الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علي أحمد باكثير... «قلم» المُثاقفة العربية

علي أحمد باكثير... «قلم» المُثاقفة العربية
30 يونيو 2010 22:00
واحد وأربعون عاماً مرّت على وفاة الأديب العربي الكبير علي أحمد باكثير (1901 ـ 1969م)، المولود عام 1910م في مدينة سوروبايا بإندونيسيا لأبوين عربيين من حضرموت باليمن. وهو صائد الجوائز والأوسمة لإبداعه المتفرد. كاتب متنوع الإبداع والمتفرد في الشعر والرواية والمسرح فضلاً عن كونه مترجماً للإبداع العالمي. ويأتي إصدار مجلة “الرافد” التي تصدر عن دائرة الثقافة والإعلام في إمارة الشارقة لسلسة كتابها الذي انطلق منذ مطلع العام الجاري، حيث تنشر مع كل عدد شهري للمجلة كتابها ـ كتاب الرافد ـ وصدر عنها ستة كتب مابين التأليف والترجمة هي: في مدار التنين لعلي كنعان، والخطاب الحواري في فضل المقال للدكتور معجب الزهراني، والقصيدة والعامية الازدواجية والتحديات المعادية للدكتور سمر روحي الفيصل، ومختارات من القصص العالمية، ترجمة تحسن عبدالجبار إسماعيل، ونساء على درب المعاني، للدكتور عمر عبدالعزيز، ويأتي الكتاب السادس للرافد بعنوان “علي أحمد باكثير بمناسبة مرور قرن على مولده”، لمؤلفه الدكتور عبد الحكيم الزبيدي، ليرفد القراء بكل جديد في الإبداع الثقافي والفكري. يحتوي كتاب “علي أحمد باكثير بمناسبة مرور قرن على مولده”، على أربعة فصول تتوزع على مباحث عديدة لجوانب إبداعية من نشاط باكثير الأدبي المتفرد في الإبداع الأصيل. فقد كتب د. عمر عبدالعزيز في مقدمة الكتاب قائلاً: “نموذج باكثير لا يعني غياب نماذج استعادت التاريخ بطريقة مُتخشبّة، فالمعلوم أن التردي الثقافي التاريخي تعبير عن بُعد مجتمعي لا يُنكر، غير أن التعميم هو الخطر الأكبر، فتبيان الآراء حول تلك المرحلة لاتجعلنا بحال من الأحوال نقلل من مكانة أسماء مثل الجواهري أو البردوني الذين لم يسطعا فقط في بيان التاريخ الجمالي والشعري، ولكنهما واكبا العصر...”. أما مؤلف الكتاب الدكتور عبدالحكيم الزبيدي فيقول عن كتابه: “إن أهم ما حرصت عليه في هذه القراءات هو محاولة تقديم قراءة جديدة لأعمال باكثير تختلف عن القراءات السابقة التي اطلعت عليها، أو لفت النظر إلى ظاهرة أدبية في نتاج باكثير لم يتناولها أحد من قبل، أو تطبيق نظرية نقدية جديدة ـ لم يسبق تطبيقها من قبل ـ على أدب باكثير واني آمل أن يسهم هذا الجهد الضئيل في لفت الانتباه إلى هذا الأديب الكبير وأن يشحذ همم الدارسين لاستخراج الكنوز المخبوءة في تراثه الأدبي الغزير الذي يأبى على الاندثار”. باكثير شاعراً أشار الزبيدي في الفصل الأول إلى أنّ باكثير أول من كتب الشعر المرسل، فقد ورد في صفحة ثقافة وفكر في عدد صحيفة “الاتحاد” ليوم 11 مايو 1983م تحت عنوان “عرار أول من كتب القصيدة الحديثة”، أن الشاعر الأردني مصطفى وهبي التل هو أول من كتب القصيدة الحديثة وأنه كتب قصيدتيه اللتين كتبهما بالشعر الحديث عام 1942م أي قبل الشاعر العراقي بدر شاكر السياب بخمس سنوات حيث أشار مؤلف الكتاب تبياناً للحقيقة من أن الشاعر علي أحمد باكثير هو المبدع الحقيقي والرائد الأول في هذا المجال. وأشار إلى أن باكثير قد كتب أولى محاولاته عندما ترجم مسرحية “روميو وجوليت” لشكسبير بالشعر المُرسل، وذلك عام 1936م أي قبل عشر سنوات من كتابة السياب ونازك الملائكة لقصائدهما الحديثة. ثم كتب باكثير مسرحية “اخناتون ونفرتيتي” بالشعر المُرسل بعد أن استفاد من تجربته السابقة في “روميو وجوليت” بأن اختار أصلح البحور الشعرية لهذا النمط من الشعر وهو “بحر المُتدارك”، وذلك عام 1938م ونشرها عام 1940م ثم أعاد طبعها عام 1967م. كما تناول عبد الحكيم الزبيدي في “رثاء الزوجة بين باكثير والحامد” لقصائد الشاعرين اللذين كتبا مراثٍ في حزنهما على وفاة زوجتيهما الشابتين. ثم تحدث تحت عنوان “هل كان باكثير مجلياً أم مُسلياً”، ناقش فيه ما كتبه الدكتور غازي مختار طليمات حول قصيدة السياب أنشودة المطر رائدة شعر