السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«كيري» والمصالحة التركية الإسرائيلية

22 ابريل 2013 23:05
ماثيو لي إسطنبول حث وزير الخارجية الأميركي جون كيري تركيا يوم الأحد على تعزيز تقاربها مع إسرائيل تحت رعاية الولايات المتحدة، كما بحث مع المسؤولين الفلسطينيين سبلاً جديدة لإعادة إطلاق جهود السلام في الشرق الأوسط. ويعد هذان الموضوعان أولويتين من أولويات السياسة الخارجية الأميركية بالنسبة لأوباما في ولايته الثانية، وقد حاول كيري الدفع بهما في لقاءات مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وكان أوباما قد حصل خلال زيارته إسرائيل الشهر الماضي على تعهد من الزعماء الأتراك والإسرائيليين بتطبيع العلاقات التي قطعت بعد غارة إسرائيلية في 2010 على سفن مساعدات كانت متوجهة إلى غزة أسفرت عن مقتل أتراك وأميركي- تركي. ولكن التقارب بطيء حتى الآن، الأمر الذي يغذي المخاوف من إمكانية أن تكون تركيا بصدد التراجع عن التزامها. ويعتزم المفاوضون الإسرائيليون والأتراك الالتقاء هذا الأسبوع بهدف مناقشة مطالبة تركيا بتعويضات لضحايا الغارة الإسرائيلية. ويأمل المسؤولون الأميركيون أن تحرك المحادثات عملية استعادة علاقات دبلوماسية كاملة وتبادل السفراء بين البلدين اللذين تعتبرهما واشنطن شريكين استراتيجيين مهمين في الشرق الأوسط المتقلب. وكانت الغارة أثارت مشاعر غضب واستياء عارمة في تركيا ذات الأغلبية المسلمة، وهو ما يجعل من الصعب على رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان الخضوع للدعوات الأميركية لتحسين العلاقات مع إسرائيل. والجدير بالذكر هنا أن أوباما نجح في مارس الماضي في أن ينتزع من نتنياهو اعتذاراً عن الغارة كسر حالة الشلل بين أنقرة وتل أبيب. وقال كيري إنه يتفهم مشاعر الغضب والإحباط التي يشعر بها الأتراك الذين فقدوا أقارب وأصدقاء لهم في الغارة. وأوضح سيناتور ولاية ماساتشوسيتس السابق أن تفجيري ماراثون بوسطن الأسبوع الماضي جعلاه يعي جيداً المشاعر التي تنتاب أهالي الضحايا. وقال كيري في هذا الصدد: «لقد عشنا للتو أسبوعاً (دراماتيكياً) في بوسطن، ولديَّ مشاعر قوية بخصوص ما يحدث عندما يكون ثمة عنف، وعندما تفقد أشخاصاً قريبين منك وتحبهم»، مضيفاً «إن الأمر يؤثر على المنطقة، ويؤثر على البلاد. ولكن من أجل التقدم إلى الأمام، علينا أن نجد أفضل السبل لجمع الناس معاً وإزالة التوتر والتخلص من هذه الصور النمطية والسعي لتحقيق السلام». وأشار كيري إلى أنه أجرى مباحثات «طويلة وبناءة» مع داود أوغلو حول «أهمية إكمال المهمة بخصوص تجديد العلاقات بين تركيا وإسرائيل». وأضاف أنه يعتقد أن أردوغان، الذي لم يلتق به خلال هذه الزيارة، وداود أوغلو «ملتزمان جداً بتنفيذ كل التزامات ذلك الاتفاق». يشار إلى أن أردوغان يعتزم زيارة أوباما في البيت الأبيض في السادس عشر من مايو المقبل؛ وفي غضون ذلك، يتوق المسؤولون الأميركيون لرؤية عملية جوهرية ذات معنى قبل الزيارة. ويرى كيري أن زيارة أردوغان «ستمثل خطوة تالية مهمة في هذا الحوار المتواصل». وأضاف يقول: «إننا نود أن نصل إلى نقطة حيث نحرز تقدماً بخصوص تحسين الوضع في غزة، التي كانت جزءاً من الاتفاق... وحيث نكمل مهام الانتقال إلى علاقات دبلوماسية كاملة بين البلدين، وهو الأمر الذي سيعود بالفائدة على الجميع». غير أن مخططات أردوغان لزيارة قطاع غزة الخاضع لسيطرة «حماس» خلال شهر مايو المقبل بعد زيارته إلى واشنطن تثير تخوفات؛ حيث تعارض كل من إسرائيل، وأطراف في السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، هذه الزيارة. وقال كيري إنه أوضح للأتراك أن هذه الزيارة «ينبغي ألا تتم في هذا الوقت». وأستطرد في هذا السياق: «إننا نعتقد أن توقيتها حساس حقاً بخصوص عملية السلام التي نحاول أن نجعلها تقلع. ونرغب في رؤية الطرفين يشرعان فيها مع أقل قدر ممكن من الإلهاء الخارجي». وفي لقائه مع عباس، تحدث كيري عن سبل تحسين ظروف عيش الفلسطينيين كواحد من تدابير بناء الثقة قصد تهيئة الأجواء لاستئناف مفاوضات السلام المعطلة مع إسرائيل. وقال كيري إنه يخشى أن ثمة فقط فرصة عامين أو ثلاثة أعوام للتوصل إلى اتفاق حول حل الدولتين ينهي النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني الذي عمِّر طويلًا، ويرغب في التحرك في أسرع وقت ممكن. وكان كيري قد التقى مع عباس ونتنياهو أكثر من مرة في هذا الإطار منذ أن أصبح وزيراً للخارجية. ولكن كيري كان في إسطنبول في المقام الأول من أجل حضور مؤتمر دولي حول سوريا بدأ السبت وامتد إلى الساعات الأولى من صباح الأحد؛ وناقش فيه المشاركون الطرق المثلى لزيادة المساعدات الممنوحة للثوار الذين يحاولون إطاحة نظام الأسد. وخلال المؤتمر، أعلن كيري عن اعتزام إدارة أوباما مضاعفة مساعداتها غير القاتلة للمعارضة السورية مع 123 مليون دولار إضافية من الإمدادات التي يمكن أن تشمل للمرة الأولى المركبات المدرعة ومناظير الرؤية الليلية ومعدات عسكرية دفاعية أخرى. وقال كيري الأحد: «لا أستطيع التنبؤ بالسرعة التي سيغيِّر بها ذلك الأشياء على الميدان»، مضيفاً «ولكنني أستطيع أن أعدكم بأنني حالما أعود إلى واشنطن، سأضغط بكل ما أوتيت من قوة» حتى تصل إلى المعارضة في غضون بضعة أسابيع. وأضاف قائلاً: «ينبغي أن يتم ذلك بسرعة، وينبغي أن يكون له تأثير». وقال كيري إن المساعدات الإضافية، التي توصِل إجمالي المساعدات الأميركية غير القاتلة للمعارضة إلى 250 مليون دولار منذ بدء القتال منذ أكثر من عامين، «تُظهر دعم الولايات المتحدة القوي لحل سياسي للأزمة في سوريا، ولتقديم المعارضة لرؤية تقوم على التسامح واستيعاب الجميع بخصوص سوريا ما بعد الأسد». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©