الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أبيض الذهب» يصنع «المجد والفرح» في 288 يوماً

«أبيض الذهب» يصنع «المجد والفرح» في 288 يوماً
22 أغسطس 2016 21:48
فيصل النقبي (دبا الفجيرة) يقف التاريخ شاهداً على إنجاز سطره الأبطال بحروف من نور وأشعة ذهبية، إنهم جيل «المجد والذهب»، صانع الفرحة الكبيرة، بل إنهم «حبة الكرز» التي زينت بستان الرياضة الإماراتية، وأصبح إنجاز التأهل إلى نهائيات كأس العالم «إيطاليا 1990» خالداً في صفحات التاريخ، ولم لا؟ وهو الإنجاز الذي تحقق بفضل جيل ذهبي تخطى الصعاب ورسم الفرحة في شفاه أبناء الإمارات، وكل العرب من الخليج إلى المحيط. ونجح أبناء «الأبيض» خلال مشوار التصفيات في صناعة الحدث على مدار 10 أشهر كاملة بداية من أول مباراة في التصفيات 10 يناير 1989 وصولاً إلى لحظات الفرح الأكبر، في 28 أكتوبر من العام نفسه بالتعادل أمام كوريا الجنوبية بهدف لكل منهما. ودشن منتخبنا آنذاك مشواره في التصفيات بتصدره ترتيب المجموعة الثالثة في الدور الأول، والتي ضمته إلى جانبه الكويت وباكستان، بعد انسحاب اليمن، وحصد «الأبيض» ست نقاط بالفوز في ثلاث مباريات، والخسارة في واحدة، ولم تفت الخسارة الأولى أمام الكويت 2-3 من عضد لاعبي «الأبيض»، حينما نجحوا في تحقيق ثلاثة انتصارات على التوالي أمام باكستان بخماسية نظيفة على ملعب الشارقة، والكويت 1- صفر على الملعب ذاته، قبل أن يعود المنتخب ويكرر فوزه على نظيره الباكستاني في العاصمة إسلام أباد بنتيجة 4-1. وفي الدور النهائي بدأ منتخبنا مشواره يوم 12 أكتوبر 1989 بتعادل سلبي مع المنتخب الكوري الشمالي، وحصد «الأبيض» فوزه الأول في المنافسات على حساب المنتخب الصيني بهدفين لهدف، في مباراة جمعت المنتخبين بتاريخ 17 أكتوبر 1989، ورفع منتخبنا رصيده إلى أربعة نقاط في المباراة التالية بالتعادل السلبي أمام المنتخب السعودي في مباراة أقيمت يوم 21 أكتوبر 1989، والتي أعقبها تعادل آخر مع نظيره القطري بهدف لكل منتخب يوم 24 أكتوبر 1989. ومع ميلاد شمس يوم 28 أكتوبر 1989، كان منتخبنا على موعد مع الإنجاز الأثمن في تاريخ الكرة الإماراتية على صعيد المنتخب الوطني الأول بالتأهل رسمياً إلى مونديال إيطاليا 1990، بعد التعادل بهدف مع كوريا الجنوبية، وبرأسية «شهيرة» للمخضرم عدنان الطلياني. ورغم تعدد الأسباب التي قادت «الأبيض» إلى العالمية في «مونديال 90»، فإن شخصية اللاعبين القوية أثناء المباريات، وإصرارهم على أنهم قادرون على التأهل وإيمانهم بقدراتهم الكبيرة التي تستحق اللعب في المونديال، وعدم الخوف من مواجهة أي منتخب آسيوي، مثلت أول مكونات «جيل الذهب». ولعب التكاتف الكبير الذي حدث في بعثة المنتخب المشاركة في التصفيات، خاصة من قبل رئيس البعثة والجهاز الإداري للمنتخب، دوراً مهماً في دعم مشوار المنتخب في التصفيات، علاوة على المتابعة القريبة من أقطاب الكرة الإماراتية كافة، أهمها الدعم الذي قدمه سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ومثل حسن اختيار التشكيلة من الجهاز الفني للمنتخب. وخرج إنجاز التأهل إلى مونديال إيطاليا 90 من رحم المعاناة التي عاشتها الكرة الإماراتية في ذلك الوقت مما أكسبه مزيداً من التوهج ليصبح إنجازاً لا يمحى من تاريخ الكرة الإماراتية رغم المحاولات العديدة، لتكراره بلا نجاح في الأعوام التي تلته. وتكمن روعة الإنجاز في أنه كسب معركة الظروف الصعبة التي عانتها الكرة الإماراتية، بعد استقالة اتحاد الكرة، وتشكيل لجنة مؤقتة لإدارة نشاط الاتحاد برئاسة سلطان صقر السويدي التي دخلت سباقاً مع الوقت لتجهيز المنتخب الوطني، بالإضافة إلى ابتعاده عن الترشيحات للصعود إلى المونديال. وبدأت المهمة المستحيلة بمعسكر ماليزيا الذي شهد تذليل الصعاب للجيل الذهبي الذي سيقود الإمارات إلى قمة المجد