التفعيلة. وفي “تحية من باكثير لنجيب محفوظ”، أشار إلى الصحبة التي جمعت بين الأديبين باكثير ومحفوظ برابطة من الصداقة والزمالة بالإضافة إلى رابطة القلم والأدب وفوزهما بأول جائزة أدبية مناصفة بينهما وهي جائزة قوت القلوب الدمرداشية عام 1944م، باكثير عن روايته الأولى سلامة القس ونجيب محفوظ عن روايته الثانية رادوبيس. أما “قراءة في قصائد باكثير العدنية”، فأوضح فيها إلى جهود المحقق الباحث الأديب الدكتور محمد أبو بكر حميد الأمين الذي يتولى نشر الكنوز المخبوءة من إبداع باكثير. الثاني باكثير سارداً تناول المؤلف في الفصل الثاني من كتابه لعوامل النصر في رواية وإسلاماه التي كتبها سنة 1945 والتي فازت بجائزة وزارة المعارف في مصر في نفس العام وقرر تدريسها في المدارس المصرية عام 1966 محلاً فيها أحداث الرواية وعوامل الهزيمة والنصر ولغة الرواية وثقافة مؤلفها الدينية. وفي” صورة المرأة في الروايات التاريخية ـ سلاّمة القس وعودة المشتاق نموذجاً”، أشار الزبيدي إلى هاتين الروايتين وما تحمله من دلالة على ما تحتله المرأة من مكانة في نفس الكاتب فسلاّمة القس مغنية وعودة المشتاق قصة تاريخية تناولهما باكثير بسرد روائي متميز. الثالث درامياً عرض مؤلف الكتاب في هذا الفصل لستة موضوعات في إبداع أحمد علي باكثير، تناول أولاً حديثه عن المغزى الإسلامي في مسرحية اخناتون ونفرتيتي التي كتبها عام 1968م موضحاً فيها بالتحليل للشخصيات الرئيسة فيها وهي: اخناتون والملكة تي أم اخناتون ونفرتيتي زوجة اخناتون، ثم عرض للصراع في هذه المسرحية والحوار والرمز الإسلامي فيها، بعدها أشار للغفران في مسرحية السلسلة والغفران التي كتبها باكثير عام 1944م وفازت بجائزة وزارة المعارف لنفس العام فعرض ملخصاً لأحداث المسرحية وللمعنى الذي تهدف إليه والدعوة إلى فضائل الأخلاق ثم بناء ولغة المسرحية وبيان ثقافة مؤلفها ودلالة أسماء المسرحية. ثم جاءت المفارقة في مسرح باكثير السياسي إمبراطورية للمزاد نموذجاً والتي كتبها باكثير عام 1952م وهي ملهاة تتألف من أربعة فصول، تدور أحداثها حول تخيل الكاتب بسقوط إمبراطورية بريطانيا العظمى ـ كما كانت تعرف آنذاك ـ التي لم تكن تغيب عنها الشمس فعرفنا بشخصيات المسرحية المستر تويلمان وهنري وستيتلي وسيركل وكوهين، ثم لخص لنا المؤلف أحداث المسرحية وبيان أمثلة المفارقات فيها كالمفارقة اللفظية والإبراز والنقش الغائر ومفارقة الموقف كالمفارقة الدرامية ومفارقة الحدث والمفارقة الرومانسية ثم أشار إلى أثر المفارقة التي تؤدي وظيفة مهمة في نجاح العمل الأدبي. كما درس صاحب الكتاب “الالتزام في مسرحية أبو دلامة”، التي تتألف من أربعة فصول وعشرة مشاهد الذي عرض فيها باكثير للشاعر أبي دلامة وعلاقته بأسرته وبالخليفة. بعد ذلك ختم عبد الحكيم الزبيدي الفصل الثالث بحديثه عن “الكاتب الذي أنصف المرأة” حيث عمد إلى قصص التاريخ والأساطير فكتب منصفا المرأة في ثلاثة أعمال هي مسرحية سر شهرزاد ورواية سلامة القس وقصة قصيرة بعنوان عودة المشتاق مفلا فيها تفاصيل نقدية عن هذه الأعمال الثلاثة. باكثير ناقداً قدم الفصل الأخير ـ الرابع ـ من كتاب الرافد “قراءة في كتاب المجهول لباكثير: المختار من الشعر الحديث”، وهو الكتاب أو التقويم الشعري الثاني الذي أصدره المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب العلوم الاجتماعية في مصر عام 1959م، وقدم باكثير للكتاب بمقدمة قصيرة، تناول بالعرض له لمفرداته نحو الشعراء الذين استشهد ومثّل لهم من الدول العربية وهم اثنا عشر شاعراً من مصر وخمسة من بلاد الشام، وأربعة من اليمن. وقد رتب القصائد حسب موضوعاتها إذ اشتمل القسم الأول على الشعر الديني، ثم قصائد الشعر الوجداني، وقسم آخر في للشعر القومي. بعد ذلك ناقش الزبيدي القيمة الأدبية لكتاب باكثير “المختار من الشعر الحديث” ومنهج عمله فيه، وبيان التصويبات اللغوية والنقدية والعروضية في هذا الكتاب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©