الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خامات تنطق بالضوء

خامات تنطق بالضوء
9 ديسمبر 2009 21:47
يسعى الفنان التشكيلي المغربي المعروف أحمد جاريد في أعماله الفنية الجديدة التي يعرضها في رواق فونيز كادر بالدار البيضاء تحت شعار “هو” إلى التوغل في المادة وينوع الخامات كالصلصال ومسحوق المرمر وفحم الخشب إلى غير ذلك. ومع أنها تبدو مواد جفيفة ومستخشنة فهي بين يدي أحمد جاريد تغدو هلامية وشفيفة، وهو أمر موصول بموضوعة النسيان والمحو التي ما فتئ يشتغل عليها منذ مرحلة السواد (1993 ـ 2003) التي أضحت في أعماله الأخيرة، بل ومنذ مدة، تتجه أكثر فأكثر نحو النور والضوء إلى حد الزهد اللوني امتدادا دائما لاهتماماته الصوفية وهو ما يغري الفنان باستعمال مستخلصات لونية نباتية ومعدنية تتيح ضياء وشفافية أكثر، عساها تبوح بهشاشة أو بصفاء داخلي أو ربما وحدانية دفينة أو ربما عشقا أو لوعة، كما ورد في مقدمة المعرض فالفنان أحمد جاريد ـ كما يقول الناقد والروائي المغربي حسان بورقية ـ “يقطع الطريق على الظلام، يلتقط الضوء باحتراق في توهج بهاء ظاهر، هو الذي احترق في ما مضى في تجربة قاتمة تركت فيه حنينا لاذعا إلى دوام احتلال النور”. يسعى جاريد، في هذا المعرض مرة أخرى، إلى التقاط ذلك الشيء الغامض، كما يقول في كلمة قصيرة، أثناء تقديمه لأعماله الجديدة في افتتاح المعرض “يلزمنا الغور في أحشاء الأشياء وفي أعماقها، فمن الخاصيات التلقائية للفنان النظر إلى ما وراء الأثر والأشياء، ويمسح بالضوء الزجاج الفاصل بين الكون والإنسان لرؤية ما لا يرى وإدراك المجرد”. أما الكاتب اللبناني شربل داغر فيرى أن الفن عند أحمد جاريد “فعل تجويد أو تحسين. كما يظهر في الزخرفة الإسلامية، أو في اللوحة الكلاسيكية، ولم يعد مبنيا وفق قواعد يجري العودة إليها في صورة لازمة، وإنما أصبح الفن أشبه بالسفر، بعمل المسافر، الذي ترسم خطواته جذورها. أصبح عملا بالمعنى التام للكلمة، لا تنفيذا، أو تدوينا لما هو متبلور خارج سطحه. باتت تنحو اللوحة إلى كيانيتها، إلى احتكامها الذاتي الذي يتكفل بها، وحده ـ من دون غيره ـ لهذا بات جمال الوصول مكافأة للمسافرين المغامرين، وجمال التواصل مكافأة المرافقين الجسورين. من خلال أعماله، يدعو جاريد المتلقي إلى ربط علاقة مختلفة مع الأشياء، تتجاوز الإعجاب بالشكل، عبر سبر أغوار المعنى الرفيع بإثارة مختلف الأسئلة ذات البعد الفلسفي والفني”. أما الكاتب الأرجنتيني سانشيز ألونصو فقد قال: “هناك مسألة عجيبة محيرة شغلتني منذ سنوات مع اتساع معرفتي برسوم جاريد وبتنقلاته من محطة تشكيلية إلى أخرى، تتمثل في وجود أوجه شبه وتوافق عديدة وصارخة، حد التطابق الكامل في لوحات بعينها، بينه وبين الرسام الأرجنتيني الكبير ريكاردو مونيوس (1997 ـ 1929)، دون أن يكون أي منهما قد اطلع على أعمال الآخر، أو لديه أدنى معرفة به”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©