الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد حسن أحمد ينتصر للتفاصيل البصرية

محمد حسن أحمد ينتصر للتفاصيل البصرية
5 مايو 2014 02:16
إبراهيم الملا (أبوظبي) هل يعتبر السيناريو مجرد سرد لحكاية تتشكل بنيتها المتحركة على الشاشة، وهل كتابة النص السينمائي تختلف عن النص الدرامي الموجه للتلفزيون، وكيف يمكن الخروج من أسر القصة التقليدية وتحويلها إلى فضاء بصري يختزن الكثير من المشاعر والانتباهات الذاتية التي لا تحتاج لترجمان أو وصف مباشر؟ هذه الأسئلة وغيرها كانت محوراً ومدخلاً للورشة أو الجلسة النقاشية، التي نظمتها (سينما الصندوق الأسود) بمعرض أبوظبي للكتاب مساء أمس الأول وشارك فيها الشاعر والقاص والسيناريست الإماراتي محمد حسن أحمد، انطلاقاً من تجربته الحافلة في كتابة نصوص الأفلام الطويلة والقصيرة والتي حققت بصمة ذات وقع فني عال ضمن المنجز السينمائي المتطور في الإمارات، وعطفاً كذلك على تجربته الجديدة في كتابة النص الدرامي للتلفزيون، خصوصاً في عمله الأخير بعنوان «كعب عالي» المتوقع أن يعرض على الشاشات المحلية في شهر رمضان القادم. وسبق لمحمد حسن أحمد الحصول على عدة جوائز من خلال الأفلام القصيرة التي ساهم في كتابة نصوصها مثل فيلم «آمين» 2005، و«سبيل» 2010، و«هنا لندن 2012»، و«ريح»، و«أصغر من سماء»، و«بنت مري»، و«مساء الجنة»، وغيرها من الأفلام التي مهدت لأسلوب خاص في نقل حيرة الأمكنة وعذابات الشخوص بجرعات مكثفة من الإيقاع البصري البسيط في تكوينه، والمتعدد التأويلات عند فك شيفراته ورموزه، كما كتب محمد حسن سيناريو الفيلم الروائي الطويل «ظل البحر» في عام 2011 ومن إخراج نواف الجناحي. وتحدث محمد حسن في بداية الجلسة السينمائية عن الأزمة الملقية بظلالها على واقع السينما المحلية والمتمثلة في قلة وندرة كتاب السيناريو الإماراتيين، مما يشكل ضغطاً على هؤلاء القلة ويجبرهم على سد هذا الفراغ الكتابي، بأعمال قد لا ترقى أحياناً لمستوى النضج المطلوب والمواكب للمؤشر المتصاعد في صناعة السينما المحلية، وأرجع محمد حسن الأسباب إلى البدايات الخاطئة ورغبة صناع الأفلام الشباب في الظهور والبروز وحيازة الجوائز منذ أول أو ثاني عمل ينجزونه، وأضاف بأن هذه الرغبة المستعجلة دفعت بالعديد من هؤلاء الشباب للاتجاه نحو الإخراج، لأن لقب أو مسمى «مخرج» يمثل نقطة جذب إعلامية لا يمكن الإفلات من إغواءاتها. وبرر حسن انحسار كتاب السيناريو وانسحاب الكثير منهم عن المشهد بعد تجربتهم الأولى والمبكرة، إلى تركيزهم على الحوارات وعلى النقلات السردية في القصة، دون اعتبار للبنية الخاصة التي يتمتع بها السيناريو من حيث علاقته المباشرة والصارمة مع اللغة البصرية، وليس مع التخيلات الذهنية والعاطفية ولا مع الحوارات الطويلة التي قد تتحول إلى ثرثرة وعبء زائد على الحكاية ذاتها، وقال بإن السيناريو يحتاج لتقنية خاصة في الكتابة وتختلف تماماً عن القصة القصيرة أو الرواية، وهو نص ـ كما أشار ـ مكتوب أساساً للمخرج، وعلى هذا النص أن يتعامل بذكاء مع عناصر المكان والزمان، حيث يمكن للقطة واحدة أن تختصر الكثير من الحوارات والعواطف الداخلية كالخوف والحزن والتوتر. وأكد محمد حسن أن السيناريو يعتبر هو العمود الفقري الذي يبني عليه المخرج الهيكل العام للفيلم من خلال رؤيته الإخراجية الخاصة ولمساته الإبداعية ضمن المفاصل الفنية الرئيسية مثل الإضاءة والصوت والمونتاج والموسيقا وإدارة الممثلين. وتحدث محمد حسن عن تجربته الأخيرة في الكتابة للتلفزيون، وكيف أنها تعتبر حرفة مرهقة، وتختلف كثيراً عن الكتابة للسينما، نتيجة للشروط الإنتاجية التي تجبر الكاتب على التخلي عن بعض العناصر البصرية المكثفة في سبيل ملء الفراغ الزمني بالكثير من الشخصيات الأساسية والثانوية، بالإضافة إلى الحوارات المطولة والمشاهد المزدحمة والمتلاحقة لتغطية ثلاثين حلقة تلفزيونية، واستطرد محمد حسن أحمد قائلا بأنه أراد من خلال نص «كعب عالي» المخصص لهذه الدراما الرمضانية أن يقلل من حجم هذه التنازلات ويقاوم إملاءات الشكل التلفزيوني المكرر والمكرس خلال السنوات الماضية من خلال أعمال هشة وعابرة ولا تقدم قيمة جمالية أو عمق في تناول الشخصيات وتحليل دوافعها وردات فعلها. ونوه محمد حسن إلى أن ملء البنية المشهدية والاهتمام بالتفاصيل والجوانب البصرية أثناء كتابة السيناريو هي المهمة الأكثر خطورة وصعوبة مقارنة بسرد الحكاية على علاتها وكما هي، ذلك أن الصورة الموظفة بشكل إيحائي وجمالي ـ كما أشار ـ هي التي يمكن أن تحول العناصر الاعتيادية أو اليومية العابرة، إلى أعمال فنية تحتل حيزاً استعادياً في ذاكرة ومخيلة المشاهد، وقال بأن الخروج من أسر الحكاية كتتابع سردي وتصاعدي، وكذلك كتابة المشاهد التأسيسية تعتبر من أصعب مراحل السيناريو، والأمر نفسه ينطبق على المشهد الختامي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©