الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

ديوان ولي عهد أبوظبي يتكفل بعلاج أول ممرضة مواطنة

ديوان ولي عهد أبوظبي يتكفل بعلاج أول ممرضة مواطنة
14 يناير 2014 00:59
مريم الشميلي (رأس الخيمة) - تكفل ديوان سمو ولي عهد أبوظبي بنفقات علاج سليمة سالم الشرهان أول ممرضة مواطنة في الدولة والتي تعاني أمراض الشيخوخة، ورغم تاريخها المهني الطويل لم تجد سريراً ترقد عليه لتلقي العلاج في أحد المستشفيات الحكومية. وترقد سليمة سالم الشرهان، التي تعلمت التمريض في خمسينيات القرن الماضي ويعرفها كل أهالي رأس الخيمة، في بيت ابن أخيها، وقد غلقت دونها الأبواب، وملأها اليأس من طرق أبواب المستشفيات دون جدوى حتى جاءت استجابة ديوان سمو ولي عهد أبوظبي لتخفف عنها آلامها، وهي التي قدمت خدماتها لجميع السكان في الإمارة، باذلة الجهد ومتحملة المشقة الكبيرة أثناء قيامها بواجبها في أيام ما قبل الاتحاد وبدايات تكوين وزارة الصحة وإنشاء المستشفيات والمراكز الصحية. ويقول سالم إسماعيل (ابن أخ الشرهان): «لم تحصل عمتي على العلاج الطبي اللازم الذي هو من حقها، موضحاً أن حالتها الصحية في الفترة الماضية بدأت تنتكس، الأمر الذي دعا إلى إدخالها قسم الطوارئ والحوادث في مستشفى عبيد الله برأس الخيمة لتلقي العلاج اللازم، فيما قرر الأطباء ضرورة تنويمها في المستشفى. ويواصل: لم نجد سريراً أو غرفة خالية لاستقبالها، فتواصلت مع أحد المسؤولين بوزارة الصحة، الذي قام بدوره بتوفير سرير، وتم وضعها في غرفة مزدوجة مع مريضة أخرى، وتبين أنها تعاني نقص نسبة السكر في الدم، منوها بأن عمته كبيرة بالسن، وتعاني إلى جانب ذلك أمراضاً نفسية وباطنية. ويقول: ظلت عمتي على هذه الحال لمدة أسبوعين، لم يتحسن خلالهما وضعها الصحي، وفوجئنا في الأيام الثلاثة الأخيرة برفضها تناول أي طعام؛ ما اضطر الأطباء إلى محاولات لتوصيل أنابيب غذاء لها عن طريق الأنف، إلا أنهم لم يتمكنوا؛ ما تسبب في تدهور حالتها وتعرضها للنزيف من الأنف. ويردف: «اضطررت حينها أن أخرجها من المستشفى والتوجه بها إلى المنزل، ثم نقلها لأحد المستشفيات الخاصة التي تحسن خلالها وضعها الصحي، بعد أن أدخلت وحدة العناية المركزة لمدة 4 أيام، تم خلاها عمليات نقل دم لها، وتوصيل أنبوب غذاء، وعمل منظار للمعدة، كشف عن وجود التهاب، كان السبب في انتكاس حالتها، منوها بأن الأطباء نصحوا بعمل عملية للمريضة، إلا أن عمرها لا يسمح بذلك. ويضيف ابن أخ المريضة أن عمته لا تزال في المستشفى الخاص بالإمارة، منوهاً بأنه تواصل مع المسؤولين بوزارة الصحة بضرورة مساعدة المريضة والتكفل بعلاجها في أحد المستشفيات الخاصة بالدولة بسبب كبر سنها وعدم تحملها مشقة السفر، إلا أن الطلب قوبل بالرفض؛ بحجة أنهم يفضلون علاجها في الخارج. وينوه إلى أنه: وبعد اقتناع الأسرة بالحل الأخير، تحجج المسؤولون بضرورة تشكيل لجنة والنظر في المسألة، ووعدوا بإرسال سيارة لنقل المريضة لأحد المستشفيات في الدولة لاستكمال العلاج، الأمر الذي لم يتحقق حتى الآن على حد تعبيره. وبحسرة، يتابع سالم: توجهت إلى مستشفى دبي فتحجج بأن العلاج المقدم في المستشفى الخاص هو نفسه الذي سيقدمه، كما لا توجد أسرّة لاستقبالها. وولدت الممرضة سليمة سالم الشرهان في إمارة رأس الخيمة أوائل الثلاثينيات، وعاشت فترة من الزمان في مستشفى سيف بن غباش الذي تعتبره بيتها، وقد أعطيت غرفة دائمة فيه. وتعتبر الشرهان رائدة التمريض في الدولة رغم أنها لم تدرسه في جامعة أو معهد ولا حتى في كلية، إلا أنها تتلمذت على يد أطباء كبار ساعدوها على فهم أصول المهنة والحصول على التدريب اللازم. اكتسبت سليمة الشرهان في خمسينيات القرن الماضي، أدوات التمريض من خلال البعثة الصحية لبريطانيا أيام مجلس التطوير، وعملت بالمستشفى الذي تم افتتاحه سنة 1961 من قبل المجلس البريطاني، وكان عبارة عن عيادة من 3 غرف في منطقة النخيل برأس الخيمة. ومارست الشرهان عملها، فيما كان الأهالي يثقون بها كثيرا في أمور «توليد النساء» التي تعلمتها من الدكتورة فيوز التي علمتها التمريض. وكانت الشرهان تجوب المناطق النائية والجبلية والأودية والمنحدرات لأيام متعددة على أمل الوصول إلى مرضى يحتاجون العلاج وتقديم التطعيمات للأطفال. كما عملت في علاج الأذن والأنف والعين عن طريق طبيب يأتي من دبي إلى رأس الخيمة مرة كل أسبوع وعلمها الطرق الأساسية لعلاج تلك الحالات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©