حسن شريف يعرض محطات من مسيرته الفنية

في معرضه المقام حاليا في جاليري(1x1) بالتعاون مع “فلاينغ هاوس”، والذي يختتم غدا، يعرض حسن شريف 50 عملا فنيا ما بين لوحات وتجارب تركيبية وشبه نظامية، وهي عباره عن مختارات من تجربته الفنية ومنها أعمال أنجزها خلال العامين 2008 و2009. ومن بين أعمال حسن شريف التي يعرضها في هذا المعرض توجد تسعة أعمال لونية تصور شخوصا تصويرا هزليا ساخرا، وهي أعمال بأحجام كبيرة، تهدف إلى أظهار قدر عال من التهكم من مفهوم “الخطابة” والوعظ بصورة عامة، ففي كل لوحة من اللوحات الست شخصية تصرخ أمام الميكروفون من دون “المايك”، كأنه يريد أن يقول: في أي ظرف من الظروف هناك من يرغب في الخطابة، بل يبدو كأن الخطابة هي حياته. والسخرية هنا تطال شكله وملامحه غير الطبيعية، كما تطال الألوان التي صوره الفنان بها. وقال حسن شريف لـ”الاتحاد” عن هذا الجانب من معرضه إن أشكال الشخوص قد تبدو ضعيفة وغير متقنة، لكن هذا مقصود لمزيد من إبراز التهكم والسخرية، فالخطوط فيها ضعيفة ومتمايلة وليست قوية، ويريد منها السخرية من كل أشكال الإيديولوجيا والخطابات التي تكتفي بالوعظ وتعبر عن التفاهة التي وصل العالم إليها. ويوضح حسن شريف أنه لا يريد لعمله هذا أن يكون عملا دعائيا، بل هو على العكس ضد الدعاية وضد الخطابة. وأضاف شريف أنه يجمع في معرضه هذا كل هذه الأعمال التي تجسد “المؤتمر الصحافي” وما بعد المؤتمر، لأنه يرغب في التعبير عن محطات من تجربة متواصلة في الإطار ذاته، ففي لوحات النقطة والمربع يعيد تجسيد الطبيعة وعناصرها المختلفة في تسلسلها وتناسقها وإعادة صياغتها، وذلك في إطار ما يسميه “الاستحواذ” الذي يبتعد عن أفكار التجريد التي سادت في الثلاثينات من القرن العشرين، وتكسيرا لهذا الإطار، وابتعادا عن أغراض التزيين. ونتوقف مع حسن شريف عند هذه التجربة التي يضمها المعرض، وما يجمعها بصورة أساسية، فيقول إنه يعمل أساسا على اللوحة أو العمل الفني الأفقي وليس العامودي المتشعب، لكن عمله الأفقي يسير في اتجاهات متعددة. أما الفنان محمد كاظم، مقيم المعرض، قال إن معرض شريف هذا يضم “مجموعة من الأعمال التي تم اختيارها بعناية كونها تمثل تنويعات في موضوع التجريب عمل خلالها حسن على إنتاج مجموعة من الأفكار والأطروحات معتمدا على مفهوم الزمن، من بينها “مجموعة أعمال متنوعة في الوقت نفسه وهي عبارة عن لوحات عنوانها “مؤتمر صحفي” بالإضافة إلى صور ورسومات لبعض التجارب التي لها علاقة بالصحف اليومية حيث قام بإنتاجها عام ،1983 إضافة إلى مجموعة أخرى تحت عنوان “ما بعد المؤتمر الصحفي” والجزء الآخر عبارة عن مجموعة كبيرة من الرسومات تمثل الفن النظامي أو شبه النظامي، وهي كلها مجموعات يربطها خيط فلسفي واحد لكنها تتعدد في أشكالها وموادها وأيضا في تعاطيها مع مفهوم الزمن”. من سيرته مارس حسن شريف “55 عاما” فن الكاريكاتير في مطلع حياته وتقوم تجربته الفنية على ركائز ثقافية ومعرفية ونظرية سواء من خلال دراسته في بريطانيا أو من حيث تجاربه واختياراته التطبيقية التي قادته إلى الخروج من اللوحة المسندية إلى إنتاج أعمال فنية مفاهيمية صادمة للبصرية التشكيلية الكلاسيكية، ولكنه واظب على العمل واستمر في اقتراحاته حتى بات رمزا مهما على صعيد النص التشكيلي البصري في المنطقة.