيحيين في فلسطين، وهذه الفتاوى تلعب دورا في تشكيل البنية الفكرية للمجتمع الإسرائيلي وتحديد آليات تعامله مع الآخر، وفي السنوات الاخيرة كثرت الاهانات والسباب في المجتمع الإسرائيلي للنبي محمد - صلى الله عليه وسلم - وامتدت الإهانات والاعتداءات على المساجد والكنائس، ولم يكن غريبا ان يصدر ذلك عن الذين تربوا على تلك الفتاوى، نذكر هنا الاعتداء على كنيسة المهد ابان انتفاضة الأقصى ومحاصرتها من القوات الإسرائيلية لمدة اربعين يوما واطلاق النار عليها لارغام المحتمين بها على الخروج لتسليم انفسهم، اضافة إلى واقعة الاعتداء على مسجد “حسن بك” في يافا، حيث وجد المصلون قطعة من القماش مكتوبا عليها اسم النبي محمد وعبارات مسيئة له، وحين فتحوا القطعة وجدوا فيها رأس خنزير، فضلا عن الاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى والمناطق الاثرية المحيطة به، وكلها آثار اسلامية. ثبت بالفتاوى ويقدم د. منصور ثبتا بالفتاوى التي صدرت مثل فتوى أصدرها الحاخام “شموئيل إلياهو” ردا على سؤال من أحد الاسرائيليين يقول “هل يجوز أن اعطي العربي معلومات عن شقق للإيجار في حي هيدرا بحيفا”؟ وجاءه الجواب: حرام بالتأكيد في هذه الايام تأجير أي شقة لعربي من غزة او الخليل قد يحولها لمخبأ للسفاحين، او أداة لمؤامراتهم. سؤال آخر إلى نفس الحاخام يقول: أنا اعيش في مدينة مجاورة لمدينة عربية، ونتيجة لذلك فإنهم للأسف، يدخلون مدينتنا، كما يشتري منهم بعض اليهود، بل وفي بعض الاحيان يستخدمونهم في اعمال مثل عمليات الترميم وما شابه ذلك، وسؤالي هو: “أيهما افضل الشراء من يهودي يدنس السبت، أم عربي؟ اشكرك مقدما على إجابتك التي ستساعد كثيرين من سكان المدينة” ويحمل السؤال توقيع يوسف ناصر. وجاءت اجابة الحاخام على النحو التالي “تعامل معهم مثل العرب الذين يحملون جنسية عربية اخرى. فالجنسية لا تجعلهم شيئا آخر وفي كل الاحوال يجب الشراء من اليهود”. وهناك فتاوى تتعلق بالتعامل مع غير اليهود تمتليء بالعجب العجاب ونقرأ بعض الفتاوى “ان وجود حكم أو أمر يبيح القاء التحية على الاغيار هو في حد ذاته أمر مهين حتى لو كانت الاباحة تأتي بدافع حسن المعاملة. وفي مواضع أخرى يتساءل مواطن:”هل يجوز تناول خبز الاغيار؟ ويرد الحاخام موشيه كاتسي بالقول “تناول خبز قام بخبزه احد الاغيار حرام وليس الخبز فحسب، ولكن حرام ايضا تناول أي طعام طهاه أحد الاغيار”. هجوم على المسيحية ويسأل أحدهم الحاخام شموئيل الياهو سؤالين الأول: ما الفرق بين احراق النساء وقتل طفل صغير وشرب القليل من الخمر؟ والثاني: ما الفرق بين حرب المسلمين من أجل بلادهم وحرب تنظيمي ايتسل ولحي في الماضي. ويحمل الرد هجوما عنيفا على الديانة المسيحية والاخلاق المسيحية ومبدأ “أدر له خدك الايسر” ثم يصل الحاخام الى القول: اما نحن فنقول: ان جاء ليقتلك فاسبقه واقتله. واذا كان الطفل المسكين ذا العينين الزرقاوين الذي يرقد ضاحكا في مهده سوف يكبر ليصبح هتلر فالشريعة اليهودية تأمر بقتله حيث ورد فيها: “وحطم رأس أخطر الافاعي”. كذلك “اذا كان من الواضح لك ان الطفل الذي يأكل ويشرب سوف يكبر ليكون لصا ينهب الناس ويقتل منهم العشرات أو المئات أو انسانا واحدا فاقض عليه الآن”. اما بالنسبة للحروب، فانتهى الحاخام الى القول حرفيا: “لقد كانت ارض اسرائيل ملكا لنا وستظل كلها لنا ولحسن حظنا ان المسلمين ايضا يعرفون ذلك. لهذا ففي نهاية الامر كلما اسرعنا باستيعاب حقيقة ان هذه الارض ملك لنا، سيتضح لهم انه ليس هناك ما يمكن الحديث عنه في هذا الشأن وسيهربون من هنا مثلما حدث في عام 1948 وسيكون ذلك افضل ليس لنا فحسب بل لهم ايضا. وهناك بعض القيادات الفكرية أو السياسية في اسرائيل وفي احيان اخرى رجال دين يرفضون بعض الفتاوى ويوضحون الاثر المدمر لها على المجتمع الاسرائيلي أو على علاقة اسرائيل كدولة بالمواطنين العرب بها، وكذلك علاقة اسرائيل بالعالم الخارجي سواء كان العالم الاسلامي أو العالم المسيحي، وهناك من ينتبه الى تناقض هذه الفتاوى مع المبادئ الانسانية العامة وقوانين حقوق الانسان . الكتاب: فتاوى الحاخامات رؤية موضوعية لجذور التطرف في المجتمع الاسرائيلي المؤلف: د. منصور عبدالوهاب الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 2010
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©