تراجعت شحنات أجهزة الكمبيوتر الشخصية عالمياً خلال الربع الأول من العام الحالي بنسبة 11% لتصل إلى 79,2 مليون وحدة، مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي، وفقا لتقرير أصدرته أمس مؤسسة جارتنر المتخصصة في أبحاث السوق.
وأضاف أن أجهزة الكمبيوتر الشخصية في العالم تراجعت لأول مرة منذ الربع الثاني من عام 2009، وتأثرت جميع المناطق في العالم بهذا الانخفاض في عدد الشحنات، إلا أنه بلغ أدنى مستوى له في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.
وعلى النقيض، شهد سوق متخصصي أجهزة الكمبيوتر الشخصية والذي يمثل تقريباً نصف شحنات أجهزة الكمبيوتر الشخصية، بعض النمو نتيجة للتحديثات المستمرة لأجهزة الكمبيوتر الشخصية، ورغم أن بعض المناطق قد اجتازت بالفعل فترة ذروة تحديثات أجهزة الكمبيوتر الشخصية، فإن الطلب الإجمالي على أجهزة الكمبيوتر الشخصية للمتخصصين قد استمر في النمو.
وقالت ميكاكو كيتاغاوا المحللة الرئيسية في جارتنر، إن المستهلكين يتحولون من استهلاك المحتوى على أجهزة الكمبيوتر الشخصية، إلى الأجهزة المتصلة الأخرى مثل الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، موضحة أن الأسواق الناشئة ينخفض فيها كذلك مستوى التحول عن أجهزة الكمبيوتر الشخصية، ومن غير المتوقع أن تكون مناطق نمو قوي لشركات أجهزة الكمبيوتر الشخصية.
وبحسب التقرير، لم تتمكن كل من شركتي «إتش بي» و «لينوفو» من حسم المنافسة على صدارة السوق لصالح أي منهما خلال الربع الأول الذي كان بالغ الصعوبة على شركة «إتش بي» حيث تعرضت لأسوأ انخفاض في عدد شحنات الأجهزة منذ استحواذها على شركة «كومباك» عام 2003، وأثر قطاع أجهزة المستهلكين في الشركة بشكل سلبي على إجمالي عدد شحناتها، وذلك بالتزامن مع تعرض قطاع أجهزة المتخصصين إلى ضغوط المنافسين.
وأضاف أن عدد شحنات شركة «لينوفو» من أجهزة الكمبيوتر الشخصية في العالم ظل ثابتاً مقارنة بعام مضى، ورغم أن معدل نمو شحناتها تجاوز إجمالي متوسط القطاع إلا أنه كان أبطأ معدل له منذ الربع الأول من عام 2009. ويرجع البطء إلى انخفاض الشحنات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ التي استحوذت على أكثر من 50% من شحنات أجهزة الكمبيوتر الشخصية من شركة «لينوفو».
ولم تكن شركة «ديل» الأميركية بمنأى عن هذه التحديات، حيث سجلت انخفاضاً في الشحنات في كافة المناطق باستثناء اليابان. ويشير التقدير الأولي لمؤسسة جارتنر إلى تحقيق نمو في شحنات «ديل» في اليابان لوجود معدل طلب متوسط، يرجع السبب فيه إلى إجراء تغييرات جديدة في الشركة. وقد تأثرت الشحنات بمحادثات شركة ديل حول شراء محتمل للشركة، بينما هاجم المنافسون بضراوة مركز «ديل» في سوق المتخصصين.
وفي سوق الولايات المتحدة، بلغ إجمالي شحنات أجهزة الكمبيوتر الشخصية 14,2 مليون وحدة خلال الربع الأول، بانخفاض نسبته 9,6% مقارنة بالربع الأول من العام الماضي، وانعكس ذلك في انخفاض الشحنات لستة أرباع سنوية متتالية.
وقالت كيتاجاوا: «رغم حالة الصعود التي شهدها الاقتصاد بشكل عام، إلا أن ذلك لم يساعد في دعم نمو أجهزة الكمبيوتر الشخصية، ويشير ذلك إلى أن التعافي الاقتصادي له تأثير محدود على ظروف سوق أجهزة الكمبيوتر الشخصية».
وأضافت أن السوق الأميركي، مثله مثل الأسواق الأخرى المتقدمة، يشهد استمراراً في انخفاض القاعدة الثابتة لمستهلكي أجهزة الكمبيوتر الشخصيـة، ويرجـع ذلك إلى أن كثيراً من الأنظمة لن يحل محلها أجهزة الكمبيوتر الشخصية، بل ستحل محلها أجهزة أخــرى أو سيتـم الاستغنـاء عنها. وكـانـت «أبــل» و«لينوفو» الشركتان الوحيدتان من بين أكبر خمس شركات في الولايات المتحدة اللتين حققتا نمواً في شحنات أجهزة الكمبيوتر الشخصية خلال الربع الأول. واحتفظت شركة «إتش بي» بالمركز الأول، حيث استحوذت على نسبة 24,2% من شحنات أجهزة الكمبيوتر الشخصية في الولايات المتحدة، ورغم انخفاض شحناتها بنسبة 23,3% مقارنة بالربع الأول من العام الماضي.
وبحسب التقرير، بلغ إجمالي عدد شحنات أجهزة الكمبيوتر الشخصية في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا 23,3 مليون وحدة في الربع الأول بزيادة نسبتها 16% عن نفس الفترة في العام الماضي، وكان الربع الأول هو الربع الثالث على التوالي الذي يشهد انخفاضًا في عدد الشحنات، كما كان الانخفاض الأكثر حدة في المنطقة منذ بدأت «جارتنر» رصدها للسوق.
عدد اليوم