بالصعود إلى كأس العالم وذهب المنتخب إلى سنغافورة يحدوه الأمل بصناعة التاريخ، ونجح في تلك المهمة التي أعادت اللحمة من جديد لجسد الكرة الإماراتية، وقدم جيلاً ذهبياً للكرة الإماراتية دخل التاريخ من أوسع الأبواب. وأكد سلطان صقر السويدي رئيس اللجنة المؤقتة لإدارة كرة القدم التي تشكلت بعد استقالة اتحاد الكرة سنة 1989 ورئيس بعثة منتخبنا الوطني الذي تأهل لمونديال إيطاليا 1990، أن الكرة الإماراتية بمجملها عاشت أوقاتاً عصيبة في ذلك الوقت، ومن ضمنها منتخبنا الوطني الذي كان يستعد للنهائيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم. وقال السويدي: «إن استقالة اتحاد الكرة والأجواء السلبية التي كانت تعيشها كرة الإمارات كانت مؤثرة جداً في تجهيز المنتخب، وقمنا بحل أغلب المشكلات التي حدثت للاعبين وذهبنا إلى المعسكر في ماليزيا، ومن بعدها توجهنا إلى سنغافورة ولم يكن أحد بالتصفيات النهائية يرشح منتخبنا الوطني، لذلك فلم نتعرض لأي ضغوط من أي نوع، وهذا أحد أسباب تركيزنا مع اللاعبين». وأضاف السويدي: «لقد جلسنا مع اللاعبين في الفندق، وقبل المباريات وما بعدها، وقلنا لهم أننا جميعاً لا بد أن نتحمل المسؤولية بشجاعة، وربما نتأهل إلى كأس العالم وتعاهد اللاعبون على تقديم أفضل ما لديهم، وكذلك لا أنسى الدعم الكبير النفسي الذي قدمه سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان وتوجيهاته واتصالاته المؤثرة، مما كان له أكبر الأثر في تحقيق الصعود إلى نهايات كأس العالم، رغم الظروف الصعبة المؤثرة في ذلك الوقت». وأشاد السويدي بوقفة الجهاز الإداري والفني مع اللاعبين في تلك الأيام العصيبة التي انتهت بفرحة الإنجاز، وقال: «نجحنا في رسم البسمة على شفاه الكرة الإماراتية، رغم الظروف العصيبة التي مرت بها رياضة الإمارات في ذلك الوقت، وكانت سبباً في فرحة كبيرة عمت الإمارات، وأسهمت بالخروج من النفق المظلم الذي هدد استقرار الكرة الإماراتية». من جانبه، أكد عبدالله إبراهيم رئيس لجنة الإعلام الرياضي حالياً مدير منتخبنا الوطني في تصفيات سنغافورة المؤهلة لكأس العالم 1990، أن إنجاز الوصول إلى كأس العالم في إيطاليا ملحمة وطنية خلدت للأجيال. وأشار عبدالله إبراهيم إلى أن قيمة الإنجاز كانت كبيرة، لأن الظروف التي كانت تمر بها الكرة الإماراتية صعبة جداً، حيث شهدت مشكلة كبيرة، ومنها استقالة اتحاد الكرة وتشكيل لجنة مؤقتة لإدارة نشاط اتحاد الكرة في فترة حرجة جداً، وقبل التصفيات بفترة بسيطة. وأضاف: «تم تشكيل لجنة موقتة برئاسة سلطان صقر السويدي، وضمت أسماءً عدة، وبدأنا المهمة في معسكر ماليزيا». وقال: «جلسنا مع اللاعبين وقمنا بطرح مشاكلهم على المجلس الأعلى للرياضة حتى يتفرغ اللاعبون للمهمة الوطنية، وجلسنا معهم ووعدونا بأنهم سيبذلون أفضل ما لديهم، وانتقلنا إلى سنغافورة، من دون أن يرشحنا أحد للتأهل وبدأنا المباريات وأستطيع أن أقول إن شخصية اللاعبين كانت الفيصل بهذه التصفيات، فقد ظهر التصميم جلياً فيهم، من أجل تمثيل البلد حتى مباراة كوريا الجنوبية التي كانت ملحمة حقيقية من اللاعبين، وكذلك قدرة المدرب ماريو زجالو على اختيار التشكيل المناسب في كل مباراة، وهو أحد أبرز ما قام به الجهاز الفني المتمكن للفريق». وكشف عبدالله إبراهيم عن السبب الرئيس في تحقيق الإنجاز، مرجعاً ذلك إلى اللاعبين في المقام الأول، فقد كانوا محترفين، رغم عدم وجود الاحتراف في ذلك الوقت. وأضاف: «تعامل اللاعبون مع التصفيات بمنتهى الشجاعة والاحترافية في الأداء، ولعبوا من أجل الوطن وقدموا مستوى أبهر كل المتابعين، ولم نكن نتوقع أن نذهب بعيداً في التصفيات، لكن اللاعبين أثبتوا معدنهم الأصيل، ونجحوا في التغلب على كل العقبات، من أجل إسعاد شعب الإمارات».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©